موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق “شينخوا”: ينبغي على القوى الكبرى العمل مع الصين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية

0

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

خلال محادثتهما، أكد شي مجددا على موقف الصين الأساسي بشأن تعزيز محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، وأعلن أن بكين سترسل ممثلا خاصا لشؤون أوراسيا لزيارة أوكرانيا ودول أخرى لإجراء اتصالات معمقة مع جميع الأطراف بشأن التسوية السياسية للأزمة.

تقدم المكالمة الهاتفية دليلا آخرا على استعداد الصين للتوسط في الأزمة التي طال أمدها ويعاني منها العالم منذ أكثر من عام، والدور المسؤول الذي تلعبه الصين في تعزيز السلام والاستقرار العالميين.

إن التزام الصين بالمساعدة في تحقيق التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية يذكرنا بالتقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران الذي تصدر العناوين الرئيسية منذ وقت ليس ببعيد، والذي كان أيضا نتيجة للعمل الدبلوماسي المتفاني الذي قامت به الصين.

والحقيقة إن إقناع روسيا وأوكرانيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مهمة أصعب بكثير. ومن حسن الحظ أن الأصوات المنادية بالسلام والعقلانية آخذة في التزايد. فقد صار المزيد من الناس يدركون حقيقة أن الأزمة التي طال أمدها تضر إلى حد ما بكل فرد في العالم، وأن الحوار هو السبيل الوحيد الممكن للخروج منها.

أما أولئك الذين يرفضون دعم السلام ويصبون الزيت على النار فتسيطر عليهم عقلية المواجهة بين التكتلات أو لا يكترثون سوى بجني مكاسب أنانية من هذه المأساة.

والصين، بوصفها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، تبذل جهودا لتخفيف حدة التوترات وتعزيز محادثات السلام منذ البداية.

في فبراير 2023، أصدرت وزارة الخارجية الصينية وثيقة توضح موقف بكين من الأزمة الأوكرانية، وطرحت اقتراحا من 12 نقطة لإنهاء الصراع من خلال معالجة كل من أعراض الأزمة وأسبابها الجذرية، والتأكيد مجددا على ضرورة إنهاء الصراع من خلال الحوار والمفاوضات.

خلال زيارة دولة قام بها إلى روسيا بعد ذلك بشهر، أجرى شي تبادلا معمقا لوجهات النظر حول القضية الأوكرانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعهد بأن الصين ستواصل الاضطلاع بدور بناء في تعزيز التسوية السياسية للأزمة.

على عكس بعض البلدان التي تعاملت مع الأزمة بطريقة متحيزة وجزئية، دأبت الصين على حث الجانبين على استعادة السلام من خلال تمسكها بموقف متوازن ومحايد.

أما على الجانب الأوكراني، فبينما تعهدت الصين بإرسال مبعوث خاص خلال المحادثات الهاتفية التي جرت بين شي وزيلينسكي، فقد تعهدت أيضا بالاستمرار في تقديم المساعدة للبلاد.

وردا على ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره للصين على تقديمها مساعدات إنسانية ورحب بدور الصين الهام في استعادة السلام والسعي إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

 

 

لقد شقت الصين وروسيا طريقا من العلاقات بين الدول الكبيرة يتسم بالثقة الإستراتيجية وحسن الجوار. ومن ناحية أخرى، شهدت العلاقات بين الصين وأوكرانيا 31 عاما من التنمية ووصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

علاوة عن ذلك، فإن الصين ليست الجهة التي خلقت الأزمة، وليست طرفا معنيا بها بشكل مباشر. وهذا من شأنه أن يمنح بكين الحيز الدبلوماسي والمؤهل لكي تستمع بشكل كامل إلى مطالب وشواغل كل من روسيا وأوكرانيا وتضطلع بدور مسؤول في تسوية الأزمة.

أما بالنسبة لجميع الأطراف الأخرى التي تتطلع حقا إلى نهاية مبكرة للأزمة واستعادة السلام، فيتعين عليها أن تنضم إلى جهود الصين وتقوم بتهيئة ظروف مواتية للتسوية السياسية للأزمة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.