موقع متخصص بالشؤون الصينية

طوكيو تعلن رصد سفن حربية صينية قرب جزر يابانية

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
اقترب اسطول حربي صيني صغير يضم مدمرتين الثلاثاء من جزر يابانية ما يؤدي الى تصعيد التوتر بين البلدين اللذين يتنازعان السيادة على جزر واقعة في بحر الصين الشرقي.

فقد اعلنت وزارة الدفاع اليابانية ان سبع سفن حربية صينية بينها واحدة على الاقل قادرة على اطلاق صواريخ شوهدت الثلاثاء قرب الجزر الواقعة في اقصى جنوب اليابان.

وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس ان “طائرة يابانية رصدت سبع سفن حربية صينية على بعد 49 كلم جنوب شرق جزيرة يوناغوني عند الساعة السابعة صباحا (22,00 تغ الاثنين). واضاف ان السفن “كانت تتحرك الى الشمال من المحيط الهندي باتجاه بحر الصين الشرقي”.

واوضح ناطق باسم وزارة الدفاع انها المرة الاولى التي تستخدم فيها البحرية الصينية هذا الممر. لكن ريو ساهاشي الخبير في السياسة الدولية في جامعة كاناغاوا قال انها لن تكون المرة الاخيرة ايضا.

واضاف ان “الصين تتحرك عادة بما يتفق مع مطالب حكومتها”.

وتابع “سنشهد تحركات مماثلة في المستقبل على الارجح”، مشددا على انه من المبكر جدا فهم هذه التحركات بالكامل الآن.

وقالت وزارة الدفاع اليابانية ان بين هذه السفن مدمرة قاذفة صواريخ ومدمرة وفرقاطتين وسفينتي انقاذ لغواصات وسفنية تموين.

وقال وزير الدفاع ساتوشي موريموتو “نحن في حالة تاهب ونحافظ على مراقبتنا للمنطقة بواسطة سفن وطائرات، ونواصل جمع المعلومات حول تحركات هذه السفن”.

وهي المرة الاولى منذ ثلاثة اسابيع التي يتم فيها رصد سفن صينية في المنطقة. وياتي “عبور” هذه السفن في اوج التوتر الثنائي بشان السيادة على جزر سنكاكو الواقعة الى الشمال في بحر الصين الشرقي.

وهذه الجزر الصغيرة غير المأهولة تديرها طوكيو، لكن الصين تطالب بالسيادة عليها وتعرف في بكين باسم دياويو.

والبحرية الصينية التي تعرقل تحركها سلسلة جزر اوكيناوا الطويلة، لا تجد امامها سوى العبور قرب هذا الارخبيل للخروج من بحر الصين الشرقي الى المحيط الاطلسي وبالعكس.

الا ان هناك مع ذلك طرقا بحرية تتيح لهذه السفن ان تبقى بعيدة عن المياه المحاذية مباشرة للمنطقة الحصرية للمياه الاقليمية اليابانية.

وارتفعت حدة التوتر في بداية ايلول/سبتمبر عندما قررت الحكومة اليابانية تاميم هذه الجزر عبر شرائها من مالكها الياباني في القطاع الخاص.

وقررت بكين على الفور ارسال ست سفن الى الارخبيل، بينما انطلق اسبوع من التظاهرات المناهضة لليابانيين والتي تخللتها احيانا اعمال عنف في انحاء الصين مع موافقة ضمنية على ما يبدو من السلطات.

وجمعت هذه التظاهرات عشرات الاف الاشخاص في عشرات المدن الصينية بينها بكين حتى منتصف ايلول/سبتمبر ما الزم مجموعات يابانية كبيرة وخصوصا مجموعات تصنيع السيارات بوقف انتاجها الكلي او الجزئي بصورة موقتة.

ومنذ ذلك الوقت، دخلت سفن مراقبة بحرية ومن ادارة الصيد الصينية مرارا في اليماه الاقليمية لهذه الجزر — اي على بعد اقل من 22 كلم من شواطئها — كما فعلت سفن لخفر السواحل في تايوان التي تعتبر ايضا ان هذه الجزر تعود اليها.

واضافة الى هذه الآثار الاقتصادية، فان هذه الازمة الثنائية القت بثقلها الكبير على المناخ السياسي والدبلوماسي بين اكبر قوتين في المنطقة.

فقد قررت بكين عدم ارسال وزير ماليتها ولا حاكم مصرفها المركزي الى قمة صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي في طوكيو.

وفي نهاية ايلول/سبتمبر، قررت الصين ايضا “تعليق” الاحتفالات التي كانت ستقيمها في الذكرى الاربعين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي اليوم المحدد لهذه الاحتفالات في 29 ايلول/سبتمبر، اتهم وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي اليابان بانها “سرقت” هذه الجزر، وذلك في كلمته من على منبر الامم المتحدة.

وفي هذه الاجواء، اشارت وسائل اعلام يابانية الاحد الى مناورات بحرية يابانية اميركية قريبا يتمحور موضوعها حول استعادة جزيرة اجتاحها غزاة اجانب بالقوة.

وقد صدرت عن الحكومتين اليابانية والاميركية مع ذلك تحفظات بالنسبة الى ملاءمة مثل هذا السيناريو بالنظر الى الظروف السائدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.