موقع متخصص بالشؤون الصينية

شي وبوتين يوقعان بياناً مشتركاً بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد

0

وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصدرا بشكل مشترك هنا يوم (الثلاثاء) “البيان المشترك لجمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد” في الكرملين في موسكو.

وأشار الجانبان في البيان إلى أن العلاقات بين الصين وروسيا ليست من نوع التحالف العسكري-السياسي خلال الحرب الباردة، ولكنها تتجاوز مثل هذا النموذج للعلاقات بين الدول حيث تتمتع بطبيعة عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وقالا إن الدول المختلفة لديها تاريخ وثقافات وظروف وطنية مختلفة، ولها الحق في اختيار مسار التنمية الخاص بها. لا يوجد شيء اسمه “ديمقراطية” متفوقة. يعرب الجانب الروسي عن تقديره الكبير لمبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الجانب الصيني.

يؤكد الجانب الروسي في البيان تمسكه بمبدأ صين واحدة، ويعترف بتايوان كجزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويعارض أي شكل من أشكال ما يسمى “استقلال تايوان”، ويدعم بشدة الإجراءات التي تتخذها الصين لحماية سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

يتفق الجانبان على تعزيز التعاون في إنفاذ القانون، مثل منع “الثورة الملونة”، ومكافحة “القوى الثلاث”، من بينها “حركة تركستان الشرقية الإسلامية”، والجريمة المنظمة متعدية القوميات والجرائم الاقتصادية وجرائم المخدرات.

ووفقًا للبيان، سيبني الطرفان شراكة أوثق للتعاون في مجال الطاقة، وسيدعمان الشركات من الجانبين في تعزيز مشروعات التعاون في مجال الطاقة مثل النفط والغاز والفحم والكهرباء والطاقة النووية، وتعزيز تنفيذ المبادرات التي من شأنها أن تساعد في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بما في ذلك استخدام الطاقة منخفضة الانبعاثات والطاقة المتجددة.

كما سيعملان على حماية أمن الطاقة الدولي بشكل مشترك، بما في ذلك أمن البنية التحتية الرئيسية العابرة للحدود، وسيحافظان على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد لمنتجات الطاقة.

أشادت روسيا بمبادرة التنمية العالمية وستواصل المشاركة في عمل مجموعة أصدقاء المبادرة.

وذكر البيان أن البلدين يدعوان إلى تحقيق موضوعي وحيادي ومهني في انفجار خط أنابيب “نورد ستريم”، مضيفا أنهما يعارضان بشكل مشترك محاولة تسييس تتبع أصول الفيروسات.

تعرب الصين وروسيا عن شواغل جدية بشأن عواقب ومخاطر الشراكة الأمنية الثلاثية “أوكوس” وبرامج التعاون المعنية في الغواصات التي تعمل بالدفع النووي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، على الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي.

يحث الجانبان أعضاء “أوكوس” بقوة على الوفاء بصرامة بالتزاماتهم بشأن عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها، وحماية السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.

كما أعربا عن شواغلهما الجادة إزاء خطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نوويا من حادث محطة فوكوشيما للطاقة النووية في البحر هذا العام، وشددا على أن اليابان يجب أن تجري مشاورات شفافة وكاملة مع البلدان المجاورة وأصحاب المصلحة الآخرين والوكالات الدولية ذات الصلة.

وحث الجانبان اليابان على التعامل الصحيح مع المياه الملوثة نوويا بطريقة علمية وشفافة وآمنة، وقبول الإشراف طويل الأجل للوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول ذات الصلة، من أجل حماية البيئة البحرية وحقوق شعوب جميع البلدان في الصحة بشكل فعال.

كما أعرب الجانبان في البيان عن شواغلهما الجادة إزاء الأنشطة العسكرية البيولوجية للولايات المتحدة، داخل وخارج البلاد، حيث تهدد بشكل خطير الدول الأخرى وتقوض أمن المناطق المعنية. وطالبا الولايات المتحدة بتوضيح ذلك والامتناع عن تنفيذ جميع الأنشطة البيولوجية التي تنتهك معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية.

يحث الجانبان الناتو على الامتثال لالتزاماته كمنظمة إقليمية ودفاعية، وعلى احترام سيادة وأمن ومصالح الدول الأخرى وتنوعها الحضاري والتاريخي والثقافي والتعامل مع تنميتها السلمية بطريقة موضوعية وعادلة.

كما أعربا عن شواغلهما الجادة إزاء استمرار تعزيز الناتو للعلاقات الأمنية العسكرية مع دول آسيا-الباسيفيك وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين. يعارض الجانبان تشكيل هيكل جماعي مغلق وحصري في المنطقة وممارسة سياسة التكتلات وإثارة المواجهة بين المعسكرات.

وقال البيان إن الصين وروسيا تعربان عن شواغلهما إزاء الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وتحثان الجانب الأمريكي على الاستجابة للشواغل المشروعة والمعقولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بإجراءات عملية وتهيئة الظروف لاستئناف الحوارات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.