موقع متخصص بالشؤون الصينية

الوفد الصيني في حوار شانغريلا يقول إن “القيادة” لا تعني الهيمنة

0

رفض الوفد الصيني الاتهامات الزائفة التي ساقها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ضد الصين في حوار شانغريلا، قائلا إن “القيادة” لا تعني الهيمنة، والأفعال تحدد المواقف، والأفعال أبلغ من الأقوال.

وصرح اللفتنانت جنرال جينغ جيان فنغ، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية الصينية، في مؤتمر صحفي أن واشنطن تجاهد للحفاظ على هيمنتها من خلال الترويج لما يسمى “إستراتيجية أندو-باسيفيك” للمحيطين الهندي والهادئ.

وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة قبل 32 عاما، لم تقم الولايات المتحدة بإزالة مخلفات الحرب الباردة، مثل تحالف العيون الخمس الاستخباراتي والتحالف العسكري الثنائي. بل بدلا من ذلك صعدت سياسات الكتل وأذكت الصراعات والمواجهة من خلال إطلاق الحوار الأمني الرباعي والشراكات الأمنية الثلاثية.

وقال “سعيا وراء مصالحها الأنانية، أقنعت الولايات المتحدة وأجبرت بعض الدول على العمل كبيادق (عساكر) لهدف أساسي هو الحفاظ على نظامها المهيمن، بغض النظر عن التطلع إلى الاستقرار والنظام من قبل دول المنطقة”.

وفيما يتعلق بقضية تايوان، دحض جينغ بشدة التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن تايوان لتجاهلها الحقائق وتشويه الواقع.

وقال إن الولايات المتحدة عملت باستمرار على إضعاف مبدأ صين واحدة وتفريغه من مضمونه، وعززت ما يسمى بالتبادلات الرسمية مع تايوان، وغضت الطرف عن أنشطة “استقلال تايوان”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة عززت أيضا مبيعات الأسلحة إلى تايوان كما وكيفا، وكثيرا ما أبحرت عبر مضيق تايوان لاستعراض عضلاتها، وتحالفت مع دول أخرى للتدخل في قضية تايوان.

وأكد جينغ أن العمليات العسكرية الصينية حول مضيق تايوان مبررة حيث أنها تستهدف قوى “استقلال تايوان” الانفصالية وتدخل القوى الخارجية.

وأضاف الجنرال أنه لا يمكن لوم الصين على تغيير الوضع الراهن، مشيرا إلى أن “استغلال الولايات المتحدة لتايوان لاحتواء الصين” واعتماد الانفصاليين الساعين لـ”استقلال تايوان” على قوى خارجية هما العاملان الحقيقيان وراء تغيير الوضع الراهن، مما أدى إلى تفاقم التوترات وتقويض الاستقرار.

وفي سياق إشارته إلى مسألة تايوان بأنها تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين ولا تقبل تقديم أي تنازلات، أكد أن جيش التحرير الشعبي الصيني مستعد تماما وجاهز للدفاع بحزم عن سيادة الصين ووحدتها وسلامة أراضيها.

وقال جينغ إن الولايات المتحدة واصلت في السنوات الأخيرة التدخل في قضية بحر الصين الجنوبي، واعتبرت ذلك ذريعة لقمع دول أخرى.

وشدد على أن هذا يتعارض تماما مع إرادة وجهود دول المنطقة في سعيها لتحقيق السلام ومواصلة التنمية وتعزيز الاستقرار.

وأكد جينغ أن الصين تدعو إلى تسوية النزاعات في بحر الصين الجنوبي سلميا، مضيفا أن دول المنطقة لديها القدرة والثقة والحكمة للتعامل مع القضية ولا مجال للتدخل من دول خارج المنطقة.

واتهم الولايات المتحدة بأنها العقل المدبر الحقيقي للتوتر في بحر الصين الجنوبي.

وأوضح أن الجانب الأمريكي لم يتوقف في السنوات الأخيرة عن إرسال السفن الحربية والطائرات العسكرية إلى بحر الصين الجنوبي لإثارة الاضطرابات بذريعة “حرية الملاحة”.

وأضاف جينغ أن الولايات المتحدة كثفت أيضا جهودها لزيادة نشر قواتها سواء بشكل مؤقت أو تناوبي، وإنشاء قواعد عسكرية إضافية، ومواصلة تعزيز وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وقال “من خلال قيامها بذلك، لن تتسبب الولايات المتحدة إلا بمزيد من المخاطر الأمنية وزيادة احتمالية حدوث الأزمات”.

وفيما يتعلق بحادث وقع في بحر الصين الجنوبي ادعى فيه الجانب الأمريكي أن طائرة مقاتلة صينية قامت بـ”مناورة عدوانية غير ضرورية”، قال جينغ إن ما حصل تم تنفيذه بشكل قانوني ومهني، ولم تتم تلك الخطوة إلا بعد قيام طائرة استطلاع أمريكية عمدا باقتحام تدريب روتيني بحري لجيش التحرير الشعبي.

وقال الجنرال الصيني إن الصين تقدر تنمية العلاقات العسكرية الصينية-الأمريكية، وإن العلاقات العسكرية والتبادلات بين الجيشين لم تنقطع، مضيفا أنه ينبغي تحميل الولايات المتحدة مسؤولية العقبات الحالية أمام تنمية العلاقات.

وقال جينغ إن الأمر لن ينجح إذا دعت الولايات المتحدة إلى التواصل بينما تقوض مصالح الصين، وإذا ادعت تعزيز إدارة الأزمات، بينما تستمر في استفزازاتها.

وحث جينغ الولايات المتحدة على احترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسة للصين بجدية، واتخاذ إجراءات ملموسة لإزالة العقبات أمام التبادلات العسكرية، وإعادة العلاقات بين الجيشين إلى المسار الصحيح.

ووصف جينغ حوار شانغريلا بأنه منصة لموضوعات السلام، وليس عرضا للهيمنة، وقال إن الصين تأتي من أجل السلام والتنمية والتعاون، بينما تهدف الولايات المتحدة بوضوح إلى تعزيز “قيادتها” وتشويه وقمع الآخرين والحفاظ على هيمنتها.

وقال إن الدول التي تتمسك بالاستقلال الاستراتيجي والتنمية السلمية لن تتبع خطوات الولايات المتحدة على سكة “مواجهة الكتل” القديمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.