موقع متخصص بالشؤون الصينية

ما الهدف من المناورة السورية الروسية الصينية الايرانية ؟

0


موقع جريدة الديار الالكتروني:
قبل أن تخرج المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان لتنفي وجود أية “خطط لمناورات عسكرية ستجري في سوريا بمشاركة روسيا والصين وإيران”، كان الخبراء العسكريون والمراقبون الدوليون يتعاطون بخفة مع الخبر التي قالت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية أنّها نقلته عن وكالة الانباء الايرانية الرسمية والذي يفيد بأنّه “وفي الاسابيع القادمة سيصل الى سوريا آلاف الجنود والدبابات والسفن الحربية وبطاريات الصواريخ من روسيا والصين وايران للتحضير للمناورة الاكبر في الشرق الاوسط”.

فالاستعجال بالكشف عن الموضوع كما عدم وجود أي مؤشرات له على أرض الواقع لا في البحار او على الاراضي السورية، كل ذلك جعل الخبراء العسكريين يتعاطون مع الموضوع على أنّه مجرد خبر لاثارة الشكوك وطمأنة الصديق السوري بأن الصين وروسيا وايران لن تسمح بتدخل دولي في سوريا.

ولعل ما نقلته وكالة الأنباء “أيتار-تاس” الروسية عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن عددا من البوارج الروسية تقف في حالة الاستعداد للتوجه نحو الشواطئ السورية، أعطى الخبر مزيدا من المصداقية التي تبين وبحسب الخبراء انّها لا تصب الا في اطار الحرب النفسية المشتعلة ما بين روسيا وأميركا.

رئيس مركز دراسات “الشرق الاوسط” الخبير العسكري العميد المتقاعد

هشام جابر، الذي استغرب توقيت الاعلان عن المناورة والتي تحتاج برأيه على الأقل لشهرين أو 3 من التحضيرات، يتوقع انّه وان تمت أن تكون التحضيرات قد بدأت لاتمامها منذ شهرين، مؤكدا انّه قد يتعذر اتمامها في حال تطورت الأوضاع دراماتيكيا في سوريا. ويقول لـ”النشرة”: “للمناورات عادة أكثر من هدف ومنها الاستعداد لحرب مقبلة تشترك فيها أكثر من دولة، فيكون الهدف منها في هذه الحالة التوافق على لغة قتالية واحدة وعلى كيفية استخدام السلاح بشكل جماعي”، ويلفت الى انّه وفي هذه الحالة يستبعد هدفا مماثلا للمناورة التي يضعها نظرا لتوقيتها والمكان التي ستجري فيه باطار الحرب النفسية ولعرض العضلات.

ويرى العميد جابر أن مجرد الاعلان عن مناورة مماثلة حتى ولو لم تتم، يعطي زخما للجيش السوري ويطمئن الصديق السوري بأن هذه الدول لن تسمح بتدخل خارجي في سوريا، ويضيف: “روسيا تحاول اليوم استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وخاصة بتحالفها مع الصين لتذكرنا بوجود جبارين في العالم هما الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وبالتالي هذا لا يعني بأن امكانية اندلاع حرب عالمية موجودة”، ويلفت الى ان روسيا لن تسمح بعد اليوم بأن تبقى اميركا الجبار الأوحد ولن تقدم لها سوريا على طبق من فضة كما حصل مع ليبيا.

قاطيشا: الاحادية العسكرية لا تزال موجودة وقدرة روسيا العسكرية صفر مقارنة بقدرات أميركا

بالمقابل، يستبعد العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي وهبة قاطيشا كليا أن تحصل المناورة التي سبق الحديث عنها، مشددا على ان مناورة مماثلة تحتاج لتواجد قوى عسكرية في البحر المتوسط ليست موجودة حاليا، متوقعا واذا كان هناك شيء من هذا القبيل أن لا يتخطى اطار التدريبات السنوية ما بين روسيا وسوريا.

ويضع قاطيشا المناورة في خانة الخبر الاعلامي الذي يُراد منه اثارة الشكوك وذر الغبار، ويقول: “ايران بالكاد تستطيع أن تحمي نفسها في حال اندلاع مواجهات عسكرية في الشرق الاوسط أما الصين فلا تفكر أبدا بأن تدافع عن سوريا عسكريا”.

ويشدّد قاطيشا على أن هذه القوى مجتمعة (روسيا الصين سوريا وايران) غير قادرة على التأثير عسكريا كون لا حاملات طائرات لديها في المنطقة ولا قواعد عسكرية، قائلا: “اذا ما اردنا أن نتحدث عن ميزان القوى عسكريا بين روسيا والولايات المتحدة فيمكن القول ان قدرة روسيا العسكرية صفر مقارنة بقدرات أميركا”. ويعتبر “اننا لا نزال نستطيع الحديث وبكل ثقة عن أحادية عسكرية في العالم متمثلة باميركا ومكرسة 100%”.

ويضيف قاطيشا: “كون روسيا تتمتع بحق النقض الفيتو فهي تسعى اليوم ليكون لها دور عالمي وبالتالي تسعى الى عملية مقايضة على رأس النظام السوري لأنّها تعلم تماما أنّه ساقط لا محال.. ولكنني لا أعتقد ان أميركا مستعدة لدفع أي اثمان في الملف السوري المنتهي أصلا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.