الصين تطور خدمات تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي

صحيفة الشعب الصينية:
بفضل توسيع نطاق التنفيذ واقبال السوق الدولي واستعداد المؤسسات المحلية، حققت الصين تطورا متسارعا لتقديم خدمات تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي في الربع الأول من العام 2011 ، حيث أنجزت البنوك الصينية أعمالا بمبلغ 360.3 مليار يوان ( الدولار الأمريكي الواحد يساوي 6.5 يوان تقريبا)،وذلك يعادل 70% من مجمل المبلغ البالغ 506.3 مليار يوان في العام الماضي .

وبحسب ما كشفت عنه المعلومات الصادرة من بنك الشعب الصيني ( البنك المركزي ) في ابريل الماضي ، فان عدد المؤسسات المحلية التي أجرت أعمال تسوية للتجارة العابرة للحدود بالرنمينبي قد ازداد من 365وحدة في يوليو 2009 الى ما يزيد عن 67 ألف وحدة بنهاية العام 2010 .

وبصفتها أهم قاعدة للتجارة الخارجية في البلاد ، شهدت مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين نموا سريعا في خدمات تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي أيضا . اذ كشف مسؤول بفرع قوانغتشو التابع للبنك المركزي أن مقاطعة قوانغدونغ أنجزت 27 ألف صفقة بشأن تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي حتى نهاية مارس من هذا العام ، ووصلت مبالغ هذه الصفقات الى 333 مليار يوان ، مما شكل أكثر من ثلث الاجمالي الصيني .

وأضاف بأن مبالغ أعمال تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي في هذه المقاطعة بلغت 21.7 مليار يوان في العام 2010 ، وذلك يعادل 145 ضعفا قياسا الى النصف الثاني من العام 2009 . وفي فترة يناير – مارس 2011 ، بلغ حجم صفقات تسوية التجارة العابرة للحدود بالرنمينبي 113.9 مليار يوان ، مما يساوي 8.3 ضعف نظيره للفترة المماثلة من العام الماضي .

وأصبحت المؤسسات المحلية تفضل استخدام العملة الصينية ” الرنمينبي ” حينما تبرم صفقات التجارة الخارجية .

وقال رئيس مجلس الادارة لشركة دايناستي لانتاج أطقم الحمامات تسوي قوانغ ده ان شركته بدأت تحث شركائها التجاريين لاستخدام الرنمينبي عند تسوية التجارة منذ العام الماضي ، وعلى سبيل المثال ، توصلت الشركة الى اتفاقية مع شركة استرالية بشأن استخدام الرنمينبي لتسوية صفقة قيمتها أكثر من 4 ملايين يوان في يوليو 2010 . مضيفا بأن قيمة صادرات شركته تتجاوز 90 مليون يوان سنويا ، وأكثر من نصف هذه التجارة يتم تسويتها بالعملة الصينية

وذكر تسوي ” كلما ألتقي مع زبون جديد ، فان أول ما أسأله هو ، هل يريد تسوية التجارة بالرنمينبي أم لا ، وتعتبر شركتنا ذلك شرطا تمهيديا لاجراء التجارة بين الجانبين لأنه يساعد في خفض تكلفة الصرف للشركة . ”

وحسبما كشف رئيس دائرة التجارة الخارجية بوزارة التجارة الصينية وانغ شو ون في منتدى عقد في ابريل الفائت في مدينة قوانغتشو، فإن تكلفة الصرف شكلت قرابة 4% من مجمل التكاليف لدى المؤسسات الصينية حاليا بسبب تعويم سعر الصرف للدولار الأمريكي ، فاذا ما استخدمت المؤسسات الرنمينبي عند تسوية التجارة العابرة للحدود ، فيمكنها تجنب المخاطر الناجمة عن تعويم سعر الصرف وتوفير النفقات ذات الصلة ، كما ستشهد ارتفاعا في فعالية استخدام رساميلها اذ أن المبالغ المدفوعة بالرنمينبي لا تحتاج الى الفحص في البنوك وتحول الى حساب المؤسسات بسرعة.

جدير بالاشارة أن المزيد من مؤسسات الشراء الأجنبية يقبل استخدام العملة الصينية في التجارة . مارتن دل بييرو، تاجر برازيلي جاء ليشارك في معرض قوانغدونغ لسلع الصادرات والواردات ، عبر بأن تنوع السلع الصينية قد فتح عينيه ، وكشف بأنه سيحاول استخدام العملة الصينية لتسوية التجارة بعد أن يجد مؤسسات صناعية مناسبة .

قال مارتن دل بييرو إن التجارة الصينية والبرازيلية يتم تسويتها باستخدام الدولار الأمريكي في الآونة الراهنة ، ولا بد أن يتحمل الباعة والمشترون مخاطر تعويم سعر الصرف ويدفعون مصروفات خاصة بذلك ، وعبرعن نيته لتسوية التجارة بالرنمينبي في حال استورد بضائع من الصين .

غير أن خدمات تسوية التجارة للعابرة للحدود بالرنمينبي ما زالت تواجه مشاكل عديدة، بما في ذلك الخدمات غير السهلة لدى بعض البنوك التجارية الصينية وقلق المؤسسات الأجنبية بشأن القيود على رجوع الرساميل بالرنمينبي الى الصين ونقص الأساليب الفعالة للاستثمار بالرنمينبي .

وذكر نائب المفتش لدائرة سياسات العملة بالبنك المركزي الصيني ياو يو دونغ أن البنك المركزي سيصدر سياسات التعاون مع وزارات ذات صلة بهدف دعم وتشجيع المؤسسات على استخدام الرنمينبي لتسوية التجارة العابرة للحدود، وسيحث الهيئات المصرفية لتسهيل الاجراءات للمؤسسات على أساس السيطرة على المخاطر .

كما سيعمل البنك المركزي على دراسة وتطوير خدمات مصرفية متنوعة بالتعاون مع الهيئات الأجنبية ، لأجل تقديم ضمان للمشترين الأجانب الذين يرغبون في استخدام الرنمينبي لتسوية صفقاتهم التجارية مع المؤسسات الصينية .

هذا وقد وقعت الصين اتفاقيات بشأن توسيع نطاق استخدام الرنمينبي لتسوية التجارة العابرة للحدود خلال اجتماع دول بريكس في ابريل2011 . كما توصلت الى اتفاقيات بشأن مبادلة العملة مع أوزبكستان ونيوزيلاندا في الآونة الأخيرة ، ليزيد عدد الدول والمناطق التي وقعت نفس الاتفاقية مع الصين الى عشر حاليا .

وأشار ياو يوي دونغ الى اعتزام ” حل مشكلة الزبائن الأجانب بعد تسلم العملة الصينية وزيادة أساليب الاستثمار ، من خلال احساسهم بفوائد استخدام العملة الصينية ، وهكذا يمكننا أن نشجعهم على استخدام الرنمينبي لتسوية التجارة ” .