موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق ((شينخوا)): لماذا قوبل بلينكن بالصدّ مرارا خلال جولته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

حاول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال الجولة التي قام بها مؤخرا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إقناع نيوزيلندا بالانضمام إلى تحالف أوكوس. وكان الرد الذي تلقاه واضحا — وهو أن قبول نصيحة كبير الدبلوماسيين الأمريكيين سيكلف النيوزيلنديين روحهم.

فقد قالت وزيرة الخارجية النيوزيلندية نانايا ماهوتا “إنه نادٍ يتعين علينا بيع أرواحنا للانضمام إليه”. وردت ماهوتا على بلينكن يوم الخميس بأن بلادها “ليست مستعدة لتقديم تنازلات أو تغيير موقفنا الداعي لعدم انتشار الأسلحة النووية”، وواصلت التعبير عن دعمها لمنطقة محيط هادئ خالية من الأسلحة النووية.

في الواقع، لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يُقابَل فيها كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بالصدّ خلال زياراته.

ففي مؤتمر صحفي مشترك عُقد عقب اجتماعه مع رئيس وزراء تونغا هواكافاميليكو سياوسي سوفاليني يوم الأربعاء، وصف بلينكن انخراط بكين في المنطقة بأنها “سلوك مثير للمشكلات”، ولكن قيل له إن تونغا “لا يساورها قلق” بشأن علاقاتها مع الصين.

إن الأسباب التي دفعت إلى معاملة واشنطن بهذا الصدّ واضحة. فقد ادعى بلينكن قائلا “نحن نفهم حقا ما هو الأولوية بالنسبة للشعوب هنا”، ولكن أولويته الحقيقية ليست سوى “أمريكا أولا”. وإن ما اقترحه هو وصناع القرار في واشنطن للمنطقة لا يتماشى ببساطة مع مصالح المنطقة الرئيسية واحتياجاتها العاجلة، بل إنه يأتي بنتائج عكسية. وهذا أمر تفهمه بلدان المنطقة جيدا.

في السنوات الأخيرة، عقدت الولايات المتحدة العزم على الترويج لما يسمى بـ”الإستراتيجية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ” و”تنافس القوى العظمى” سعيا لبناء تحالف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة صعود الصين.

فمن إلقاء الوحل على تعاون الصين مع دول المنطقة إلى محاولة توسيع تجمع أوكوس، تسعى جولة بلينكن الحالية في واقع الأمر إما إلى تشويه صورة بكين أو إرغام الدول الجزرية على الانحياز إلى جانب.

 

إن دول المنطقة تريد السلام والاستقرار والتنمية. واتفاقية أوكوس، التي تنتهك مبادئ وممارسات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتقوض بشدة النظام الدولي لعدم الانتشار، لن تؤدي سوى إلى إثارة المواجهة وتأجيج سباق التسلح في المنطقة.

ولهذا السبب أيضا حذر رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق بول كيتنغ في وقت سابق من هذا الشهر من محاولة توسع الناتو بقيادة الولايات المتحدة تجاه آسيا، قائلا إن “تصدير هذا السم الخبيث (الناتو) إلى آسيا سوف يكون أشبه بترحيب آسيا بالطاعون على أراضيها”.

على الرغم من أن واشنطن لم تدخر جهدا في تشويه سمعة الصين، إلا أن دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ ترى بكين شريكا على قدم المساواة وصديقا حقيقيا.

ولنأخذ تونغا مثالا على ذلك. فعلى مدى السنوات الماضية، قدمت الصين نحو 100 مشروع مساعدة في شكل منح، كبيرة وصغيرة، لتونغا حكومة وشعبا، غطت مجالات الزراعة ومصائد الأسماك والتعليم والصحة وحماية البيئة وتغير المناخ.

عندما واجهت تونغا تحديات متعددة، بما فيها الثورانات البركانية وأمواج تسونامي وجائحة كوفيد-19، أسرعت الصين دوما إلى تقديم يد المساعدة. وقد قال توبو السادس ملك تونغا إنه كما أثبتت الحقائق، فإن الصداقة مع الصين تقوم دائما على الأفعال وليس الأقوال.

أما بالنسبة لنيوزيلندا، فإن الصين هي أكبر شريك تجاري للبلاد في تجارة السلع، سواء من حيث الواردات أو الصادرات.

وقد قال رئيس وزراء نيوزيلندا كريس هيبكنز خلال زيارة قام بها للصين الشهر الماضي إن العلاقات مع الصين بالغة الأهمية بالنسبة لنيوزيلندا ويتمتع البلدان الآن بعلاقات بناءة وإيجابية للغاية، مضيفا أن بلاده تأمل في مواصلة توسيع التجارة الثنائية وتراها أولوية لإعادة ترسيخ النشاط الاقتصادي مع الصين في حقبة ما بعد الجائحة.

بين المواجهة والتنمية المشتركة، ليس من الصعب على دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ الاختيار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.