موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: أعضاء وفد من ولاية يوتا: التبادلات الشبابية والتعليمية “وسيلة مهمة” لدفع العلاقات الصينية الأمريكية قدما

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

أكد أعضاء وفد زائر من ولاية يوتا الأمريكية إن التبادلات الشبابية تلعب “دورا كبيرا” في دفع العلاقات الأمريكية الصينية قدما.

فقد ذكر مايكل ليفيت، الذي قاد وفدا من يوتا في زيارة إلى بكين وشانغهاي محورها التبادلات الثقافية وذلك في الفترة من 7 إلى 13 يناير، إن “إتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة والتطلعات المشتركة والاحتياجات المشتركة للتفاعل على قدم المساواة والتعرف على بعضهم البعض هي وسيلة موثوقة لتحسين علاقاتنا”.

وضم الوفد المؤلف من 13 عضوا مسؤولين، وباحثين، ومتخصصين في برامج دراسة اللغة، وطلبة مدارس من الولاية.

وأشار ليفيت، الذي تولي منصب حاكم ولاية يوتا من عام 1993 إلى عام 2003 ومنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة من عام 2005 إلى عام 2009، إلى أن “الاجتماع الذي عُقد مؤخرا بين رئيسي بلدينا كان خطوة كبيرة إلى الأمام… وقد حان الوقت لكي تلتقى دولتانا مرة أخرى وتكونا قادرتين على تقديم نموذج يُحتذى به”.

 

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه على الرغم من الصعوبات في العلاقات الثنائية، “إلا أن مشاعر الناس واحدة…ولا شك في أن السبيل إلى استعادة البلاد للعلاقات الإيجابية يكمن في التفاعلات الشعبية”.

كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد ذكر في كلمة ألقاه في الولايات المتحدة في نوفمبر 2023 إن الصين مستعدة لدعوة 50 ألف شاب أمريكي للقدوم إلى الصين للمشاركة في برامج التبادلات والدراسة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحول هذا الأمر، ذكر ليفيت أن قيمة هذه الخطة تكمن في أن هؤلاء الطلاب “سيكتسبون في النهاية تجارب مباشرة مع الأسر الصينية، ومع الأطفال الصينيين، ومع الشعب الصيني، وتجارب تصبح ذات معنى بالنسبة لهم كأشخاص”.

كما أن ستيوارت آدامز، رئيس مجلس الشيوخ في ولاية يوتا، من المعجبين بهذه الخطة، حيث قال إن الشباب لا ينبغي “أن يقتصر نظرهم على داخل حدودهم”.

وأضاف “يجري الكثير من التواصل في الوقت الحاضر عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ولكننا جميعا نعلم أنه من الصعب التواصل إذا لم نتمكن من تحقيقه وجها لوجه”.

وقال آدامز إن هذه الزيارة أتاحت له فرصة مقابلة الأصدقاء القدامى في الصين وبناء صداقات جديدة وثقة عبر برامج دراسة اللغة.

 

 

جدير بالذكر أن ولاية يوتا تحظى الآن بأوسع برنامج لإتقان اللغة الصينية في الولايات المتحدة، إذ لديها 35 مدرسة تضم ما يتراوح بين 300 و400 طالب يدرسون اللغة الصينية. وقد بدأ تنفيذ هذا البرنامج في عام 2009، وشارك فيه ما يقرب من 20 ألف طالب.

ويتلقى الطلاب محتوى مواد الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية باللغة الصينية في الصفوف الأولى. كما يتم تشجيعهم على بناء علاقات صداقة بالمراسلة مع الأصدقاء الصينيين. وفي عام 2020، كتب طلاب في مدرسة كاسكيد الابتدائية بولاية يوتا باللغة الصينية بطاقات تهنئة بمناسبة العام الجديد إلى الرئيس شي وتلقوا منه ردا.

وفي هذا الصدد، قال جيفري رينغر مساعد نائب رئيس جامعة بريغهام يونغ للشؤون الدولية إن “معلمي اللغة في يوتا يبلون بلاء حسنا في الانخراط مع طلابنا لمساعدتهم على التواصل مع الأصدقاء في الصين”. وأكد أن الاهتمام بتعلم اللغة الصينية “لم يتراجع في جامعتنا على الإطلاق” في السنوات الماضية.

وذكر رينغر “نريد أن يكون لدى طلابنا طلاقة لغوية وطلاقة ثقافية. والطلاقة الثقافية لا تحدث إلا عندما يكون بإمكانك أن تكون على الأرض مع الناس”.

وسلطر رينغر الذي يسافر إلى الصين في كثير من الأحيان، بما في ذلك إلى شانغهاي، الضوء على أن “هناك العديد من التصورات المختلفة عن الصين التي قد يراها الأمريكيون على وسائل الإعلام. آمل أن يتمكن المزيد من الناس من تجربة الحياة في الصين بأنفسهم حتى يتمكنوا من تشكيل وجهات نظرهم الخاصة”، مضيفا بقوله “في كل مرة آتي فيها إلى هنا، أعرف المزيد عن شانغهاي. فالأمر أشبه بتقشير طبقات البصل الواحدة تلو الأخرى. فهناك دائما المزيد لتكتشفه والمزيد لتفهمه”.

 

لقد حان الآن الوقت للتركيز على الشباب وعلى التفاعلات دون الوطنية…هذا ما يحتاجه مجتمعنا من جميع الأعمار والخلفيات”، هكذا قال غيريت دبليو. قونغ، مدير فرع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بمنطقة آسيا سابقا، الذي أعرب عن رغبته في مشاركة الجميع بعض الصور الجماعية التي التقطتها الوفد القادم من يوتا.

وذكر قونغ، الذي عمل أيضا كمساعد خاص في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد خاص لسفيرين في السفارة الأمريكية لدى بكين، أن دبلوماسية تنس الطاولة كانت في يوم من الأيام رمزا عظيما للعلاقات الصينية الأمريكية،. واليوم، “يتمثل الرمز الجديد في تعاون الناس لإنجاز الأشياء معا؛ وفي التعلم المتبادل المنفعة؛ وفي تقدير شخص كل واحد منا”.

وأضاف قونغ “أود أن يزور الشباب سور الصين العظيم والمدينة المحرمة…وفي أن تقوم الأجيال الناشئة في الجامعات وفي المختبرات بأشياء كثيرة معا”.

وقال “لقد احتفلت للتو بعيد ميلادي السبعين، ولكن قلبي ينبض بروح الشباب. لذا مهما كانت أعمارنا، فإننا جميعا بحاجة إلى رؤية العالم بعيون جديدة وآمال جديدة وتطلعات جديدة”.

أما الشاب بايتون شيلدز (18 عاما) فقد سافر إلى الصين مع الوفد في أول زيارة له للبلاد. وهو يتعلم اللغة الصينية منذ 11 عاما.

وذكر الطالب، الذي يدرس في المرحلة الثانوية، بعد عرض موسيقي مشترك مع أطفال صينيين في مدرسة شانغهاي سونغ تشينغ لينغ أن هذه التجربة المباشرة هي فرصة “للتحدث مع بعضنا البعض ومعرفة ثقافة بعضنا البعض”.

 

وأضاف شيلدز “إنها تساعدنا على رؤية مدى تشابهنا، حتى نتمكن في المستقبل، عندما تظهر بيننا خلافات، من فهم بعضنا البعض بشكل أفضل”.

وفي هذا الصدد قال برينت جيمس، عضو الأكاديمية الوطنية للطب في الولايات المتحدة، إنه “عندما يتفاعل الناس على المستوى الشخصي، يتلاشى الخوف، وتزول القدرة على التفكير بطريقة سيئة في الآخرين. وهذا أمر بالغ الأهمية لكي تمضي دولتانا قدما”.

“فنحن بشكل أو بآخر نحدد ما سيكون عليه شكل العالم”، هكذا ذكر، مضيفا “يمكننا أن نخلق عالما يسوده الرخاء والسلام. يمكننا بناء هذا النوع من المستقبل بدلا من أن يقوم بعض الناس الآخرين ببناء مستقبل مختلف”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.