موقع متخصص بالشؤون الصينية

((شينخوا)): زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني تطلق العنان لإمكانات كبيرة من شأنها تعزيز العلاقات الصينية الأوروبية

0

يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بزيارة رسمية إلى فرنسا بعد انتهاء جولته المثمرة في ألمانيا، وهي أول رحلة له للخارج منذ توليه المنصب.

وتعد زيارة دولتين كبيرتين في القارة الأوروبية بمثابة عامل للاستقرار في العالم المتقلب، يسمح للصين وشركائها الأوروبيين بالاستفادة الكاملة من تفاعلاتهم وجها لوجه لزيادة الثقة وتبديد الشكوك. وفي نفس الوقت، حرص الجانبان على استغلال المزيد من فرص التعاون المُعزز للتنمية المستدامة.

وخلال المناقشات الصادقة والعميقة، كان يُنظر إلى الفصل على أنه أمر مضر، وأُعتبر الحفاظ على بيئة تعاون تتميز بالانفتاح والثقة المتبادلة أولوية قصوى.

وتجدر الإشارة إلى أن فرض تدابير تمييزية باسم “إزالة المخاطر” ليس أمرا حكيما ولن يُفيد أي شخص.

وتوضيحا لوجهة نظره في الجولة الحادية عشرة لمنتدى التعاون الاقتصادي والتقني بين الصين وألمانيا، قال لي إن الصينيين “لا يعتقدون أنه من الخطر قيادة سيارة فولكس فاجن، ولا نعتقد أنه من غير الآمن إجراء أشعة مقطعية (سي تي) باستخدام معدات سيمنز،” مضيفا أن الصين لم تفكر قط في هذه المخاطر، ولا تعني قط “إزالة المخاطر” منها، فبدلا من ذلك، ظلت ملتزمة بالانفتاح والتعاون الدولي.

 

إن الوقاية من المخاطر والتعاون لا يتعارضان قط. ففي الواقع، إن الفشل في التعاون هو الخطر الأكبر. ومن أجل تجنب المخاطر والتعامل معها بطريقة معقولة يجب على الأطراف المعنية تعزيز التفاوض والتعاون على أساس كل حالة على حدة.

يواجه الاقتصاد الأوروبي مهاما صعبة في الحفاظ على التعافي البطئ ومكافحة التضخم الجامد وتخفيف الضغط المالي. لذلك، فإن قرار الدول الأوروبية المتعلق بتعزيز التعاون مع الصين لدعم التعافي ما بعد الوباء، قرار منطقي يخدم مصالح الجانبين.

وتُثبت اجتماعات ومحادثات لي مع القادة السياسيين ورواد الأعمال في ألمانيا وفرنسا إجماعهم على معارضة الفصل ومواجهة الكتلة، وعزمهم على إعادة العلاقات الصينية الأوروبية إلى مسارها الصحيح. وجدير بالذكر أن التعاون الودي مع ألمانيا وفرنسا مثال يُحتذى به للدول الأوروبية الأخرى، حيث يضخ الاستقرار واليقين في المجتمع العالمي المترابط وقت الاضطرابات.

ومن أجل الحفاظ على هذا الاستقرار، يجب على الصين وأوروبا الالتزام بالعولمة الاقتصادية والتعاون متعدد الأطراف.

 

اكتسبت الصين وشركاؤها الأوروبيون خبرة واسعة واستفادوا من مزاياهم التكميلية خلال عقود من التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. وعلاوة على ذلك، حققت زيارة رئيس مجلس الدولة نتائج ملموسة، تمثلت في توقيع مجموعة من وثائق التعاون مع ألمانيا وفرنسا، تغطي عدة مجالات، منها الاقتصاد والتجارة والابتكار والتصنيع المتقدم.

وفي هذا الصدد، أصبح خلق بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية للمؤسسات مهما أكثر من أي وقت مضى، وذلك لتحقيق المزيد من النتائج عالية الجودة المربحة للطرفين والحفاظ على استقرار ومرونة سلاسل الصناعة والتوريد في الساحة العالمي.

وفي الوقت نفسه، يجب على الصين وأوروبا مضاعفة التعاون في المجالات الهامة لمواجهة التحديات العالمية التي تواجه البشرية، وكذلك تعزيز النمو المستدام.

 

وباعتبارهما لاعبين كبيرين في الساحة العالمية، اتفقت الصين وألمانيا على إقامة آلية حوار وتعاون بشأن تغير المناخ والتحول الأخضر، وعقد منتدى بيئي وحوار صحي، فضلا عن تحمل مسؤوليتهما في التعامل مع التحديات الملحة المتعلقة بتغير المناخ وسلامة الغذاء والصحة العامة، والتي تتطلب بذل جهود ملتزمة ومنسقة.

كما أدركت الدولتان الأوروبيتان الحاجة إلى التعاون مع الصين للاستفادة من المجالات الناشئة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها، لتعزيز التنمية المشتركة على المدى الطويل.

وقبل 20 عاما، أقامت الصين شراكة استراتيجية شاملة مع الاتحاد الأوروبي. واليوم، يُعتقد أنه من خلال آلية التعاون الفعالة والرغبة المتنامية في الحفاظ على الثقة السياسية المتبادلة السليمة، سيتم إطلاق عنان الإمكانات الكبيرة ليس من أجل تحسين حياة الشعبين فحسب، بل أيضا من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي الأكثر مرونة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.