موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: اقتراحات الصين بشأن تسوية القضية الفلسطينية تعكس جهودها الدؤوبة ودورها الفعال في تسوية القضية

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

طرحت الصين مؤخراً اقتراحاً خاصاً لتسوية القضية الفلسطينية، حيث أكدت أن القضية الفلسطينية ظلت لأكثر من نصف قرن دون حل، ما تسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، ما يوجب تحقيق العدالة لفلسطين في أسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح هذا الاقتراح خلال محادثات أجراها مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في بكين يوم الأربعاء الماضي، باعتباره أول زعيم عربي تستضيفه الصين منذ بداية العام الجاري.

ويشمل الاقتراح ثلاث نقاط، أولاً: يكمن الحل الأساسي للقضية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بسيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ثانياً: يتعين تلبية الحاجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين، كما يتعين على المجتمع الدولي تكثيف المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين. ثالثاً: من المهم الحفاظ على الاتجاه الصحيح لمحادثات السلام.

الأمر اللافت للنظر هو أن الصين تولي اهتماماً كبيراً لدفع تسوية القضية الفلسطينية من خلال بذل جهود دؤوبة وتوجيه دعوات عملية في هذا الشأن.

وخصصت الصين مبعوثاً خاصاً للحكومة الصينية بشأن قضية الشرق الأوسط منذ عام 2002، باعتباره أول مبعوث خاص لها بشأن القضايا الساخنة الدولية.

كما تحرص الصين على طرح اقتراحات لدفع تسوية القضية الفلسطينية. ففي مايو 2013، طرحت الصين اقتراحاً من أربع نقاط بشأن تسوية القضية الفلسطينية.

وفي يوليو 2017، جددت الصين اقتراحها بشأن تسوية القضية، حيث لاحظ وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط، أن هذا الاقتراح، مقارنة بنظيره المطروح في مايو 2013، يحمل ميزات جديدة، حيث لا يؤكد على الدعم السياسي التقليدي فحسب، وإنما يتضمن العديد من الإجراءات الاقتصادية، وكذلك آلية تضمن تطبيق هذه الإجراءات، وهو ما يعد شيئاً جديداً.

وفي يوليو 2021، قدمت الصين مقترحاً من ثلاث نقاط لحل القضية الفلسطينية على أساس حل “الدولتين”، وأشارت إلى أهمية تعزيز تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية، ودعم الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق وحدة أكبر، وتشجيع فلسطين وإسرائيل على استئناف محادثات السلام على أساس حل “الدولتين”.

ويعد الاقتراح الجديد الذي تم الإعلان عنه في يونيو الجاري امتداداً لجهود الصين الحثيثة ومساعيها لتسوية القضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد قال أ.د وانغ قوانغ دا، أمين مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الأستاذ في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، قال إن الاقتراح الجديد يوضح المسار الأساسي لتسوية القضية الفلسطينية في ظل الوضع الجديد والبيئة الدولية العامة، ويتضمن أيضاً المتطلبات الاقتصادية والمعيشية التي تحتاج للحل بصورة ملحة، ويؤكد على أنه لا يجوز التراجع عن الاتجاه الصحيح للمفاوضات. وأضاف وانغ أن هذا الاقتراح يمثل دور الصين النشيط، بصفتها شريكة إستراتيجية لفلسطين، ومساعيها لتحقيق اختراق جديد لتسوية القضية الفلسطينية.

ومضت 10 أعوام منذ أن طرحت الصين اقتراحها لتسوية القضية الفلسطينية في عام 2013، ومن خلال اقتراحاتها يمكن رؤية مثابرتها على دعمها القوي لقضية الشعب الفلسطيني العادلة المتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ومواصلة بذل جهود دؤوبة من أجل تسوية القضية على أساس الوضع والبيئة الدولية في مختلف الأوقات.

وعلى صعيد متصل، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة لاجتماع الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني للعام العاشر على التوالي.

وفي رسالته التي بعث بها العام الماضي، ذكر شي أن القضية الفلسطينية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التسوية الشاملة والعادلة لها تؤثر على الاستقرار والسلام الإقليميين، وكذلك الإنصاف والعدالة الدوليين.

وأضاف شي أن التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل، والتنمية المشتركة للأمتين العربية واليهودية يخدمان المصالح طويلة الأمد للجانبين، ويمثلان تطلعاً مشتركاً لشعوب جميع الدول.

وظلت الصين تعمل بجد لضخ طاقة إيجابية لسلام واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وفي 6 أبريل من العام الجاري، أعلن وزيرا خارجية السعودية وإيران إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وذلك لن يخفف بدوره من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل يمثل نجاحاً مهماً لكل من دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية ونشاطاتها الدبلوماسية من حيث استضافة الأحداث الرئيسية داخل البلاد، التي تهدف إلى تعزيز “السلام من خلال المحادثات”. ومن هذا المنطلق، أضحت منطقة الشرق الأوسط تشهد موجة من المصالحات، بما في ذلك تطبيع مصر وتركيا العلاقات الثنائية، وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وجميعها تمثل اختراقات بارزة في تاريخ المنطقة، الأمر الذي يجلب آمالاً جديدة لتسوية القضية الفلسطينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.