موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبيران جزائريان يشيدان بتجربة الصين في مواجهة جائحة كوفيد-19

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقابلة: 
يرى الخبير الجزائري في الصحة العامة محمد كواش أن الصين قدمت نموذجا يحتذى به من خلال الإجراءات التي اتخذتها في مواجهة كوفيد-19.

وقال كواش، الذي يعمل في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة الجزائر، في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن الجهود الوقائية والسياسة التي اتبعتها الصين خلال السنوات الثلاث الماضية منذ ظهور الفيروس جعلت منها نموذجا يحتذى به في مواجهة كوفيد-19 ولاسيما الإجراءات الصحية التي أقرتها الدولة فيما يتعلق بالحجر الصحي، والتي ساهمت بشكل كبير أولا في احتواء انتشار الوباء.

وأضاف أن الصين عملت بأسلوب ممتاز من حيث توفير الخدمات الطبية والاجتماعية للمرضى، حيث قامت السلطات الصينية بتوزيع الوجبات الغذائية أثناء الحجر الصحي ويمكن ملاحظة جدوى سياسة “صفر-كوفيد” في محاصرة الوباء ومنع انتشاره وتجنب نقل العدوى في ظل نسبة السكان العالية في البلاد.

وحول أوجه الاختلاف في إجراءات مواجهة كوفيد-19 بين الصين والدول الغربية، قال كواش إن تركيبة المجتمع الصيني الثقافية والاجتماعية تختلف عن تلك الموجودة في الدول الغربية، حيث كان هناك في الصين التزام واضح بالتعليمات الطبية والتوجيهات الطبية كما توفرت الإمكانات بشكل واضح مقارنة بالدول الغربية التي تخبطت في مواجهة الجائحة.

وقال كواش “رأينا تجاوبا من المواطن الصيني بشكل كبير والإمكانات الطبية والبشرية كانت واضحة بشكل كبير أيضا في الصين، فالاختلافات مع الدول الغربية لم تكن مرتبطة بالإمكانات فقط بل كانت مرتبطة أيضا بثقافة المجتمع وانضباطه والتزامه بالتوجيهات والتعليمات الحكومية”.

كما أشاد الخبير الجزائري بمساهمة الصين في مواجهة كوفيد-19 على مستوى العالم من خلال إنتاج اللقاحات، موضحا أن الصين كانت أول دولة تقوم بانتاج اللقاحات وتوزيعها بشكل كبير على مستوى دول العالم، كما ساهمت على مستوى الجزائر في إنتاجها محليا ناهيك عن تعاونها مع مختلف الدول.

وقال إنه يمكن ملاحظة تحول في الاستراتيجات الخاصة بمواجهة كوفيد-19 من التركيز على السيطرة على العدوى إلى التركيز على العلاج والوقاية، حيث أن المتحور الذي ساد في الصين والعالم ليس بالمتحور الخطير وليس بالقاتل بنسبة كبيرة.

وأضاف “من هنا انتقلت الصين إلى أسلوب آخر وهو أسلوب يعتمد على تعزيز التلقيح وتوفير العلاج للأشخاص الذين أصيبوا بشكل شديد بكوفيد-19 خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والفئات الهشة من المجتمع”.

في الوقت نفسه، أشار كواش إلى العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين الجزائر والصين ومساعدة البلدين لبعضها البعض خلال الجائحة.

وقال كواش إن الجزائر كانت من الدول الأولى التي تلقت اللقاحات المنتجة في الصين وشهد التعاون الطبي الوقائي بينهما تعميقا في البداية من خلال الاستشارات الطبية عبر الفريق الطبي الصيني لنقل الخبرة الصينية إلى الجزائر.

وأضاف أن الأمور تطورت إلى إنشاء مصنع في الجزائر لإنتاج اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي ونقل الخبرات الطبية الصيدلانية للكفاءات الطبية الجزائرية لتطوير إنتاج اللقاح على مستوى الجزائر وتصديره أيضا، بل التفكير في إنتاج لقاحات أخرى تستخدم في مكافحة مختلف الأمراض والأوبئة.

ولفت كواش إلى أن التعاون بين الصين والجزائر في المجال الصحي برز أكثر في تخصصات غير متوفرة وغير كافية في الجزائر، موضحا أن الأطباء الصينيين ساهموا كثيرا في تخصصات مثل جراحة العظام والجراحة الباطنية، وطب النساء والتوليد، وحتى في مجال التكوين والتدريب.

وأشار إلى أنه هو شخصيا طبيب تعلم على يد أطباء صينيين في الجزائر، معتبرا أن الخبرة الصينية مهمة جدا في تدريب الأطباء ونقل المستوى العلمي والطبي الذي وصلت إليه الصين للجزائر.

من جهة أخرى، رأى عالم الفيروسات الجزائري البروفيسور حكيم جاب الله أن الصين تبنت نهجا معقولا ومتوازنا في مواجهة كوفيد-19، بحيث أعطت الأولوية للأشخاص والحفاظ على حياة الناس.

وقال جاب الله في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن نسبة الأمراض الخطيرة ونسبة الوفيات في الصين أثناء الجائحة بقيتا على الدوام أقل من دول العالم الأخرى، وتمكنت الصين من التقليل من التداعيات على الاقتصاد والصحة والتقدم الاجتماعي.

وأكد جاب الله الذي زار الصين أكثر من مرة أن الصين اختارت استخدام النهج الأكثر صرامة على الإطلاق في مواجهة أزمة الصحة العامة، كما أن الاختبار الجماعي الذي نفذته السلطات الصينية وإجراء ذلك على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل لاختبار ملايين الأشخاص في أيام قليلة وعزل المصابين يجعل من هذه التجربة فريدة من نوعها يجب الإحتفاء بها كإنجاز.

كما أعرب عن سعادته لاختيار الجزائر استخدام لقاح سينوفاك المصنوع من قبل شركة أدوية صينية مرموقة، مشيرا إلى أنه، بصفته الرئيس التنفيذي السابق لمعهد “باستور” في كوريا الجنوبية، كان سعيدا لرؤية لقاح طورته الصين وطرحته في الأسواق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.