التحول الرقمي يقود تطورات في مجال التعليم في الصين
وكالة أنباء شينخوا-
مقالة خاصة:
بفضل الإنترنت، يمكن لطلاب من مدرسة متوسطة في مدينة كانغدينغ بولاية قارزي التبتية ذاتية الحكم في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، حضور فصول دراسية يجريها معلمون من مدرسة تشنغدو الثانوية رقم 7، وهي مدرسة ثانوية مرموقة تقع في مكان آخر من المقاطعة.
يستغرق السفر من مدينة كانغدينغ إلى مدينة تشنغدو، حاضرة المقاطعة، أكثر من ثلاث ساعات بالسيارة، ولكن بمساعدة تكنولوجيا المعلومات، يمكن للطلاب في إحدى المدينتين الإجابة على أسئلة المعلمين الموجودين في المدينة الأخرى في أقل من دقيقة.
يعد هذا التفاعل مجرد جزء من جهود الصين الأوسع نطاقا لتعزيز التعليم الرقمي في السنوات الأخيرة، في محاولة لتطوير تعليم أكثر عدلا وأعلى جودة مع تسريع وتيرة التحديث في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن يعزز المؤتمر العالمي للتعليم الرقمي، الذي افتتح في بكين يوم الاثنين الماضي، رقمنة التعليم في الصين وأن يضخ زخما جديدا في التطوير العالمي للتعليم الرقمي.
– ترقية المرافق
أصدرت الصين خططا متعددة لتطبيق تكنولوجيا المعلومات بشكل أفضل على التعليم، حيث دعا المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني إلى رقمنة التعليم وبناء مجتمع ودولة للتعلم حيث يتابع الجميع التعلم مدى الحياة.
في السنوات الأخيرة، قامت الصين بتحديث مرافق التدريس الرقمي في المدارس، حيث تتمتع جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة في جميع أنحاء الصين بإمكانية الوصول إلى الإنترنت، مقارنة بنسبة 25 في المائة فقط في عام 2012. علاوة على ذلك، توجد في أكثر من ثلاثة أرباع المدارس الصينية شبكات لاسلكية، وحوالي 99.5 في المائة من المدارس بها فصول دراسية متعددة الوسائط.
في مارس/ آذار 2022، تم إطلاق منصة خدمة عامة عبر الإنترنت باسم “التعليم الذكي في الصين” رسميا، وتركز المنصة على مجالات مثل التعلم والتدريس وحوكمة المدارس والابتكار التعليمي.
وتلقت المنصة حتى الآن أكثر من 6.7 مليار مشاهدة لصفحاتها وأكثر من مليار زائر من أكثر من 200 دولة ومنطقة.
وتوفر المنصة إمكانية حصول المدارس الابتدائية والثانوية الريفية في المناطق المتخلفة نسبيا في الأجزاء الوسطى والغربية من البلاد، على موارد تعليمية عالية الجودة. كما تسمح المنصة للجامعات في غربي الصين بمشاركة الموارد التعليمية العالية الجودة التي توفرها الجامعات في المناطق الشرقية.
بدوره؛ ذكر ما لو تينغ، نائب رئيس المعهد الوطني لعلوم التربية والتعليم، أن الأساليب المتعددة لتطوير الموارد والعرض والتواصل قد غيرت طرق التدريس التقليدية في الفصول الدراسية في عصر التعليم الرقمي.
– ازدهار ” الدورات التدريبية المفتوحة الواسعة النطاق عبر الإنترنت”
باستخدام التقنيات الرقمية، تمكن طلاب من ثلاث جامعات في مقاطعات جيانغسو وشنشي وقويتشو من تجربة محاكاة عملية تجميع لأول طائرة نفاثة كبيرة محلية الصنع في الصين “سي 919″، وشاهدوا عملية التحام أجنحة الطائرة مع جسمها من فصولهم الدراسية في نفس الوقت الفعلي للعملية.
من جانبه؛ قال تيان وي، الأستاذ في جامعة نانجينغ للملاحة الجوية والفضائية: “باستخدام تقنيات المحاكاة الرقمية والواقع الافتراضي، يمكننا تمثيل موقع التجميع في الفصل الدراسي وجعل الطلاب من أماكن مختلفة يتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)”.
يعد الفصل مثالا جيدا على كيفية تطور الدورات التدريبية المفتوحة الواسعة النطاق عبر الإنترنت (مووك) في الصين.
منذ عام 2013، انتشر هذا الشكل الجديد من التعليم، الذي يوفر التعليم مجانا للجميع، في الصين، حيث كان هناك أكثر من 61900 دورة تدريبية مفتوحة يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مع 402 مليون مستخدم مسجل. لتحتل الصين بذلك المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد الدورات التدريبية المفتوحة وعدد المتعلمين عبر الإنترنت.
أقامت الصين 168 دورة تدريبية متكاملة متاحة في جميع أنحاء العالم، وبدأت الاعتراف بنظام الساعات المعتمدة المتبادل مع 13 جامعة مشهورة عالميا، وطورت ثماني دورات مفتوحة باللغة الإنجليزية، وجذبت أكثر من 7 ملايين متعلم حول العالم.
بدورها؛ قالت نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني سون تشون لان في المؤتمر العالمي للتعليم الرقمي إن الصين مستعدة لتعميق التعاون مع البلدان الأخرى في توحيد معايير التعليم الرقمي، وتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات العالية الجودة، وتحسين حوكمة التعليم الرقمي والخدمات العامة.