موقع متخصص بالشؤون الصينية

رفض مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة يسلط الضوء على “تزايد عزلتها الدولية”

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

أشار خبراء إلى أن رفض مشروع قرار، اقترحته الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة سلط الضوء على “تزايد العزلة الدولية” للولايات المتحدة.

فقد قال عادل عبدالغفار، مدير برنامج السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية في الدوحة، إن القرار لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية ويفتقر إلى التفاصيل اللازمة لمنع إسرائيل من ارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين وبالتالي اُستخدم حق النقض (فيتو) ضده. وإن هذا الفيتو يسلط الضوء على تزايد العزلة الدولية للولايات المتحدة وإسرائيل.

يُذكر أنه لم يتم يوم الجمعة اعتماد مشروع القرار، الذي قادته الولايات المتحدة وقُدم إلى مجلس الأمن بعد شهر من استخدام الفيتو ضد مشروع قرار اقترحته الجزائر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث حصل مشروع القرار الأمريكي على تأييد 11 عضوا وعارضه ثلاثة أعضاء وامتنع عضو واحد عن التصويت.

— القضية الأكثر أهمية لا تزال دون حل

صرح مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع لمجلس الأمن يوم الجمعة بأن مشروع القرار الأمريكي ينطوي على ترخيص “لمواصلة إراقة الدماء”.

وأضاف بن جامع قائلا إنه منذ أن وزعت الولايات المتحدة مشروع قرارها قبل أكثر من شهر، قدمت الجزائر عدة مقترحات معقولة لجعل “النص أكثر توازنا وقبولا”، مقرا بأن بعض مقترحاتها قد أُدرجت ولكن “الشواغل الأساسية لا تزال دون معالجة”.

وشدد بن جامع على الحاجة الملحة إلى “وقف فوري لإطلاق النار” لمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ولكن للأسف لم يرق مشروع القرار إلى المستوى المطلوب، ولذلك صوتت بلاده ضده.

من جانبه، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون إن مشروع القرار “تملص وتهرب من القضية الجوهرية، وهي وقف إطلاق النار”.

وذكر السفير أن الصين ترفض اتهامات الولايات المتحدة وبريطانيا ضد موقف الصين في التصويت.

وأشار إلى أن “هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة. فلو كانت الولايات المتحدة جادة بشأن وقف إطلاق النار، لما استخدمت حق النقض مرارا ضد العديد من قرارات المجلس، ولما اتخذت مثل هذا الطرق الالتفافية ولعبت لعبة الكلمات فيما اتبعت أسلوب الغموض والمراوغة بشأن القضايا الرئيسية”.

وقبل التصويت، انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، الصيغة المخففة لمشروع القرار الأمريكي. وقال إن النص لم يتضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار واتهم القيادة الأمريكية “بتضليل المجتمع الدولي عمدا”.

كما أفاد تقرير لـ((أسوشيتد برس)) يوم السبت بأن إحدى المسائل (فيما يتعلق بمشروع القرار الأمريكي) كانت الصيغة غير المعتادة التي ذكرت أن مجلس الأمن “يقرر أن هناك ضرورة حتمية لوقف فوري ومستمر لإطلاق النار”. لذا، لم تحتوي الصيغة على “مطالبة” أو “دعوة” مباشرة إلى وقف الأعمال العدائية.

بدورها وصفت شيرين تادروس، ممثلة منظمة العفو الدولية لدى الأمم المتحدة، مشروع القرار الأمريكي بأنه محاولة من الولايات المتحدة لتبرئة نفسها من السجل السيئ لبايدن حتى الآن في غزة وتقديم قرار لن يُنهي الحرب.

وقالت تادروس إن هذه اللحظة تتطلب إجراء واضحا من جانب مجلس الأمن، الذي تتمثل مهمته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرة إلى أنه لا ينبغي أن يكون من الصعب عليه فعل ذلك.

وسلط نبيل كحلوش المتخصص في الدراسات الإستراتيجية بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة ومقره الجزائر، الضوء على أن المسألة الأهم (فيما يتعلق بمشروع القرار الأمريكي) هي وضع ما يسمى بمصالح الرهائن فوق مصالح المدنيين، ما يعني أن الاحتجاز أصبح أكثر أهمية بالنسبة لواشنطن من عمليات القتل والدمار التي ترتكبها حليفتها إسرائيل.

— حل يتضمن “مغالطات واضحة”

ذكر كحلوش إن الجزائر، إلى جانب دول أخرى، رفضت مشروع القرار الأمريكي لأنه يحتوي على مغالطات واضحة.

وأشار كحلوش إلى الصفقة الضمنية الواردة في مشروع القرار، التي تربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. ورأى أن ذلك يتناقض مع التسلسل المنطقي للأحداث قائلا إن إطلاق سراح المحتجزين ينبغي أن يتبع وقف العدوان وليس العكس.

ومن جانبه قال سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة، إنه توقع رفض مشروع القرار الأمريكي لأنه لا يتضمن أي التزام، وأن صيغته تشير إلى وقف إطلاق النار في غزة ولكن دون شروط ملزمة.

وأضاف أن مشروع القرار الأمريكي لم يعارض اقتحام إسرائيلي مزمع لمدينة رفح في قطاع غزة. وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن من قبل. فهو لا يعارض اقتحاما إسرائيليا لرفح ولكنه يعترض على القيام بذلك في وجود المدنيين الفلسطينيين. وبدلا من ذلك، يحث إسرائيل على تقديم خطة لنقل المدنيين من رفح قبل اقتحامها.

وذكر أن الولايات المتحدة تدعو إلى إيصال المساعدات إلى غزة، لكنها لن تتخلى أبدا عن دعمها العسكري لإسرائيل، لأنه جزء من معركتها لبناء النظام الدولي الذي تريده. لذلك، تستخدم الولايات المتحدة الجانب الأخلاقي وتتحدث عن المعاناة الإنسانية في غزة للتخفيف من أثر تدخلها العسكري ودعمها لإسرائيل.

وفي نفس الإطار، نوه خير ذيابات، الأستاذ بقسم الشؤون الدولية في جامعة قطر، إلى أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة يعكس مرة أخرى ازدواجية المعايير الغربية في معالجة القضايا الأمنية والعالمية.

وقال إن المقترح الأمريكي يفتقر إلى رسالة سلام واضحة وجادة. بل على العكس من ذلك، فإنه يُعطي إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قتلها للمدنيين الفلسطينيين ويفتقر إلى ضمانات ملموسة لمنع المزيد من التصعيد.

وأشار إلى أنه لذلك، فإن استخدام الفيتو يتماشى مع الموقف العربي الذي عبرت عنه الجزائر، وهو موقف يرفض الحلول المؤقتة والغامضة التي من شأنها المساس بمصالح الشعب الفلسطيني.

يدعو المجتمع الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار مع تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة. وقد أصدرت الأمم المتحدة تحذيرات من حدوث مجاعة في أجزاء كبيرة من القطاع الفلسطيني حيث يتعذر على السكان المحليين الحصول على ما يكفي من الغذاء في أعقاب الحصار الإسرائيلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.