موقع متخصص بالشؤون الصينية

وبات أمر العرب صيني!!!

0


صحيفة الديار الاردنية:
م. يلينا نيدوغينا*:
هي الفعاليات الصينية العربية تتلاحق في مختلف الفضاءات الصينية. ففي بكين ومدن ومناطق مختلفة في هذه القارة تعقد واحدة بعد أخرى، بل واحدة الى جانب أخرى. فتارة تتخصص الفعاليات في  التجارة والإقتصاد والإستثمار، وثانية تتناول الإعلام والصحافة، وثالثة تنحو نحو  الصداقة والعلاقاتت الإنسانية، ورابعة تروّج للأطعمة والمشروبات الحلال وهلمجرا.
والأهم أن جميع هذه الفعاليات والحِراكات صينية عربية مشتركة. فقد بات أمر العرب صيني!!!. فهناك في بكين ونينغشيا وسيتشوان ويينتشوان باتت الوجوه العربية مألوفة لمواطنيها، بل واصبحنا نسمع عن زواجات مختلطة، ومصاهرة عربية صينية، تمهد الى جيل جديد صيني عربي يتقن اللغتين، ويلتزم بعادات وتقاليد الام والاب، والأهم أن هذا الجيل سيعمل حتماً على تسهيل تطوير العلاقات الثنائية من خلال إدراكه للطرفين، ومعرفته الفصيحة للغتهما ومداخل الكلام ومخارجه لديهما!!!.
ففي الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني العربي الذي يُعقد حالياً ومنذ الثاني عشر من هذا الشهر في مدينة يينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا الصينية ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة بشمال غرب الصين، تم توقيع “124” اتفاقية دفعة واحدة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، الطاقة، الصناعات البتروكيمياوية، الزراعة الحديثة، البُنى التحتية ونقل البضائع والسياحة، بلغت قيمتها “21.87” مليار يوان صيني.
وفي هذا الإطار، تجري في يينتشوان ندوة متخصصة للتعاون الصيني العربي لمكافحة التصحّر، بمشاركة “13” متخصصاً عربياً يطّلعون خلالها على الآليات التقنية لمكافحة التصحر. (منذ عام 2006 نظّم معهد نينغشيا الصيني للزراعة والغابات خمس دورات تدريبية لمكافحة التصحر، أعدّت أكثر من ثمانين متخصصاً عربياً بمكافحة التصحر!).
زد على ذلك، ان “المؤتمر الرابع للصداقة الصينية العربية” و”منتدى الإمارات – الصين للاستثمار والتجارة”، باشر هو الآخر اجتماعاته في إطار المنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني  العربي في يينتشوان، التي شهدت في الوقت نفسه افتتاح المعرض التجاري والاستثماري الدولي العربي الصيني، بالإضافة إلى افتتاح جناح دولة الإمارات، وأجنحة بعض البلدان العربية والإسلامية الأخرى في إطار المعرض.
المؤتمر يعقد تحت شعار “الصداقة تعزز التعاون.. والتبادلات تدعم التنمية”، ويشارك فيه ممثلو وزارة الخارجية الصينية، وجامعة الدول العربية، وجمعية الصداقة الصينية العربية، وعدد من المؤسسات والشركات الصينية.
تعوّل الصين كثيراً على هكذا فعاليات لتعزيز علاقاتها العربية. لذا فقد استذكر نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية “تشن جيان قوه” في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، التاريخ الطويل المفعم بالصداقة بين الطرفين العربي والصيني، وأشار الى ان السنوات الحالية تشهد علاقات صداقة وتعاون “متنامية” بين الصين والدول العربية، تتميز بالسلاسة، و”تتوسع متسارعة الى شتى المجالات”، و”لتصبح هذه العلاقات علاقات تعاون إستراتيجية”.
تصريحات “تشن جيان قوه” هامة وخطيرة للغاية. ففي حين ترفع بعض الاطراف الارهابية والسياسية شعارات مقاطعة الصين، بدعم من دول معروفة عربية وغربية، تتعاظم العلاقات الصينية العربية برغم اختلاف رؤى الجانبين من الاحداث العربية الراهنة، ومسبباتها ومآلاتها. وتصبح هذه العلاقات استراتيجية بشهادة صينية رسمية.
تطور العلاقات بين بكين والعواصم العربية “بسلاسة” يؤشر بصورة جادة الى:
1/ فشل المخطط المعادي للصين في البلدان العربية، وفشل عزل العرب عن ظهيرهم وحليفهم الصيني، وفشل دعوات مقاطعة بضائع الصين. وعلى العكس فقد ازداد التعاون الصيني العربي، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية “195.9” مليار دولار أمريكي في عام 2011، أي بزيادة “34.7” في المئة على أساس سنوي، لتصبح الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، في حين أصبحت الدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين!.
2/فشل السياسات “العربية” الرجعية والغربية الاستعمارية لإبعاد الصين عن الاسواق العربية ومنابع النفط والجماهير العربية التي باتت تعرف حقيقة الصين وسياستها الشفافة.
3/ التعاون العربي الصيني يبقى استراتيجي وثابت ونافع للطرفين.
4/ أصوات المقاطعة وتلك الداعية الى شرذمة الصين تبقى هامشية، ولا تجد هوىً لدى الجماهير العربية العريضة.
5/ تلاحُق الفعاليات الصينية العربية في الصين، وزيارات الوفود العربية الرسمية والشعبية وتقاطرها بكل ما في الكلمة من مَعنى الى بكين ومدن الصين، يؤكد عمق العلاقات العربية الصينية وصمودها في وجه كل التحديات والمعيقات والتخرصات والإملاءات.
6/ تولي الصين إهتماماً جاداً بهذه العلاقات، لذا نراها هي الآخرى ترسل وفوداً متلاحقة الى العواصم العربية، وهو أمر يصب في مصلحة العرب وطبقات العرب وشرائحهم الفقيرة والمُهمّشة والوسطى أيضاً التي تعاني مِن تغوّل الرأسمال العربي والأجنبي عليها.

*كاتبة وعضو مجلس إدارة الاتحاد الالكتروني الدولي للصحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.