مقالة خاصة: الأنظار تتجه إلى مبادرة الأمن العالمي الصينية خلال حوار شانغري-لا
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
من المقرر أن يُعقد حوار شانغري-لا الـ20 هنا في الفترة من الجمعة إلى الأحد، مع التركيز على تحديد التحديات واستكشاف الحلول للأمن في أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويرى الأكاديميون في جميع أنحاء العالم أن مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام ذات أهمية بالغة لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية التي تفاقمت بسبب الأحادية والمواجهات.
ويقولون إن حوار شانغري-لا، يعد بمثابة منصة لتعزيز التواصل والتفاهم المتبادل والتنمية الشاملة، بينما يرفضون المحاولات التي تقوم بها بعض القوى لإثارة الانقسامات والنزاعات في المنطقة.
— مبادرة الأمن العالمي
سيتم خلال الحوار، الذي سيستمر ثلاثة أيام، عقد سبع جلسات كاملة، واجتماعي مائدة مستديرة وزاريين، وست جلسات خاصة متزامنة، بمشاركة نحو 600 مندوب من أكثر من 40 دولة ومنطقة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو سيلقي خطابا بعنوان “مبادرة الأمن الجديدة التي طرحتها الصين” وذلك في جلسة كاملة ستُعقد يوم الأحد.
بدوره قال أونغ تي كيت، رئيس مركز آسيا الجديدة الشاملة، وهو مؤسسة فكرية مقرها ماليزيا، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن “حضور لي الحدث لأول مرة وشرحه مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين يجري انتظاره على نطاق واسع باعتباره أمرا يأتي في صدارة الأخبار التي ستُسلط الأضواء عليها في هذا الحدث وسط جهود التشويه المضاعفة التي يقوم بها الغرب ضد الهيكل الأمني الجديد”.
وذكر أونغ أن “دعوة مبادرة الأمن العالمي إلى تحقيق أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام لا يمكن فيه لأي بلد تعزيز أمنه على حساب الآخرين تعد بمثابة نسمة من الهواء النقي في الأمن العالمي المعاصر الذي تهيمن عليه العقوبات الأحادية، والولاية القضائية طويلة الذراع، والمواثيق العسكرية العدائية”، مشيرا إلى أن نجاح الصين مؤخرا في القيام بدور الوساطة من أجل تحقيق التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية يعد انتصارا لمبادرة الأمن العالمي.
وفي نفس السياق، تقول آنا ماليندوغ -أوي، نائبة رئيس معهد القرن الآسيوي الفلبيني للدراسات الإستراتيجية ومقره مانيلا، إن مبادرة الأمن العالمي تمثل التزام الصين بدعم التعددية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأكدت ماليندوغ -أوي “أنها (المبادرة) ستعمل على معالجة القضايا والشواغل الأمنية التقليدية وغير التقليدية المتداخلة والمرتبطة ببعضها البعض التي تواجهها آسيا كمنطقة”.
طبيبة العيون دونغ لي لي (الثانية من على اليمين)، وهي عضو بالفريق الطبي الصيني الـ32 إلى زنجبار، تستعد لإجراء عملية مع زملائها المحليين في مستشفى منازي موجا في زنجبار بتنزانيا، 23 فبراير 2023. (شينخوا)
— تعاون متعدد الأطراف
من خلال الاجتماع، يتطلع المحللون أيضا إلى إيجاد رؤى جديدة حول الكيفية التي يمكن بها للتعاون متعدد الأطراف أن يخفف من التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الأوقات العصيبة.
وقالت ماليندوغ -أوي إن “دعم التعددية وتعزيز التنمية الشاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أمر هام، لأن هذا هو الطريق إلى الأمام في عالم متعدد الأقطاب آخذ في الظهور”.
وذكرت الخبيرة الفلبينية أن دعم التعددية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يعني تعزيز التعاون والسعي إلى تحقيق التنمية الشاملة في ظل نظام إقليمي تُعامل فيه البلدان على قدم المساواة وترتكز فيه عملية صنع القرار على بناء توافق الآراء من خلال الحوار والتفاوض.
ومن جانبه قال كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية الكمبودي، إنه يتعين على أعضاء الآسيان والدول الأخري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ العمل مع الصين لاستعادة الثقة العالمية في التعددية وبناء اقتصاد عالمي منفتح ومتنوع.
— رفض الإستراتيجية الأمريكية
علاوة على ذلك، حذر الأكاديميون من أن الولايات المتحدة قد تحرض على المواجهات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال الترويج لما يسمى بـ”الإستراتيجية الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ” وذلك خلال الاجتماع الأمني بسنغافورة.
وفي هذا الصدد، أشار فيا إلى أن ما يسمى بـ”الإستراتيجية الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ” تجبر أعضاء الآسيان على الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن الآسيان والدول الأعضاء فيها تطمح إلى رؤية البلدين الكبيرين وهما يلعبان أدوارا تكاملية ويشيدان آليات للتنمية والرخاء والسلام والاستقرار والتناغم والشمول لا تترك أحدا متخلفا عن الركب داخل المنطقة وعلى الصعيد العالمي.
كما قالت ماليندوغ -أوي لـ((شينخوا)) إنه “في محاولة منها لمواجهة الصعود السلمي للصين، تعمل الولايات المتحدة على دفع ‘الإستراتيجية الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ’ قدما. كما تخاطر بإثارة الانقسامات بين دول الآسيان، وتُعرض مركزية الآسيان للخطر، وتجعل من جنوب شرق آسيا ساحة معركة جيوسياسية”، مضيفة أن “الإستراتيجية الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ” التي وضعتها الولايات المتحدة لم تجد دعما يُذكر في عواصم جنوب شرق آسيا.
وفي نفس السياق، ذكر السينيور كولونيل تشانغ تشي، وهو أستاذ مشارك في جامعة الدفاع الوطني الصينية، أن “السلام والتنمية هما أثمن المنافع العامة الدولية وسط التغيرات الكبرى والمتسارعة الحاصلة. وأن الدول الكبرى مطالبة بأن تقوم بفعالية بتحمل مسؤولياتها الدولية بشكل صريح وشامل للحفاظ على السلام والتنمية اللذين تم تحقيقهما بشق الأنفس، بدلا من التحريض على النزاعات والمواجهات”.