موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة تاريخية لرئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني إلى الصين نحو فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي اللبناني الصيني

0

زيارة تاريخية لرئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني إلى الصين

نحو فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي اللبناني الصيني

 علي محمود العبد الله:

  • المستقبل يحمل وعودا كبيرة لتعزيز العلاقات واستفادة المصانع اللبنانية من التكنولوجيا والخبرات الصينية
  • مباحثات مكثفة في بكين وغوانغتشو وتشوانتشو تؤكد متانة العلاقات وتُطلق خططا لتعزيز العلاقات الاقتصادية

 

بكين وبيروت – 22 كانون الأول/ديسمبر 2025 – في زيارة تُعتبر الأوسع والأكثر شمولا من نوعها بين لبنان والصين، قام رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله، بجولة مكثفة وناجحة في جمهورية الصين الشعبية، حيث التقى مع القيادات وأصحاب القرار في أبرز المؤسسات والمراكز الاقتصادية والتجارية في بكين وغوانغتشو وتشوانتشو. هدفت الزيارة إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية التاريخية بين لبنان والصين، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، ووضع خطط تنفيذية لتعزيز التبادل التكنولوجي والصناعي والاستثماري بين البلدين.

وفي تصريح عقب اختتام الزيارة وعودته إلى لبنان، أكد علي محمود العبد الله على الأهمية الاستراتيجية لهذه اللقاءات، وقال: “انطلاقا من العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني مع كُبرى المؤسسات الحكومية والخاصة في الصين، وتعزيزا لهذه العلاقات الثنائية، ومناقشة لأهم التطورات وآليات تعزيز التعاون المشترك، وسعيا لتطوير العلاقات اللبنانية الصينية على جميع الأصعدة وخصوصا على مستوى قطاعي الصناعة والتجارة، قمنا بزيارة واسعة شملت ثلاث جهات على قدر كبير من الأهمية والفاعلية، وهي: غرفة التجارة الدولية الصينية في بكين، وإدارة معرض كانتون ومركز التجارة الخارجية في الصين، ومجلس تشوانتشو لترويج التجارة الدولية. ونتيجة لهذه الزيارات ومداولاتها، أستطيع القول إنني على ثقة بأن المستقبل يحمل وعودا كبيرة لتطوير هذه العلاقات وتعظيم استفادة المصانع والشركات اللبنانية من فرص التجارة والشراكة مع الصين”.

اجتماعات بكين: تأكيد على متانة العلاقات واستكشاف فرص الاستثمار

شهد مقر غرفة التجارة الدولية الصينية في العاصمة بكين اجتماعا رفيع المستوى ترأسه علي العبد الله من الجانب اللبناني، وحضره عدد من كبار المسؤولين في الغرفة، وعلى رأسهم هو وينجون، مديرة العلاقات في منطقة غرب آسيا وأفريقيا ضمن قسم التعاون المشترك، مديري المشاريع ضمن قسم العلاقات في منطقة غرب آسيا وأفريقيا ضمن قسم التعاون المشترك في غرفة التجارة الدولية الصينية السيد داي فاي والسيدة غونغ شون والسيد ليو شنمينغ، ومديرون آخرون في القسم ذاته.

تمحورت النقاشات حول عدة محاور أساسية، حيث جرى التنويه بمتانة العلاقة بين التجمّع وغرفة التجارة الدولية الصينية، وكذلك متانة العلاقات الثنائية بين الصين ولبنان بشكل عام. وأكد الطرفان على أهمية الزيارات المتبادلة كأداة فعّالة لتعزيز التعاون. من جانبهم، ركز المدراء الصينيون على الأهمية الاستراتيجية لموقع لبنان والفرص الاقتصادية التي يتمتع بها، ودعوا إلى تعزيز قدرات المصانع والشركات اللبنانية والترويج لها في السوق الصينية الواسعة.

وكان للسياحة حيّز مهم في النقاش، حيث أعرب الجانب الصيني عن اقتناعه بقدرة لبنان على جذب جزء مهم من السياح الصينيين، وشدد على أهمية قيام لبنان بالترويج لمقوماته السياحية الفريدة في الصين. كما قدم علي العبد الله خلال الاجتماع عرضا توضيحيا سلّط من خلاله الضوء على تاريخ العلاقات الثنائية بين التجمّع وغرفة التجارة الدولية الصينية وأبرز الأنشطة والفعاليات المشتركة. واتفق الطرفان في الختام على أهمية تنظيم زيارة لممثلي الغرفة إلى لبنان في المستقبل القريب للقاء ممثلي القطاعين العام والخاص والاطلاع مباشرة على فرص التعاون المتاحة.

لقاءات غوانغتشو: تعزيز حضور الصناعة اللبنانية في أكبر منصة تجارية عالمية

وفي مدينة غوانغتشو، عقد العبد الله اجتماعا مهما مع إدارة معرض كانتون (كانتون فير) ومركز التجارة الخارجية الصيني، والذي يعد أحد أكبر وأقدم المعارض التجارية في العالم. وحضر الاجتماع تشاو يونغكيانغ، المدير العام للقسم الدولي في مركز التجارة الخارجية الصيني، وجاك هان، رئيس قسم علاقات كبار الشخصيات.

وقدم رئيس التجمّع خلال الاجتماع طلبا لإدارة المعرض بتخصيص مساحة مميزة بأسعار خاصة للشركات اللبنانية ضمن أروقة المعرض، تتيح لها عرض ابتكاراتها وخدماتها ومنتجاتها الصناعية أمام مئات الآلاف من الزوار والمستوردين الدوليين، مستذكرا أن الدورة 138 من المعرض استقطبت أكثر من 300 ألف مشارك عالمي وبلغت قيمة صفقات التصدير فيها 25.65 مليار دولار.

وكشف الجانب الصيني عن دعوة خاصة وجّهت للعبد الله، بالإضافة إلى كبار الشخصيات اللبنانية، للمشاركة في احتفالات الدورة الـ 140 من المعرض المقرّرة في أكتوبر 2026، والتي توافق أيضا الذكرى السبعين لتأسيس هذا الصرح التجاري العالمي. كما تمت مناقشة سُبل تطوير الصناعات اللبنانية وتعظيم استفادتها من التكنولوجيا والخبرات الصينية لتعزيز قدراتها التنافسية العالمية. وبحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة الشهر الماضي، حضر أكثر من 310 آلاف مشارك أجنبي من 223 دولة ومنطقة الدورة الـ 138 لمعرض كانتون، وبزيادة قدرها 7.5 في المئة عن الدورة السابقة التي عُقدت في أبريل/نيسان الماضي.

وخلال الاجتماع لفت الطرفان إلى أن عمر التعاون بينهما بلغ 20 عاما، وهي شراكة أثبتت متانتها خلال المحطات الصعبة، وأبرزها فترة جائحة كوفيد، حيث استمر التعاون عبر المشاركة الفعالة في الندوات والمؤتمرات الافتراضية. وأشاد الجانب الصيني بجدية العبد الله، معتبرا إياه شريكا متميزا على المستوى العالمي، وقوة فاعلة محليا وإقليميا.

محطة تشوانتشو: نحو بناء جسور التعاون المباشرة

وفي مدينة تشوانتشو، كان في استقبال العبد الله وفد رفيع من مجلس تشوانتشو لترويج التجارة الدولية برئاسة السيدة لياو يا بين، رئيسة المجلس، والسيد شي لينغي، نائب الرئيس، وعدد من رؤساء الإدارات المختلفة.

ورحبت الرئيسة لياو يا بين ترحيبا حارا بالعبد الله، وقدّمت عرضا شاملا لمزايا مدينة تشوانتشو التنموية وإمكانياتها الهائلة، مسلّطة الضوء على تجمّعاتها الصناعية الرائدة والواعدة في قطاعات مثل النسيج والأحذية ومواد البناء، ما وفّر للجانب اللبناني خريطة طريق دقيقة لمواءمة القطاعات الصناعية والتعرف على فرص السوق بسرعة. وشرح مهام مجلسه ودوره في بناء المنصات الاقتصادية ودعم الشركات وتعزيز التعاون الدولي، مؤكدا استعداده لتقديم دعم شامل للتعاون بين شركات تشوانتشو ولبنان.

من جهته، شكر علي العبد الله المجلس على حُسن الاستقبال والضيافة، وقدم نبذة عن بيئة الأعمال في لبنان وعن مسيرة وتطور التجمّع الذي يرأسه، مشيرا إلى أنه ومنذ تأسيسه، يركز على تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي. وأعرب عن أمله في إقامة علاقة تعاونية طويلة الأمد ومستقرة مع مجلس تشوانتشو، والاستفادة من مبادرة الحزام والطريق لتعزيز التعاون متعدد المستويات والمجالات، بما يحقق المنفعة والازدهار المشتركين.

نحو شراكات استراتيجية

الجدير ذكره، أن هذه الزيارة الموسّعة نجحت في مختلف محطاتها، ليس فقط في تأكيد عمق ومتانة العلاقات اللبنانية الصينية القائمة، بل أيضا في تحويل هذا العمق إلى خطط عمل ملموسة واتفاقات مبدئية تمس صلب الاقتصاد والصناعة والتجارة. وسواء تعلق الأمر بتخصيص أجنحة لبنانية في معرض كانتون، أو فتح قنوات مباشرة مع المجالس التجارية المحلية الصينية الفاعلة مثل مجلس تشوانتشو، وصولا إلى التخطيط لزيارات متبادلة على أعلى المستويات مع غرفة التجارة الدولية الصينية، فإن كل المؤشرات تدل على أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين مقبلة على مرحلة جديدة من النضج والازدهار. وتُعد هذه الزيارة خطوة عملية كبرى على طريق تعزيز موقع لبنان كبوابة للتعامل الاقتصادي مع الصين في منطقة الشرق الأوسط، وجسرا للتبادل الصناعي والاستثماري والسياحي المنشود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.