موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الصين لن تضحي بمصالحها الجوهرية تحت اي ضغط

0


صحيفة الشعب الصينية:
قال وزير الخارجية الفلبيني، ألبرت ديل روزاريو في تصريح لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية ، أن الفلبين سوف تدعم بشدة تعديل الدستور الياباني واعادة تسليحها لتصدي تصاعد الموقف العسكري الصيني المتشدد.

ينبغي على الشعب الفلبيني الذي عان من النزعة العسكرية في اليابان في اثناء الحرب العالمية الثانية أن يكون لديه فهم رصين لدستور السلام الياباني الهادف الى كبح هذه النزعة، ويجب على الساسة الفلبينيين ان يكون لديهم مستوى اساسي من الادراك التاريخي. حيث أن البيان الذي اصدره وزير خارجية الفلبين مناف تماما للعقل، ويبدو كأنه سيتمزق الخط الادنى للنظام والسلام في آسيا. ولا نعرف حقيقة المتعب التي قد تسببها مانيلا للسلام في المنطقة!.

نعلم جميعا أن النظام والسلام في آسيا احد الاسس الهامة والجوهرية من كتابة اليابان دستور السلام بعد الحرب العالمية الثانية. كما أن الهدف من دستور السلام هو القضاء على التربة التي تغذي النزعة العسكرية وليس اعطاء فرصة لنمو بذور الحرب.

حافظ كتابة دستور السلام الياباني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على كبح احياء النزعة العسكرية في اليابان و تحقيق الاستقرار العام في منطقة آسيا.وقد استفاد الشعب الفلبيني من هذا الاستقرار ايضا.

إن أهم النتائج التي حققها دستور السلام هي محاربة الفاشية في العالم، وقانون تستند عليه اليابان للتحول السلمي. وتجاهل السلطات الفلبينية دم مئات الآلاف من الناس ودعوة اليابان الى تعديل الدستور وإعادة التسليح ما هو إلا استفزاز للنظام في آسيا والاهم من ذلك هو تدنيس للسلام في آسيا.

إن لجوء بعض الساسة في اليابان الى تعديل الدستور من أجل زيادة شعبيتهم خطوة تقوض السلام والاستقرار في آسيا، وهو اتجاه عكسي للتنمية السلمية في آسيا. وإنه من الخطأ أن تعتقد مانيلا أن وقتها قد حان ويمكنها الاعتماد على اليابان لتحقيق مصالحها الخاصة، لانه في نهاية المطاف من المحتمل أن تكون هي من تتعرض للكبح والضبط.

انطلاقا من تاريخ العلاقات الدولية، فإن الدول الصغرى غالبا ما تميل الى اتخاذ السياسة البرغماتية للتعويض عن المساحة الاستراتيجية الصغيرة وايجاد التوازن بين القوى الكبرى. ولكن هذا يشكل خطرا خاصة عندما تذهب هذه الدول بعيدا من اجل تحقيق التوازن بين الرقائق ، حيث أن الخاسر في الاخير هي البلدان الصغيرة.

وينطبق ما سبق على قضية بحر الصين الجنوبي، حيث أن تفكير مانيلا في الاعتماد على الدعم القوي من قبل اليابان والولايات المتحدة وغيرها من القوى خارج الحدود الاقليمية ما هو الا تفكير خادع. وننصح مانيلا ان لا تنساق وراء هذه الخدعة وإلا سوف تفقد مصداقيتها في المنطقة.

يبدو أن مانيلا مستنهانة بعزم الصين للحفاظ على السيادة الوطنية. وأن الصين لن تضحي بمصالحها الجوهرية من أجل توازن دولة اخرى.وضبط الصين ما هو سوى خيال مانيلا.

الصين مصرة على تمسكها بالسياسة الودية والالتزام بالحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وقد عالجت الصين الأحداث الطارئة التي تعرضت لها من تحريض الدول الاخرى. حيث أن سلسلة العمليات التي تقوم بها الصين للحفاظ على السيادة في بحر الصين الجنوبي مبررة وضرورية. وحاليا، هناك ما يكفي من حماية حرية الملاحة والامن في بحر الصين الجنوبي.

الصين لا تتجنب كبح اصوات الدول المثيرة للجدل في قضية بحر الصين الجنوبي، لكنها تصر على انه يتعين تسوية النزاع من خلال المشاورات والمفاوضات الثنائية الودية مع الدول المعنية، وهذا مبدأ وروح إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبى، وايضا توافق في الآراء بين جميع الدول الموقعة للاعلان. وإذا تجاهلت مانيلا السلام والاستقرار الاقليمي، والاستمرار في اثارة هذه القضية ، نخشى أن تصبح مصدر ازعاج واثارة المشاكل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.