خبير: الطائرة سي919 تكشف عن إمكانات سوق الطيران المدني الصيني
كشفت طائرة الركاب الكبيرة صينية الصنع سي919 عن الإمكانات العالية التي يتمتع بها سوق الطيران المدني الصيني، وفقا لما ذكره أحد الخبراء.
وقال فيليب ماير، وهو مستشار طيران مقيم في سويسرا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجرتها معه مؤخرا عبر الفيديو، إن الشركة المصنعة الصينية “نجحت في توفير الراحة للركاب… وأثبت (الصينيون) قدرتهم على تصميم طائرة”.
صمّمت الطائرة بمقصورتين مع 164 مقعدا، 8 مقاعد لدرجة الأعمال و156 مقعدا للدرجة الإقتصادية. وتتميز الطائرة ذات الممر الواحد بالعديد من المزايا المريحة للركاب، مثل سقف المقصورة عند الممر الذي يبلغ ارتفاعه 2.25 مترا وصناديق التخزين العلوية المنسدلة. مع زيادة عرض المقعد الأوسط في الدرجة الاقتصادية بمقدار 1.5 سم عن المقاعد المجاورة له.
وأكملت الطائرة سي919، التي بنتها شركة الطائرات التجارية الصينية المحدودة (كوماك)، رحلتها التجارية الأولى من شانغهاي إلى بكين الشهر الماضي إيذانا بدخولها الرسمي إلى سوق الطيران المدني. وتقوم بتشغيلها شركة خطوط طيران شرق الصين.
وقال ماير، وهو أيضا أستاذ في تسويق الطيران وإدارة أعمال المطارات بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): “ستصبح الصين أكبر سوق للطيران المدني أسرع مما نعتقد”.
وأعرب خبير الطيران عن تفاؤله إزاء إمكانات وحيوية سوق الطيران المدني الصيني، مشيرا إلى أن رحلات السفر عقب جائحة كوفيد-19 لعبت دورا كبيرا حيث يتوق السياح الصينيون إلى السفر أكثر.
وأضاف ماير “هناك زيادة كبيرة في الطلب على السفر في الصين”، مشيرا إلى أن مليار صيني سيسافرون جوا سنويا بحلول عام 2035.
ومن المتوقع أن يسافر حوالي 4.35 مليار شخص حول العالم في عام 2023 وهو رقم ليس بعيدا عن الرقم المسجل قبل الوباء في عام 2019 وقدره 4.54 مليار شخص، وفقا لتقرير الاتحاد الدولي النقل الجوي، الذي أشار أيضا إلى توسع متوقع في أرباح صناعة الطيران في تقريره المعدل للعام 2023.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يصل صافي أرباح صناعة الطيران إلى 9.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، أي أكثر من ضعف توقعاته البالغة 4.7 مليار دولار في ديسمبر 2022.
وبحلول عام 2041، من المتوقع أن تصبح الصين أكبر سوق طيران مدني لدولة واحدة في العالم، وفقا لتوقعات نشرتها شركة كوماك العام الماضي.
وقال ماير “علينا جميعا الاستعداد في كل مكان في العالم لاندفاع السياح الصينيين مرة أخرى”.
وإلى جانب ازدهار السوق والطلب القوي المتوقع، أشار ماير إلى تحديات، قائلا “التحدي الأكبر الآن هو إنتاج الطائرة. إذا قاموا ببناء طائرة واحدة فقط في الشهر، فلن يكون هذا كافيا لتلبية الطلب”.
وفي إشارة إلى العمالة الماهرة في الصين الأرخص أجرا مقارنة بالغرب، قال ماير إن الحاجة إلى شبكة ما بعد البيع في الصين وحجم الإنتاج من الرياح الرئيسية المعاكسة. ومع ذلك، أكد أن الصينيين يريدون “تقليل اعتمادهم على الاحتكار الثنائي الغربي”، في إشارة إلى شركتي بوينغ وإيرباص.
وأبدى ماير تفاؤله بأن الصين ستصبح أكبر سوق طيران في العالم.
وقال “اليوم لدينا احتكار ثنائي لإيرباص وبوينغ. لكن مع سي919 لدينا طائرة جديدة حقيقية قادرة لأول مرة على منافسة هذين اللاعبين في أكبر الأسواق”.