موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تؤكد أهمية “الخط الأحمر الأول” من أجل تحقيق الاستقرار في العلاقات مع الولايات المتحدة

0

في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على الاتصالات الثنائية واستقرار العلاقات، عقد مسؤولان بارزان من الصين والولايات المتحدة عدة جولات من الاجتماعات في مالطا.

وخلال الاجتماعات، اتفق وانغ يي، وزير الخارجية الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، على الحفاظ على تبادلات عالية المستوى وإجراء مشاورات بشأن قضايا آسيا-الباسيفيك والشؤون البحرية والسياسات الخارجية.

وهذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها وانغ وسوليفان خلال أربعة أشهر منذ اجتماعهما في فيينا في مايو.

وقد أجرى الجانبان اتصالات استراتيجية صريحة وموضوعية وبناءة بشأن استقرار وتحسين العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

وقالت سو شياو هوي، نائبة مدير قسم الدراسات الأمريكية في معهد الصين للدراسات الدولية والزميلة الباحثة المساعدة بالقسم، “تأمل الصين في أن تعود العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح. وهذا أمر أساسي”.

وقالت “من وجهة نظر الصين، نأمل أن تظل العلاقات الصينية-الأمريكية مستقرة. ودائما ما تؤكد الصين أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة الالتقاء في منتصف الطريق لإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح”.

يصبح التواصل ضروريا عندما تشهد العلاقات الصينية-الأمريكية مزيدا من عدم الاستقرار. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أجرى الجانبان سلسلة من التفاعلات عالية المستوى.

بدءا من رحلة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين في يونيو، زار عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الصين واحدا تلو الآخر، من بينهم وزيرة الخزانة جانيت يلين والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري ووزيرة التجارة جينا ريموندو.

وقد أكد جميع هؤلاء المسؤولين الأمريكيين أهمية تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية-الأمريكية والاستعداد لذلك. ولكن في المجالات التي تتعلق بالمصالح الأساسية للصين، مثل مسألة تايوان، تظل الولايات المتحدة استفزازية.

وفي اجتماعاته مع سوليفان، أكد وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن مسألة تايوان هي الخط الأحمر الأول الذي يجب عدم تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية. كما يجب على الولايات المتحدة الالتزام بالبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة والوفاء بالتزام عدم دعم ما يسمى “استقلال تايوان”.

وفي مناسبات متعددة، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن “لاءاته الخمس”، وهي عدم السعي إلى حرب باردة جديدة، وعدم السعي إلى تغيير نظام الصين، وألا يكون تنشيط تحالفاتها موجها ضد الصين، وعدم دعم ما يسمى “استقلال تايوان”، وعدم السعي إلى صراع مع الصين.

لكن هذه الوعود لم تمنع واشنطن من زيادة مبيعات الأسلحة إلى تايوان، من بين آخرين.

قررت الصين فرض عقوبات على شركتين أمريكيتين بسبب تورطهما في مبيعات أسلحة إلى تايوان، حسبما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ يوم الجمعة.

وقال أنتوني سكاراموتشي، مؤسس شركة ((سكاي بريدج كابيتال)) للاستثمار، في حلقة حديثة من برنامج المدونة الصوتية “بلومبرج توكس” إن العداء المستمر تجاه الصين لا يخدم المصالح الأمريكية. “لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى تهدئة أنفسنا قليلا”.

وفي السنوات الأخيرة، تبنت الولايات المتحدة ما تسميه استراتيجية “السياج العالي حول ساحة صغيرة” تحت مسمى حماية الأمن الوطني. وعلى الرغم من ادعائه بأنه ليس لديه أي نية لفك الارتباط مع الصين، إلا أن البيت الأبيض واصل فرض قيود على الصين في مجال التكنولوجيا الفائقة.

وفي الاجتماعات مع سوليفان، قال وانغ إن التنمية في الصين تتمتع بقوة دافعة داخلية قوية وتتبع منطقا تاريخيا حتميا ولا يمكن وقفها. وأضاف أنه لا يمكن حرمان الشعب الصيني من حقه المشروع في التنمية.

وقال لورانس وونغ، نائب رئيس الوزراء السنغافوري، الشهر الماضي إن العقوبات الأمريكية التي تمنع وصول الصين إلى رقائق المعالجات الأمريكية وغيرها من التقنيات ستؤدي إلى إبطاء وصول الصين إلى القدرات المتطورة إلى حد ما، “لكنها لن تبقي الصين مقيدة إلى الأبد”.

وقال إن “الصين ستظل موجودة. ويتعين على أمريكا أن تتعلم كيف تتعايش معها. نأمل أن يتمكن البلدان من إيجاد سبل لإدارة خلافاتهما والعيش معا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.