موقع متخصص بالشؤون الصينية

رأي ضيف: خمس قصص عن تفاعل متبادل بين الرئيس شي والشعب الأمريكي

0

بقلم روبرت لورانس كون

لطالما كانت التبادلات الشعبية أساسا للسياسة الخارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ، بدءا من مبادرة الحزام والطريق وصولا إلى العلاقات الصينية الأمريكية، لأن التبادلات الشعبية تشكل الأساس للكيفية التي يمكن بها للدول المستقلة ذات المصالح المستقلة أن تبني على نحو أفضل تفاهما مشتركا وتقديرا متبادلا.

في الآونة الأخيرة، ركز الرئيس شي على التبادلات الشعبية من أجل تحسين العلاقات الصينية الأمريكية، التي تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عقود. فقد عقد الرئيس شي اجتماعا شخصيا ووديا مع المؤسس المشارك لشركة (مايكروسوفت) بيل غيتس، حيث أشار إلى “الناس” باعتبارهم الأساس للعلاقات الصينية الأمريكية. ثم جاء في رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس شي إلى الحدث الذي عُقد تحت عنوان (الارتباط مع كوليانغ: منتدى الصداقة الشعبية بين الصين والولايات المتحدة 2023) أن “الصداقة بين الشعبين هي مفتاح العلاقة بين البلدين”.

كان لهذين الحدثين، اللذين يحملان قيمة رمزية عالية، صدى كبير في نفسي. عندما علق الرئيس شي آمالا من جانب الصين على الشعب الأمريكي وتمنى كل التوفيق للصداقة بين الشعبين، أثار ذلك ذكريات خمس مناسبات تتعلق بالرئيس شي والتبادلات الشعبية، ثلاث منها تفاعلت معه خلالها شخصيا.

الأولى، في عام 2006، عندما كان شي أمينا للجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة تشجيانغ. في أوائل ذلك العام، التقيت أنا وشي في جلسة خاصة عُقدت في هانغتشو، وعلى الرغم من أن التركيز انصب على تطوير تشجيانغ، إلا أنه كان من الواضح مدى تقدير شي لدور التبادلات الشعبية في المساعدة على تحقيق هذا التطور. وفي وقت لاحق من نفس العام، طُلب مني أنا وشريكي منذ أمد بعيد آدم تشو، تقديم المشورة والمساعدة في تنسيق العلاقات العامة لـ((أسبوع تشجيانغ)) في نيوجيرسي، وهي ولاية أمريكية تربطها علاقات توأمة مع تشجيانغ. وترأس شي الوفد بالطبع وشدد خطابه على أهمية أن يعمل أهالي تشجيانغ ونيوجيرسي معا على جميع المستويات وفي كل القطاعات، بدءا من التجارة والفنون وصولا إلى العلوم والرعاية الصحية. وحول هذا الأمر، قدمت وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها ((بلومبرغ))، تغطية إيجابية للغاية.

 

والثانية، في أوائل عام 2012، فحينها عندما كان شي يتقلد منصب نائب رئيس الصين، أجرى جولة استمرت خمسة أيام في الولايات المتحدة، حيث أقام عند توقفه في لوس أنجليس مأدبة غداء لأكثر من 100 من القادة في مجال الترفيه وقطاع الأعمال وكذا الحكومة. وشدد جزء كبير من خطابه على أهمية الروابط الشعبية بين الصينيين والأمريكيين، وهي روابط عززها من خلال حضوره مباراة كرة سلة لفريق لوس أنجليس ليكرز.

والثالثة، في عام 2015، حينها عند التحضير لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي إلى الولايات المتحدة، طُلب مني السفر لإلقاء كلمة في حفل أقيم لتدشين دار الصداقة الصينية الأمريكية في موسكاتين بولاية أيوا. فقد أصبح هذا الدار يرمز إلى رغبة عامة الناس في إقامة علاقات أوثق بين الصين والولايات المتحدة، لأنه في عام 1985 أقام شي، الذي كان آنذاك مسؤولا محليا شابا، في نفس الدار ضمن وفد كان يزور ولاية أيوا لتعلم التقنيات الزراعية. وعاد شي إلى موسكاتين، ليلتقي أصدقاءه القدامى، خلال زيارته للولايات المتحدة عام 2012. ونحن نسميها “روح موسكاتين”.

والرابعة، في منتصف العقد الماضي، عندما كنت أتابع لأول مرة أوجه التقدم السريعة التي تشهدها مبادرة الحزام والطريق. فقد لاحظت في وسائل الإعلام أنه على الرغم من أن مبادرة الحزام والطريق تدور حول العمل على تحقيق ربط بيني كبير في مجالي البنى التحتية والصناعة، إلا أن شي قام بإدراج الترابط الشعبي في أهداف مبادرة الحزام والطريق. وهذا يثبت، كما قلت في ذلك الوقت، أن شي يرى أن الناس يشكلون بنية تحتية تأسيسية وأداة مهمة.

 

 

والخامسة، في ديسمبر 2018، عند حلول الذكرى الـ40 لإطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، حين كان لي شرف أن أكون من بين الأجانب العشرة الذين حصلوا على وسام الصداقة للإصلاح الصيني. فقد قال الرئيس شي، بعد أن منحني الوسام، إن تسهيل تواصل الصين مع العالم أمر ضروري، حتى يتمكن الأجانب من معرفة الصين الحقيقية. ومن ثم فإن وسائل الإعلام والتبادلات الشعبية هما الوسيلتان اللتان يمكن بهما تحقيق ذلك وقد شدد شي دائما على الأخيرة.

وفيما يلي أربع خصائص لتبادلات شعبية فعالة: أولا، أن يتم إجراؤها بما يصب في مصلحة الشعبين؛ فلا يمكن أن تكون هناك دوافع خفية. ثانيا، أن تنبع بشكل طبيعي من العديد من المصادر الصغيرة. ثالثا، أن تتسم بأنواع مختلفة من الروابط كالمجالات المشتركة مثل الرعاية الصحية والعلوم والثقافة أو المصالح المشتركة مثل الأعمال التجارية والأنشطة الرياضية والجمعيات الخيرية. رابعا، أن يكون لها أطر زمنية متنوعة، كالأنشطة العابرة مثل سفر السائحين إلى الخارج، أو العلاقات المستمرة مثل تواصل المهنيين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية للعمل معا على منع الأوبئة في المستقبل.

إن التبادلات الشعبية تشكل أدوات قوية للتفاهم والتعاون الدوليين. وينبغي على الجميع دعم رؤية الرئيس شي.

ملحوظة المحرر: حاز روبرت لورانس كون، المفكر العام والخبير الإستراتيجي بمجال الشركات الدولية، على وسام الصداقة للإصلاح الصيني (2018). وهو أيضا رئيس مؤسسة (كون).

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة مواقف وكالة أنباء ((شينخوا)).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.