موقع متخصص بالشؤون الصينية

شي: أساس الصداقة بين الصين وفيتنام يرتكز على شعبي البلدين والشبان سيصنعون مستقبلها

0

قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني إن أساس الصداقة الصينية-الفيتنامية يرتكز على شعبي الصين وفيتنام، ومستقبل هذه الصداقة سيصنعه شبان البلدين.

أدلى شي بهذه التصريحات في أثناء إلقاء كلمة رئيسية خلال اجتماع مع ممثلي الشبان الصينيين والفيتناميين والأشخاص المساهمين في الصداقة بين الصين وفيتنام.

ولدى وصول شي وعقيلته بنغ لي يوان إلى المركز الوطني للمؤتمرات، لقيا ترحيبا حارا من قبل ممثلي الشباب الفيتناميين. والتقط شي وبنغ، إلى جانب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ وعقيلته نغو ثي مان، صورا جماعية مع ممثلي الشباب الصيني والفيتنامي والأشخاص الذين ساهموا في الصداقة الصينية-الفيتنامية.

وبالنيابة عن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية، قدم شي تحياته الحارة إلى الأصدقاء القدامى والجدد الملتزمين بالصداقة الصينية-الفيتنامية. وأشار إلى أنه وترونغ أعلنا يوم الثلاثاء بشكل مشترك قرارهما بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية، إيذانا ببدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الحزبين والبلدين.

وقال شي إن هذا قرار استراتيجي كبير اتخذه الجانبان لتنشيط الاشتراكية العالمية وضمان الاستقرار والأمن على المدى الطويل للبلدين، مضيفا أن هذا القرار متجذر في الصداقة التقليدية بين البلدين ويمثل المصالح والتطلعات المشتركة للبلدين والشعبين.

وذكر أنه في الماضي، وقف البلدان جنبا إلى جنب وتواصلا مع بعضهما البعض سعيا نحو تحقيق الأهداف المشتركة معا، مضيفا أنه في العصر الحديث، ظل الحزبان والشعبان مخلصين لمُثُلهما المشتركة، ودعم كل منهما الآخر في الأوقات العصيبة حيث ناضلا من أجل الاستقلال الوطني والتحرير.

اليوم، في أثناء قراءة البيت الشعري الشهير للزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي مينه “الصداقة عميقة للغاية بين فيتنام والصين، لأننا رفاق وأخوة على حد سواء”، تظل ذكرى تلك السنوات النارية والمثيرة للشعبين حية، مضيفا أن البلدين لا يزالان ملتزمين بقوة بتطلعاتهما المشتركة التي وضعت في الأيام الأولى، وسيسعيان نحو التعاون المربح للجانبين.

وأشار إلى أنه منذ إقامة الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة قبل 15 عاما، سعى الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الفيتنامي نحو تحقيق تعاون متبادل المنفعة متمركز حول الشعب، وتحقيق منافع حقيقية للشعبين، قائلا إنه باستشراف المستقبل، يمكن أن نرى أن البلدين يتشاركان المستقبل نفسه.

 

وقال شي إن الصين تسعى جاهدة الآن إلى بناء نفسها لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة على نحو شامل وتعزيز تجديد شباب الأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط، كما أن فيتنام، من جانبها، تدفع بقوة عملية التصنيع والتحديث لديها.

وذكر أن الصين ستظل ملتزمة بالتنمية السلمية وسياسة إقامة الصداقات والشراكات مع الجيران ومبادئ الود والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول. كما أن الصين مستعدة لتقاسم المزيد من فوائد التحديث صيني النمط مع جيرانها.

وشدد شي على أن أساس الصداقة الثنائية يكمن بين الشعبين، وأن مستقبل هذه الصداقة سيخلقه الشباب، وأعرب عن ثلاث أمنيات لشباب البلدين.

أولا، من المأمول أن يمضي شباب البلدين قدما في الصداقة الثنائية وأن يلعبوا دورهم في بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية.

وقال شي إنه مع التقدم الاقتصادي والاجتماعي الملحوظ، تثبت الصين وفيتنام للعالم أنهما وجدتا مسار التنمية الصحيح، مضيفًا أن تعزيز التضامن والتعاون سيدعم القضية الاشتراكية لكل منهما.

كما أعرب عن أمله في أن يأخذ الأشخاص الملتزمون بالصداقة الصينية-الفيتنامية في مختلف القطاعات في البلدين، خاصة الشباب، زمام المبادرة في تعزيز الصداقة الثنائية، وأن يسهموا في سعي البلدين على مدى مائة عام لتحقيق أهداف التنمية وبناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنام يحمل أهمية استراتيجية.

ثانيا، من المأمول أن يؤدي شباب البلدين دورهم في تعزيز تنمية منطقة آسيا-الباسيفيك وأن يسهموا في إحلال السلام الدائم في المنطقة.

وفي معرض إشارته إلى أن البلدين حققا إنجازات هائلة من خلال الإصلاح والانفتاح في الصين و”دوي موي” في فيتنام، قال شي إن هذا يُنسب إلى مساعيهما الخاصة وإلى منطقة آسيا-باسيفيك سلمية ومنفتحة وشاملة، مضيفًا أن منطقة آسيا-الباسيفيك هي المكان الذي تعده الصين وفيتنام موطنهما، وأن الانفتاح والشمول والتعاون المفيد للطرفين المسار الصحيح الذي يجب اتباعه.

وأضاف أنه يتعين على البلدين السعي لبناء مجتمع آسيا-الباسيفيك، وخلق المزيد من الزخم لتعزيز التضامن وإحراز تقدم، وتقديم إسهامات أكبر لجعل منطقة آسيا-الباسيفيك أكثر انسجامًا وازدهارًا.

ثالثا، من المأمول أن يكون شباب البلدين رائدين في تعزيز التقدم البشري وأن يسهموا في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وفي معرض إشارته إلى أن الحزبين ماركسيان يراعيان المصالح العامة للعالم وأن البلدين عضوان مسؤولان في المجتمع الدولي، قال شي إنه يتعين عليهم لعب دور رئيسي في دفع التقدم البشري، وينبغي أن تكون لديهم رؤية وأن ينظروا إلى ما وراء الأفق وأن يتحملوا مسؤوليات العصر وأن يدافعوا عن النزاهة والعدالة على الصعيد الدولي وأن يسهموا في التنمية العالمية.

وشدد شي على أن أخذ الرحلة التي قطعناها في الاعتبار سيمكن البلدين من المضي قدما على المسار الصحيح، مضيفا أن المسارات الصعبة التي قطعتها الصين وفيتنام والإنجازات الملحوظة التي حققتها الدولتان في تطوير الاشتراكية تظهر بشكل كامل أن تعزيز التضامن والتعاون بين البلدين مكنهما من تجاوز كل المخاطر والتحديات والانتقال من نصر إلى آخر.

وقال إنه يتعين على البلدين متابعة المسار نحو الاشتراكية والعمل على عودة مكاسب التصنيع والتحديث على عدد أكبر من الأفراد في البلدين، داعيا الجانبين إلى التكاتف وتقديم إسهامات أكبر في تقدم البشرية.

ومن جانبه، قال ترونغ إنه تحت قيادة الحزب الشيوعي في كل منهما، دعمت فيتنام والصين بعضهما البعض باستمرار في نضالهما من أجل نيل الاستقلال الوطني والتحرير، والبناء الاشتراكي.

وأضاف أن الصداقة الفيتنامية-الصينية متجذرة وتتسم بالرفاقية والأخوة، وأن فيتنام تتذكر دائما وتقدر الدعم القيم من جانب الصين على مر السنين.

 

 

وأوضح أنه على مدى الـ15 عاما منذ إقامة الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين بشكل متزايد، وأدى التعاون العملي إلى نتائج مثمرة، مشيرا إلى أن شوارع وأزقة هانوي في هذه الأيام كانت مليئة بأجواء سعيدة ودافئة، وحققت زيارة الدولة التي أجراها شي إلى فيتنام نجاحا كاملا.

وذكر أن الإعلان المشترك الذي أصدره الزعيمان لبناء مجتمع مصير مشترك يحمل أهمية استراتيجية يمثل علامة بارزة تاريخية في العلاقات الفيتنامية-الصينية، مضيفا أنه من المحتم أن يحقق منافع ملموسة أكبر للشعبين ويقدم إسهامات أكبر في قضية السلام والتقدم العالميين.

وأشار ترونغ إلى أن مستقبل العلاقات الفيتنامية-الصينية سيصنعه الشباب، معربا عن أمله في أن يتمكن الشباب في البلدين من الفهم العميق للصداقة المتعمقة التي أرستها الأجيال الأقدم من قادة البلدين والمضي قدما بها، وذلك من أجل ضخ حيوية جديدة في التنمية المستقرة طويلة الأجل للشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين والنمو المستمر للقضية الاشتراكية في البلدين.

كما تحدث ممثلون من البلدين مع الزعيمين عن التبادلات الودية الثنائية. وقالوا إنه خلال زيارة الدولة التاريخية التي أجراها شي إلى فيتنام، خصص الأمينان العامان للحزبين بعض الوقت للاجتماع شخصيا مع أفراد ودودين وممثلي الشباب من الصين وفيتنام، ما يظهر بشكل تام الاحترام الكبير والأمل الصادق لزعيمي البلدين والحزبين تجاه الشباب وقضية الصداقة بين الصين وفيتنام.

أعلن الأمينان العامان بناء مجتمع مصير مشترك يحمل أهمية استراتيجية، الأمر الذي يتواءم مع التطلعات المشتركة والمصالح الأساسية للشعبين، ويتوافق مع اتجاه السلام والتعاون والتنمية، وسيوجّه بلا شك الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة الثنائية للشروع في رحلة جديدة أفضل، ما يقدم نموذجا للعلاقات الودية والصادقة بين البلدان المجاورة، وفقا لما قالوا.

سيمضي شباب البلدين قدما في الصداقة التقليدية التي تتسم بـ”بالرفاقية والأخوة”، وسينخرطون في تفاعلات وثيقة، وسيعززون التعلم المتبادل والتبادلات، وسيعمقون الثقة المتبادلة والصداقة، وسيعملون بنشاط تجاه تحقيق هدف “دعم شعبي أقوى” كما اقترح الأمينان العامان، من أجل بذل جهود وإسهامات إيجابية نحو بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي، وفقا لما قالوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.