موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: حان الوقت لرسم مستقبل الصين

0


صحيفة الشعب الصينية:
بعد تحضيرات مطولة ومناقشات ساخنة بين السلطات والجماهير بشأن ما يجب ان تبدو عليه الصين في المستقبل، سيعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني ال18 غدا (الخميس).

سيعمل اكثر من 2200 مندوب يمثلون 82 مليون عضو بالحزب، لمدة اسبوع تقريبا لاظهار كيف سيعيدون تشكيل الصين في الخمس سنوات المقبلة وما بعدها باستعراض خطة التنمية للحزب وللبلاد واختيار الجيل الجديد من الزعماء.

وستكون اختيارات الزعماء الجدد للمؤتمر الوطني للحزب والقرارات التي سيتم اتخاذها خلال المؤتمر، ذات اهمية كبيرة لثاني اكبر اقتصاد فى العالم بسبب وضع الحزب الشيوعي الصيني باعتباره الحزب الحاكم الوحيد منذ عام 1949.

وعشية الحدث، الذي يجرى كل خمس سنوات، يرث الحزب الشيوعي الصيني وعمره 91 عاما نجاحات وثروات بالاضافة الى دروس وتحديات من مسار الاستكشاف الخاص به وبالاسلاف.

نجح الحزب بشكل مبهر في الثلاثة عقود الماضية في التغلب على الصعاب والعقبات الضخمة، ودفع الصين الى مكانتها الحالية كأسرع اقتصادات العالم نموا، حيث بلغ متوسط النمو السنوي 10.7 في المائة في الفترة بين 2003 و 2011.

ساهمت الصين بنحو 10 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي العالمي بينما حصدت اكثر من خمس النمو العالمي العام الماضي، بحسب بيانات اصدرتها مصلحة الاحصاءات الوطنية.

وبفضل التنمية السريعة خلال العقد الماضي، شهدت حياة المواطنين الصينيين ايضا تغييرات عميقة وايجابية، ويتنامى المطلب الشعبي للمشاركة في شؤون الدولة سريعا.

ويأتي المؤتمر الوطني ال18 للحزب في لحظة حاسمة حيث يتباطأ الاقتصاد الصيني بعد ثلاثة عقود من نمو يزيد عن تسعة بالمائة.

وبحسب دراسة اجراها فريق بحثي من الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، مؤسسة بحثية حكومية، فسيضطر صانعو السياسات الصينيون الى التعود على اقتصاد يتوسع بمقدار 8 بالمائة سنويا في العقد القادم، حيث سيتلاشى قريبا النمو الاقتصادي السابق المرتفع بشكل كبير قريبا في البلاد.

يتخوف العديد من المواطنين من ان تعيق الصعوبات الاقتصادية المقترنة بالتحديات الاخرى، الحزب الشيوعي في اتمام مهمته بتحويل الصين الى مجتمع صناعي ومزدهر بحلول عام 2020.

بالنسبة للشعب الصيني، فإن المهام الملحة هي الحد من المشكلات المتعلقة بسلامة الاغذية والعقاقير المنتشرة ووقف الاستغلال الصارخ للسلطة والفساد بين المسؤولين الحكوميين ورجال الاعمال، وهي قضايا تسببت في سلسلة احتجاجات عبر البلاد خلال الاعوام الماضية.

كما تأتي التحديات من الخارج، حيث لم تكن البيئة الخارجية معقدة مثل الوضع الراهن، حيث ادت ازمة الديون السيادية واعادة الهيكلة الاقتصادية الضخمة في الدول المتقدمة بعد الازمة المالية العالمية، حالة من عدم اليقين وتقلبات فى العالم في السنوات الاخيرة، ما يهدد نمو الصين في عالم العولمة.

يتعين على الصين ان تعدل علاقاتها مع القوى العظمى والدول النامية والدول المجاورة بما يتماشى مع التغييرات الاخيرة في الموقف العالمي.وتشمل المهام الملحة التعامل مع التوترات المتصاعدة بشأن النزاعات الاقليمية مع اليابان، ثالث اكبر اقتصاد في العالم.

وتتطلب الاوضاع المتغيرة سريعا في الداخل والخارج من الحزب الشيوعي الصيني ان يتوصل الى استراتيجيات وخطط جديدة لتجاوز الصعاب للتأكد من شرعيتها، ولجلب مستقبل واعد للشعب الصيني وطمأنة المجتمع الدولى بأن الصين الناجحة ستحقق السلام وليس النزاعات او الحرب للعالم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن السؤال هو: تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، هل بامكان الصين، وهي دولة تعداد سكانها يصل الى 1.3 مليار نسمة، ان تحدد مسارها الخاص ببناء مجتمع قوي وديمقراطى ومتقدم ثقافيا ومتناغم في مثل هذا العالم الغامض؟ واذا تحقق ذلك، فما هي التغييرات المطلوبة؟

يتوقع ان يطلب المؤتمر من كل اعضاء الحزب تذكر كيف وصل الحزب للسلطة الوطنية، وان يبقوا في اذهانهم القول الصيني القديم: الماءيمكن ان يحمل قاربا ويمكن ايضا ان يغرقه”.
ان حكم الدولة يشبه كثيرا الابحار بقارب، الذي يتطلب، احساس مشابه وواضح بالاتجاه والطموح والهدف.

وبالتأكيد فإن خطوات التعامل مع مشكلات المواطنين هي بالضبط المهام التي يجب ان يحققها الحزب الشيوعي الصيني، حيث يشترط دستور الحزب بأن يمثل المصالح الجوهرية للاغلبية الساحقة للشعب الصيني.

يعتمد حل هذه المشكلات على كيفية تنفيذ الحزب للاصلاحات الخطيرة من اجل تعزيز التنمية المتوازنة والمتناسقة والمستدامة.

ودفع الاصلاحات يكمن في توحيد عقول اعضاء الحزب عن طريق ضخ عزيمة اقوى. وهناك حاجة للمزيد من الاجراءات الفعالة لتسريع تحويل لنمط التنمية الاقتصادية الذي يجعل النمو الاقتصادي للصين اكثر استدامة واكثر قدرة على مواجهة التقلبات الخارجية.

ان تحقيق النمو اقتصادي فقط امر غير كافي على الاطلق، ولكن اصلاح النظام السياسي مع ديمقراطية امر ضروري ايضا.

واثناء جهودنا لتخفيف هموم المواطنين والتعامل مع اكثر المخاوف العملية، لن يكون هناك طريقة افضل لتحقيق تلك الاهداف من اظهار الاحترام لحكم القانون وضمان الحقوق المشروعة والحريات للمواطنين.

مهما كانت الاصلاحات التي يعززها المؤتمر الوطني ال18 الوشيك للحزب الشيوعي الصيني، وسواء كانت سياسية او اقتصادية او متعلقة بالتعليم او الرفاهية الاجتماعية– فيمكن دفعها الى الامام فقط بثبات. لا يمكن ان يكون هناك عودة للوراء.

وبينما يرسم مستقبل 1.3 مليار شخص، يتعين على الحزب الشيوعي الصيني الالتزام بالمسار الصحيح وان يقوم بالاعمال المناسبة وان ينجزعمله بدون تردد. فقط من خلال هذة الطريقة ، بامكان الحزب الشيوعي الصيني خلق الامن لعامة الشعب وان يعطيهم الثقة وتقليل الشكوك بشأن مستقبل الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.