موقع متخصص بالشؤون الصينية

إزدهار التوظيف يعزز تعافي التصنيع في “مصنع العالم”

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

واجهت شركة هوما للأجهزة صعوبة في العثور على بدلات عمل كافية للتعامل مع تدفق العمال إليها، في ظاهرة نادرة بالنسبة إلى شركة تعاني منذ فترة طويلة من نقص العمال العائدين بعد هدوء الانتاج خلال عيد الربيع.

وفي أقل من أسبوعين بعد عطلة عيد الربيع، ملأت الشركة، وهي صانع الثلاجات في مدينة دونغقوان التي تعد مركزا للتصنيع في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، ملأت جميع وظائفها الشاغرة، كما خططت الشركة لتوظيف 1700 عامل هذا العام بعد أن تلقت 2600 طلب لشغل هذه المناصب.

وفي هذا السياق؛ قال شي تشونغ هوا، مساعد رئيس مجلس إدارة شركة هوما للأجهزة: “عاد إلى العمل ما يقرب من 90 في المائة من عمالنا الذين سافروا إلى مساقط رؤوسهم لقضاء عيد السنة الجديدة الصينية، ما سجل أعلى مستوى للشركة خلال السنوات الثلاث الماضية”.

وساهم ازدهار التوظيف في استئناف الإنتاج بسلاسة بعد عيد الربيع في مدينة دونغقوان ومدن صناعية أخرى في مقاطعة قوانغدونغ، وذلك بفضل رفع قيود السفر للاستجابة لوباء كوفيد-19، والسياسات الداعمة، وهيكل العمل المحسن.

تعتبر مقاطعة قوانغدونغ التي تعرف بـ”مصنع العالم”، واحدة من أكبر مراكز التوظيف للعمال المهاجرين الذين عادة ما يغادرون أعمالهم قبل حلول عيد الربيع للم الشمل مع أسرهم، حيث يعودون إلى العمل بعد 15 يوما على الأقل من العيد. ولطالما كانت أعمال إعادة فتح المصانع بعد العطلة تعاني وضعا مضطرباً بسبب نقص العمال العائدين وسط ارتفاع تكاليف العمالة والمنافسة بين المناطق المختلفة على العمال.

وشهد سوق العمل المحلي تقلبات هذا العام بعد أن قامت الصين بتحسين استجابتها لوباء كوفيد-19 لرفع قيود السفر. وقالت المصانع الكبرى في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ إن العمال عادوا إلى العمل في وقت أبكر من قبل، ما أدى إلى إعادة فتح سوق العمل بعد العطلة في وقت أبكر مما كان متوقعا.

وأظهرت بيانات أصدرتها مديرية الموارد البشرية في تشونغشان، المدينة المشهورة بصناعة الأجهزة المنزلية، أنه وفي الفترة من 28 يناير الماضي إلى أوائل فبراير الجاري، عاد ما معدله 100 ألف عامل مهاجر إلى المدينة كل يوم، ما سيسد فجوة العمالة بحلول نهاية الشهر الحالي.

وفي مدينة دونغقوان، قالت معظم الشركات التي شملها الاستطلاع إنها وظفت عددا كافيا من العمال دون مشاكل كبيرة، بينما أشار مسؤولون محليون إلى أن معدل استئناف العمل مؤخراً في المدينة تجاوز الأرقام المسجلة في السنوات الماضية ليصل إلى أكثر من 90 في المائة.

كما استفاد ازدهار سوق العمل هذا العام من الجهود المكثفة المبذولة من الشركات والحكومات المحلية للاحتفاظ بالعمال المؤهلين، بما في ذلك زيادة الرواتب والمكافآت للعمال العائدين.

وفي هذا السياق؛ أعلنت حكومة مدينة دونغقوان أنها ضخت ما لا يقل عن 20 مليون يوان (حوالي 2.9 مليون دولار أمريكي) من الإعانات لتعزيز التوظيف بعد عطلة عيد الربيع هذا العام، حيث يمكن للشركات المحلية، على سبيل المثال، الحصول على ألف يوان لكل عامل جديد يتم توظيفه.

وتسلط هذه الظاهرة أيضاً الضوء على اتجاه طويل الأجل بشكل أكبر، حيث ان الطلب على الوظائف كثيفة العمالة التي تشكل غالبية إجمالي الطلب على العمالة، آخذ في الانخفاض.

وأظهرت بيانات حكومية أن طلب دونغقوان على العمالة الموجهة نحو العمل البسيط انخفض بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي. وفي المقابل، ارتفع الطلب على العمال المهرة والإداريين بنسبة 3.6 في المائة ونسبة 10.4 في المائة على التوالي.

من جانبها؛ قالت تشاو لي بينغ، رئيسة مديرية الموارد البشرية في دونغقوان، إن مشهد هيكل العمال المتغير يمثل تبلور هيكل صناعي أفضل وسط حملة التحول الرقمي والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة.

وأضافت تشاو أن التوظيف السلس للعمال والاستئناف المبكر للإنتاج يبشران بنمو قوي في مركز التصنيع هذا العام.

وذكرت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي أن الصين عقدت حوالي 20 ألف حدث للتوظيف ورتبت أكثر من 9000 حافلة وقطار ورحلة جوية مستأجرة لإعادة حوالي 500 ألف عامل مهاجر إلى العمل اعتبارا من 5 فبراير الحالي بعد العطلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.