موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تعزز وجودها داخل إفريقيا والدول النامية لتدعيم صورتها

0


صحيفة الدستور المصرية:
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”الأمريكية اليوم الجمعة أنه في الوقت الذي يتضاءل وينكمش فيه دور المؤسسات الصحفية والإعلامية الغربية، تسعى كبريات وسائل الاعلام الصينية الحكومية إلى الانتشار وتوسيع نطاق تواجدها داخل القارة الإفريقية ومختلف الدول النامية.

وأوضحت الصحيفة- في سياق تحليل إخباري أوردته اليوم على موقعها الالكتروني-أن تلك المساع من قبل المؤسسات الاعلامية الصينية ترمي إلى تدعيم وتعزيز مكانة الصين ونفوذها حول العالم لاسيما في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية التي تحتاجها الصين كوقود لتشغيل صناعاتها العاملة بالطاقة وإطعام شعبها.
ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى أنه في العاصمة الكينية “نيروبي” – على سبيل المثال – نجد الاستثمارات والخبرات الصينية في مجال البناء والاعمار منتشرة على نطاق واسع في تلك العاصمة الافريقية المكتظة بالسكان.
وأضافت “لقد اشرفت بكين على تمويل وبناء طريق دائري في كينيا بلغت تكلفته قرابة 200 مليون دولار أمريكي إضافة إلى مشروع توسيع المطار الدولي بتكلفة تصل إلى 208 مليون دولار أمريكي مدعوم من الصين التى تستخدم قروضها ايضا في دفع أجور ورواتب أبناء الطبقة الكادحة من الكينيين.
واعتبرت الصحيفة الامريكية أن مساع ومحاولات بكين للفوز بمشاعر وتعاطف الكينيين تنطوي أيضا على ما هو أكثر من “الحجارة والخرسانة”،مشيرة إلى أن كبريات الصحف الناطقة باللغة الانجليزية داخل كينيا مطعمة بمقالات تبثها الوكالة الصينية “شينخوا”
كذلك يستطيع المشاهد الكيني- حسبما قالت الصحيفة- تلقي الانباء والاخبار سواء من قناة “سي سي تي في”-أحد عمالقة القنوات الصينية الاخبارية-أو قناة “سي إن سي ورلد” -إحدى القنوات الاخبارية الناطقة باللغة الانجليزية التي أطلقتها الوكالة الصينية ذلك إضافة إلى “راديو الصين الدولي “الذي يقدم الارشادات باللغة الصينية فضلا عن رصد ثمارات التعاون الصيني -الافريقي والجولات العالمية للقادة الصينيين.
ونوهت صحيفة”نيويورك تايمز”الامريكية الى أن الحزب الاشتراكي في الصين قد خصص نحو سبعة مليارات دولار أمريكي في إطار حملته الهادفة إلى تعزيز وتوسيع حجم القوة الناعمة للصين،ظنا منه أن وسائل الاعلام الغربية قد رسمت صورة “مشوهة”عن بلاده.
ولفتت الصحيفة- على الجانب الاخر-إلى أن محاولات بكين الرامية إلى طرح نموذج مناقض ومغاير للنفوذ الغربي يثير المخاوف والقلق بين نشطاء حقوق الانسان والمدافعين عن وسائل الاعلام والمسئولين الامريكيين الذين استشهدوا بسجل الصين في الرقابة ومن ثم إعطاء الانطباع بأن بكين واحدة من أكثر دول العالم التي تفرض قيودا على الصحافة وحرية التعبير.
وقالت الصحيفة أن هناك ثمة مخاوف لدى البعض من أن تأثير و”طاغوت” وسائل الإعلام الصينية قد يلقى صدى له في دول حيث تنكمش وتتضاءل فيه الحريات،لافتة إلى أنه في فنزويلا-على سبيل المثال-تعكف الصين على تشييد وتمويل أقمار اصطناعية للاتصالات لحكومة تمارس الهيمنة على وسائل الاعلام الوطنية – حسب تعبير الصحيفة – كذلك هو الحال في أثيوبيا،حيث تلقت الحكومة الاثيوبية 1.5 مليار دولار أمريكي في شكل قروض صينية بغية تدريب وتطوير تكنولوجيا لحجب مواقع الكترونية ومحطات تلفاز ومحطات بث إذاعي معارضة – حسبما أفادت جماعات في المنفى-.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.