موقع متخصص بالشؤون الصينية

رائحة القهوة تتخلل قرى جبلية في محافظة صغيرة بشرقي الصين

0

تحتضن محافظة آنجي الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها الدائمين حوالي 590 ألف شخص، والتي تقع في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، تحتضن أكثر من 300 مقهى، ما يتجاوز بلدية شانغهاي من حيث الكثافة السكانية.

وتستقبل آنجي أكثر من 28 مليون زائر كل عام. قال هان جيه، سائح من شانغهاي، وجاء إلى آنجي هربا من المدينة الكبيرة بشكل موقت خلال عطلة نهاية الأسبوع: “فنجان من القهوة يزيل الفجوة بين المدن الكبيرة والمحافظات الصغيرة”.

وفي مقاطعة تشجيانغ، يتجه عدد متزايد من أصحاب المقاهي وصانعي القهوة إلى المناطق الريفية لتلبية احتياجات العدد المتزايد من محبي القهوة الشباب والمغامرين.

وكملاذ لسكان المدن الباحثين عن التجديد الروحي، فأين يمكن فتح المقاهي؟ في آنجي، الجواب هو الجبال والحقول والبحيرات والشلالات والغابات وحتى المناجم.

في أعماق غابات الخيزران بقرية بنغهو في آنجي، يقع مقهى “قهوة الشلالات”، وهو مقهى اكتسب شعبية بين المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا يمكن للزوار تذوق القهوة على شفا جرف على ارتفاع 600 متر تقريبًا في منتصف الجبل والاستمتاع بمناظر الشلال والجبال الوارفة البعيدة، بل يمكنهم أيضا التجديف بصحبة البجع الأسود على البحيرة الهادئة، أو التخييم في حقل عشبي بالقرب من قمة التل المطل على المناظر الخلابة.

 

 

وقال موظف بالمقهى: “نبيع نحو 400 فنجان قهوة يوميا خلال أيام العطلات، وأكثر من 100 كوب في أيام العمل”.

وفي يونيو 2003، أطلقت مقاطعة تشجيانغ “برنامج إحياء الريف الأخضر”، الذي خطط لتجديد حوالي 10000 قرية وتحويل حوالي 1000 قرية منها إلى نماذج لتحقيق الرخاء المعتدل من جميع النواحي.

وبعد عقدين من الجهود الدؤوبة، نجحت آنجي، مهد فكرة “الأنهار النقية والجبال الخضراء كنوز لا تقدر بثمن”، في تحويل ميزتها الإيكولوجية بنجاح إلى ثروة ملموسة.

وتم تحويل “مقهى ديب بلو”، الواقع على منجم مهجور بالقرب من بحيرة طبيعية في قرية هونغمياو في آنجي، من قبل فريق من الشباب، ليصبح الآن مكانا جذب العديد من السياح لزيارتها ومشاركة تجاربهم فيها على وسائل التواصل الاجتماعي.

واستقبل المقهى في الهواء الطلق 350 ألف زائر خلال أقل من عام، مع بلوغ أعلى عدد يومي للزوار 8000 شخص. وحقق أكثر من 6 ملايين يوان (حوالي 835700 دولار أمريكي) من الإيرادات للقرية.

وقال تشنغ شوه تشين، صاحب المقهى، الذي كان يستعد لعطلة عيد قوارب التنين مع فريقه المؤلف من طلاب جامعيين: “جاء حوالي 30 ألف شخص إلى مقهانا خلال عطلة عيد العمال الماضية، وبعنا آلاف الأكواب من القهوة في اليوم الأول من مايو”، وأضاف قائلا: “نحن نبذل جهودًا لتسريع تطوير المزيد من المواقع السياحية والأنشطة التجريبية هنا.”

وأشعل المقهى الصغير إحساسًا بالحيوية في الاقتصاد الريفي لقرية هونغمياو، ما دفع فريقًا من الطلاب الجامعيين إلى التعاون مع الحكومة المحلية في تنظيم معرض لريادة الأعمال، بهدف جذب المئات من خريجي الجامعات للمشاركة في مشروعات ريادة الأعمال في القرية.

وتعمل محافظة آنجي من خلال الجهود المبذولة لبناء قرى جميلة على تحسين المساكن والبنية التحتية والخدمات العامة والثقافة والحوكمة بالأرياف، وجذب الشباب للقيام بالابتكار وريادة الأعمال، بحيث يمكن للأفكار والتكنولوجيات والمشاريع الجديدة أن تدفع النهوض الريفي لتحقيق اختراقات أكبر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.