موقع متخصص بالشؤون الصينية

حطام سفينة غارقة في جنوب شرقي الصين مرآة لمجد طريق الحرير البحري القديم

0

قبل أكثر من 700 سنة، غرقت سفينة كانت محملة بالخزف قبالة ساحل مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، وهي في طريقها إلى الخارج.

وتم الكشف مؤخرا عن حطام السفينة الغارقة قرب جزيرة شنغبييوي في مدينة تشانغتشو في مقاطعة فوجيان ضمن مشروع إنقاذ أثري، الأمر الذي يعرض للعالم ازدهار طريق الحرير البحري القديم إبان تلك الفترة.

وبدأت أعمال انتشال الحطام في سبتمبر عام 2022 واستمرت حتى أكتوبر الماضي، حيث تمت بشكل مشترك من قبل المركز الوطني لعلم الآثار ومعهد فوجيان للآثار ومديرية الثقافة والسياحة لمدينة تشانغتشو.

وتقع المنطقة البحرية القريبة من جزيرة شنغبييوي عند تقاطع الخطوط الشرقية والجنوبية لطريق الحرير البحري القديم، فيما تحيط بها الشعاب المرجانية وسط ظروف بحرية معقدة، ما يجعلها منطقة عرضة لحوادث تحطم السفن.

وتم العثور على السفينة التي تعود إلى عهد أسرة يوان الامبراطورية (1271-1368 بعد الميلاد) تحت رواسب على عمق حوالي 30 متر.

وتم انتشال ما يقرب من 20 ألفا من الأجزاء، بما في ذلك أكثر من 17100 قطعة من خزف السيلادون من لونغتشيوان، والتي تشتهر في الصين بألوانها الرائعة، وخاصة اللون الأخضر الزمردي والأزرق الفاتح. وتم العثور على طاسات وأطباق وأكواب ومبخرات من بين الخزفيات التي يعتقد أنها أنتجت في أواخر عهد أسرة يوان.

وفي هذا السياق، قال تشن هاو، نائب رئيس مركز الآثار المغمورة بالمياه التابع لمعهد فوجيان للآثار: “تعتبر هذه السفينة الغارقة الأكبر من حيث كمية خزفيات لونغتشيوان المكتشفة على متن سفينة، ما يعد مثالا نموذجيا لذروة تصدير خزفيات لونغتشيوان في أواخر عهد أسرة يوان”.

 

 

وكشف تشن في مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من أكتوبر المنصرم، أن بعض الخزفيات منقوش عليها حروف صينية بما فيها “يونغ” و”باو” و”نيان”، وتعني “استخدام” و”كنز” و “سنة ” على التوالي، وأصبحت مواد مهمة لدراسة تصدير خزفيات لونغتشيوان الصينية إلى الخارج.

وبحسب تشن، فإن هذا الاكتشاف يوضح أيضا أن الحكومة في تلك الفترة شجعت على التجارة الخارجية، الأمر الذي أدى إلى ازدهار طريق الحرير البحري على نحو خاص إبان أسرة يوان الإمبراطورية.

ومن بين الخزفيات المكتشفة أطباق عملاقة يبلغ قطرها 35 سم وسمكها 4.3 سم، ما يعد نادرا في الصين.

ولفت ليو مياو، أستاذ مساعد في جامعة شيامن، إلى أن الأطباق الكبيرة تم إنتاجها بناء على عادات الطعام في الخارج، وهو تصميم مخصص على ما يبدو لصادرات الخزف.

 

 

وبالربط بين الاكتشافات الأثرية في ميناء قديم في مدينة ونتشو بمقاطعة تشجيانغ والتشابه الكبير بين الاكتشافات الأثرية للسفينة الغارقة والخزفيات المستخرجة في جنوب شرقي آسيا، يفترض الخبراء أنها كانت سفينة تجارية مدنية تبحر من ميناء ونتشو إلى جنوب شرقي آسيا.

واعتمد فريق مشروع التنقيب لأول مرة الخياطة الفوتوغرافية تحت الماء للحصول على صورة بانورامية عالية الوضوح ثلاثية الأبعاد لموقع الحطام في ظروف بحرية منخفضة الرؤية.

وقال ليانغ قوه تشينغ، رئيس الفريق الذي يعمل مع المركز الوطني لعلم الآثار، إنهم كانوا يعتقدون في السابق أن السفينة لديها سبع كبائن. ومع ذلك، ومع استمرار أعمال التنقيب، وجدوا فيها 10 كبائن، مما يشير إلى أنها كانت سفينة تجارية كبيرة.

وأضاف ليانغ أن مشروع انتشال حطام السفينة الغارقة يعد علامة فارقة في تاريخ علم الآثار المغمورة بالمياه في الصين.

وأوضح أن “الاكتشاف يوفر للناس لمحة عن نماء تجارة خزفيات السيلادون من لونغتشيوان فضلا عن ازدهار طريق الحرير البحري”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.