مقال رأي: تغيير مناخ العلاقات الصينية-الأمريكية يتطلب أكثر من مجرد مبعوث مناخي
وسط حر الصيف غير المعتاد، وصل المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص المعني بالمناخ جون كيري إلى بكين.
تأتي زيارة كيري في وقت حرج. العالم يزداد سخونة. وتحذير بكين من ارتفاع درجات الحرارة ليس استثناء، حيث شهد العالم بأسره أيامه الأكثر حرارة على الإطلاق الأسبوع الماضي. وعكس هذا المسار من التغيرات المناخية لا يكاد يحتمل أي تأخير.
والصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، تتحملان مسؤولية مشتركة لدفع العمل العالمي المتعلق بالمناخ قدما باتجاه تهدئة حرارة الأرض.
في الوقت نفسه، من المتوقع أيضا أن يساعد المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمناخ في تهدئة التوترات الملتهبة بين البلدين ويبني على جهود وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين اللذين زارا بكين خلال الشهر الماضي.
وتُعد هذه التفاعلات إشارة جيدة لمنع وقوع المزيد من التقديرات الخاطئة وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح.
يتوقع الجانبان نتائج عملية وإجراءات هادفة. ولتحقيق ذلك، ينبغي للجانبين إظهار إخلاصهما بالعمل على إقامة تعاون حقيقي، وإلا فإن أي وعود بإحراز تقدم في العلاقات ستكون مجرد ثرثرة فارغة.
ينطبق بشكل خاص على البيت الأبيض أن يضع في اعتباره أن السعي إلى تجزئة التعاون بالمنافسة أو ممارسة القمع ضد الصين في العلاقات الثنائية هو ببساطة أمر غير قابل للتنفيذ وغير مقبول بالنسبة لبكين.
إن الأمر يحتم التعامل مع العلاقات الثنائية ككل إذا كان الهدف هو تحقيق تعاون سليم ومستدام بين الصين والولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، يعتبر التعاون المناخي مكونا هاما في التبادلات الصينية-الأمريكية. فقد أعطى تعاضد البلدين دفعة كبيرة لاتفاق باريس التاريخي، ومهد الطريق لتحقيق اختراقات أوسع في الحد من الانبعاثات الكربونية العالمية، مما يثبت أنه من الممكن أن يُحرز تقدم إذا حاول البلدان الالتقاء في منتصف الطريق حتى لو كانت العلاقات الثنائية تواجه انتكاسات شديدة.
لقد تبنت الوزيرة يلين وجهة النظر الصينية القائلة بأن العالم كبير بما يكفي لازدهار البلدين. وبينما تؤثر موجة الحر الشديدة تلك على الكوكب، فإن العالم أيضا يتوق بحرارة شديدة أيضا إلى عمل بكين وواشنطن معا من أجل البقاء البشري.
وتقدم زيارة كيري فرصة للجانبين لبناء المزيد من الإجماع والتعاون لخفض حدة التوتر في العلاقات الثنائية المشحونة للغاية وتهدئة الكوكب الذي تعاني حرارته من ازدياد مستمر.
ومع ذلك، قبل زيارته، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن البيت الأبيض يعمل على فرض قيود جديدة على الاستثمارات الأمريكية في الصين. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الإجراءات لن تساعد بكل تأكيد في تهدئة التوترات في العلاقات الصينية-الأمريكية، ولكن ستزيدها توترا، كما سيتأثر التقدم الذي أحرزه الجانبان مؤخرا لتحقيق الاستقرار في العلاقات بينهما.
ولرؤية تغيير حقيقي في المناخ العام للعلاقات الصينية-الأمريكية، فإن الجانبين بحاجة إلى بذل كل ما عليهما من جهود لبناء الثقة وإخلاص النوايا.