موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: مكتبة متنقلة توفر العطر الأدبي للرعاة في شمال غربي الصين

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

يملك شن يان لونغ هويتين: راع وأمين مكتبة، لكن دوره كأمين مكتبة بعيد كل البعد عن المعتاد، إذ يسافر على ظهر الخيل وهو يحمل مكتبة متنقلة، مما جعله يكسب لقب “أمين مكتبة على ظهر الخيل”.

ويعيش شن، البالغ من العمر 45 عاماً، في قرية دالانغ بمحافظة تشيليان في ولاية هايبي التبتية الذاتية الحكم بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين. وتتنقل المكتبة تحت رعايته في تضاريس جبلية يبلغ متوسط ارتفاعها 3300 متر فوق مستوى سطح البحر.

واضطلع شن بمسؤولية إدارة المكتبة منذ خمس سنوات، عندما أطلقت محافظة تشيليان حملة لدعم القراءة في قريته.

منذ ذلك الحين، بدأ شن الانطلاق في الصباح الباكر برفقة حصانه الموثوق به، وأحياناً برفقة زوجته تشاو هونغ مي. ويعتبر عمل الزوجين في توصيل الكتب بمثابة تصوير حقيقي لتفانيهما، حيث غالباً ما يغطي الطين جسدهما خلال الصيف والغبار خلال الشتاء.

وبسبب تناثر السكان بالمنطقة، الناجم عن التضاريس الوعرة مع الوديان العميقة والجبال الشديدة الانحدار، يستغرق وصول الزوجين إلى بضعة منازل يوماً كاملاً، حتى لو اتبعا الطرق الموجودة.

وقال شن: “بالرغم من المسافات البعيدة، لا يزال التوق إلى المعرفة بين هؤلاء الرعاة قوياً”. ويستمد شعوره بالرضا من دور المكتبة المتنقلة كوسيلة للرعاة لمعرفة المزيد عن العالم الأوسع.

ويدرك شن جيداً احتياجات القراءة للرعاة، وتتضمن الكتب الأكثر شعبية في مكتبته المتنقلة الروايات الكلاسيكية الأربع الكبرى للأدب الصيني، وملحمة الملك جيسار، وكتبا عن التربية العلمية.

ويعد تسنقونغ سانتشيبوه واحدا من بين القراء المتحمسين الذين تخدمهم المكتبة المتنقلة. وقال الراعي البالغ من العمر 37 عاماً: “يجلب لنا أمين المكتبة كتابين كل شهر، وكلما اقتربنا من الانتهاء من قراءة كتاب، يأتي ليعطينا بديلاً”.

وأضاف: “على الرغم من أننا قد لا نحظى بمستوى عالٍ من التعليم، إلا أن القراءة مفيدة في توسيع آفاقنا”.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، لم يكمل تسنقونغ سانتشيبوه قراءة أعمال شهيرة فقط، مثل “رومانسية الممالك الثلاث” التي تعتبر واحدة من أربع روايات كلاسيكية عظيمة في الأدب الصيني، بل يولي أيضاً بشكل تدريجي اهتماما عميقا بالكتب المتعلقة بالثقافة الصينية التقليدية.

وقال: “في بعض الأحيان عندما أتعب من الرعي، أستلقي على الأراضي العشبية وأفكر في مصير الشخصيات في الكتب. وتجعلني القراءة أشعر بمزيد من القوة العاطفية”.

تسنقونغ سانتشيبوه وقراء آخرون هم السبب في مثابرة شن على أداء وظيفته، على الرغم من التحديات التي يواجهها أثناء السفر على طول الطرق.

وخلال أشهر فصل الصيف، دائما ما تحدث الفيضانات في الأنهار التي يجب على شن عبورها على طريق تسليم الكتب، ويمكن للتيارات القوية أن تصل إلى بطن الحصان أحياناً. وفي عدة مرات، كادت المياه أن تجرف شن.

لكن، وصف شن هذه التجربة بأنها حلوة ومرة. وعلى طول الطرق، يواجه الغابات الكثيفة، والجداول المائية الممتدة، والجبال المغطاة بالثلوج، والأراضي العشبية المغطاة بالزهور المتفتحة على مدار العام.

وقال شن: “الصيف هو أجمل موسم في المراعي، وهو أيضاً موسم يقرأ فيه الرعاة أكثر”.

وأضاف أن الرعاة يتنقلون مع مواشيهم إلى المراعي ذات المياه والأعشاب الوفيرة خلال الفترة من يوليو إلى نوفمبر، ويحافظون على روتين رتيب لرعاية الحيوانات. وعندما يهدأ المكان بالليل، يتجه كثير منهم إلى قراءة الكتب.

وأشار شن إلى أن القراءة أصبحت أداة لمقاومة الشعور بالوحدة. واليوم، نما فريق تسليم الكتب إلى ستة أعضاء تتراوح أعمارهم بين 33 و45 عاماً.

وقال سونام، أحد رجال التسليم: “العالم في الجبال محدود، لكن الكتب تأخذنا إلى أماكن لا يمكن أن تصل إليها خطى الرعاة”.

وبحسب باو شيان تشين، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني في بلدة يهنيوقو، التي تدير قرية دالانغ، فإن المكتبات على ظهور الخيل تصل إلى المزيد من القرى، وإن المزيد من أبناء الرعاة يدركون أهمية القراءة والتعليم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.