موقع متخصص بالشؤون الصينية

خلاف جديد بين الصين واليابان بشأن سلسلة جزر

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
استدعت اليابان السفير الصيني الاربعاء مع احتدام الخلاف الدبلوماسي بين البلدين بشأن سلسلة جزر متنازع عليها مع بكين التي تؤكد “سيادتها غير القابلة للجدل” على هذه الاراضي غير المأهولة.

وقد اندلع الخلاف بعد اقتراب ثلاث سفن دورية صينية من الجزر مما دفع وزير الخارجية الصيني للتشديد اثناء لقاء مع نظيره الياباني في منتدى في كمبوديا على ان الجزر صينية منذ الازل.

وهذا الخلاف حول الجزر الواقعة شرق بحر الصين والمعروفة باسم سنكاكو باليابانية ودياويو بالصينية في شرق بحر الصين، يندرج في سلسلة نزاعات جغرافية بين الصين وجيرانها.

وافاد حرس السواحل اليابانيون ان السفن الصينية دخلت المياه اليابانية حول الجزر في وقت باكر الاربعاء.

وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة اوسامو فوجيمورا في مؤتمر صحافي “من الواضح ان سينكاكو تشكل تاريخيا وقانونيا جزءا من اراضي اليابان”.

وقد غادرت طواقم السفن الجزر بعدما كانت رفضت الاوامر اليابانية في بادىء الامر بالمغادرة.

وقالت طواقم السفن بحسب خفر السواحل “نحن نقوم بمهام رسمية في المياه الصينية. لا تتدخلوا واخرجوا من المياه الصينية”.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين استدعاء طوكيو للسفير الصيني وقال لصحافيين في بكين “ان الصين لا تقبل المزاعم اليابانية في هذا الخصوص”.

وفي بنوم بنه التقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي نظيره الياباني كويشيرو جيمبا واكد مجددا على “موقف الصين المبدئي” بشأن الجزر كما ورد في بيان للوفد الصيني.

وقال البيان “شدد (الوزير) على ان جزر دياويو والجزر الصغيرة التابعة لها كانت على الدوام ارضا صينية منذ القدم وسيادة الصين عليها غير قابلة للنقاش”.

ودعا يانغ اليابان الى ابداء “حسن النية” في احترام الاتفاقات بين البلدين وتسوية الخلافات “عبر الحوار والتشاور” و”اتخاذ تدابير ملموسة لحماية العلاقات الثنائية”.

وتقع الجزر في منطقة غنية بالاسماك كما يعتقد انها تحتوي ايضا على احتياطات قيمة من المعادن. وتقر طوكيو بملكية عائلة يابانية واعلنت الحكومة سابقا انها تنوي شراء هذه الجزر من مالكيها.

ويأتي هذا التوتر الجديد بعد اربعة ايام من اعلان رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا عن مشروع حكومي لتأميم هذه الجزر غير المأهولة والتي تخضع لادارة اليابان وتطالب بها الصين وكذلك تايوان.

وذكرت صحيفة اساهي شيمبون اليابانية ان الحكومة التي تريد تعزيز سيطرتها على هذه الجزر من خلال شرائها تأمل في انجاز الصفقة بحلول نهاية العام مع مالكها.

وهذه ليست المرة الاولى التي تشهد فيها المياه المحيطة بالجزر المتنازع عليها احداثا تثير توترات، منها توقيف قبطان سفينة صيد في اواخر العام 2010 بعدما اصطدم بمركبي دورية يابانية. واحتجت بكين انذاك على اعتقال قبطان سفينة الصيد وجمدت كل الاتصالات العالية المستوى مع طوكيو الى ان اطلقت السلطات اليابانية سراحه لاحقا.

وعقد لقاء يانغ مع جيمبا على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الذي سيبحث بعض التوترات الاخيرة بشأن المناطق المتنازع عليها الغنية بالموارد في جنوب بحر الصين.

وتسعى الدول العشر الاعضاء في آسيان الى التوصل الى اتفاق على “مدونة سلوك” بهدف تهدئة التوتر وتجنب النزاعات.

وتمارس الفيليبين ضغوطا على آسيان لاقناع الصين بقبول مدونة تستند الى قانون دولي حول البحار من شأنه ان يساعد على ترسيم حدود المناطق التابعة لكل بلد.

وتريد مانيلا ايضا ان تدين آسيان الازمة بين سفن فيليبينية وصينية مؤخرا حول منطقة سكاربورو شوال في جنوب بحر الصين.

كذلك اثارت بكين في الاونة الاخيرة غضب فيتنام بطرحها عطاءات نفطية لشركات صينية في مياه متنازع عليها، مما ادى الى احتجاج هانوي.

ويرى محللون ان تشديد بكين على سيادتها على المناطق المتنازع عليها في جنوب بحر الصين يدفع البلدان المجاورة القلقة للاقتراب من الولايات المتحدة.

وقد وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت سابق الى كمبوديا للتشديد على تعزيز العلاقات مع آسيان في اطار استراتيجية واشنطن للتركيز على آسيا من اجل مواجهة نفوذ الصين.

وستشارك كلينتون في اجتماع مع المنظمة الاقليمية اسيان الخميس يجمع 26 دولة والاتحاد الاوروبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.