موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين: (أمير البرلمان) خلف القضبان

0


موقع أنباء موسكو الالكتروني:
انقلب حال ” بو كسيلاي”  خلال شهرين من الزمن فقط، من رجل يعتلي أحد المناصب القيادية في الحزب وأكبر مسؤول حزبي في تشونغكينغ، ذي القاعدة الشعبية وابن أحد الحلفاء الثوريين” لماوسي تونغ”، ليصبح قيد التحقيق.
هذا وبدأت قضايا  ” بو كسيلاي” تتكشف تحت ضغط وسائل الاعلام الخارجية مدعومة بشبكة الإنترنت وتلاحقت سلسلة من الاتهامات، فمن تعاطي الرشاوى واستغلال المنصب الوظيفي وصولاً الى القتل المتعمد، تنحى “بو” من مناصبه وتم اعتقال زوجته بتهمة القتل العمد بتسميم “نيل هايوود “.
ومن الجدير بالذكر أن “نيل هايوود ” عرف كرجل أعمال بريطاني جمعته علاقة خاصة مع عائلة  “بو كسيلاي”، وبعد ان وجدت جثة  “هايوود” متعفنة في فندق في مدينة تشونغكينغ أقام فيه، سارعت السلطات الصينية لإحراقها من دون تشريح جنائي خاص، والاكتفاء بالقول إن “هايوود” توفي نتيجة تناوله كمية كبيرة من الكحول، الأمر الذي نفاه أفراد عائلة” هايوود “وأصدقاؤه الذين أكدوا أن الرجل لم يكن مدمناً على الكحول ولم يُكثر من تناول المشروبات الروحية. فيما تصرّ والدة هايوود أن ابنها توفي بجلطة قلبية حادة.
وتبين مؤخرا أن “نيل هايوود” لم يكن مجرد رجل أعمال عاديا، بل كان يعمل مستشاراً لحساب شركة «هكلويت» المتخصصة في تقديم خدمات استخبارية لزبائنها التي تتخذ من حي “سيتي ” للمال والأعمال في لندن مقراً لها، أسسها ضابط سابق رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنه مهتم شخصيا بقضية التحقيق بمقتل رجل الأعمال  البريطاني.
وبعد أن اتضح أن “هايوود” كان مهتماً بالأسرار الاستراتيجية والاصطناعية على حدٍ سواء، فالصناعة في الصين تختلف عن الصناعة في الدول الغربية، إذ أنها تابعة للدولة وتقع مباشرة تحت مسؤولية الحزب، ما يُحتم على أي مهتم بالصناعة الصينية وأسرارها أن يقيم علاقة معينة مع المسؤولين الحزبيين، جاء ذلك تفسيرا ممكنا للعلاقة التي كانت تربط “هايوود” و”بو كسيلاي”.
أصبح “أمير البرلمان” مهددا بعقوبة أخفها السجن 20 عاما كمتهم ضمن حملة تطهير في الحكومة وصولا للإعدام كمنظم  لجريمة قتل بعد أن كان من المتوقع أن يشغل “بو كسيلاي” أحد أهم المناصب القيادية في البلاد، عند تسلم القيادة الجديدة لمقاليد الحكم في الخريف المقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.