موقع متخصص بالشؤون الصينية

العراق والصين حضارة عريقة وصداقة متجددة

0

China-Iraq

صحيفة الديار الأردنية ـ
سليم السراي:  
مع اول تباشير اشراقات الصباح الندية , التي تفتحت انوارها للتو , بعد ان غادرها الليل الرمادي , كنت على موعد كما هي العادة مع تلاميذي الصغار , لكن اليوم أحمل معي بطاقات فنية تمثل الابراج الصينية ، واخرى تحمل معاني من المواساة وعمق المحبة والصداقة ما بين الشعبين العريقين العراقي والصيني.
ألتف حولي التلاميذ وهم في ضجيج الطفولة , يتزاحمون كأنهم باقة من ورود الجوري , حتى ضجت في نفسي الآف الاماني الجميلة وشعور لذيذ وأنا بينهم ، مندفعا ومستبشراً بنظرات سعيدة ، هاج معها المرح الطافح في عيون البراءة التي لم تدنّسها الاحداث.

انه موقف يشبه فيض شعاع نور وَضَعَ قُبلة محبة على جبين العالم بأسره .
كثيرة هي صور المواقف التي حدثت ذلك اليوم , فكانت كلمة المحبة ترفرف فوق عيون وشفاه الصغار , ليقترب اليها سمعي لكل واحدة منها كأنها رغيف خبز طري خرج من التنور للتو, أتناوله شاكراً بعد أن أصابني طائر الجوع , فيما تأخذني قدماي كدمية تتحرك بلا ارادة منها.

أحسست نفسي مشدوداً ، لهذا الكرنفال العفوي, تحملني وتحضنني أمواج أكف ناعمة صغيرة , يصعد إلي ندائها ( استاذ.. استاذ.. ) ، فقد أخذتني معها الى عالم الطفولة, حيث الشموع التي تتهادى أشعتها بلا هدى, تهدي قبسات فيضٍ مِن أنوارها لفراشات ملونه صغيرة .

ما أن دخلت الصف حتى أخذ التلاميذ يحدقون بما أحمل.. يحدقون بفرح وسعادة وأستكشاف , فقد أخذ كل واحد منهم يسأل صديقه الجالس بجانبه :
– ترى ما هذه البطاقات ؟

– قليلا من الصبر ايها التلاميذ . فإن اليوم لنا درس خاص , وهو عن مناسبة سعيدة تجمع شعبين, ذات حضارتين عريقتين وعلاقات صداقة وتآخي متجددة , ففي هذا العام تحل علينا الذكرى السنوية الـ55 للعلاقات العراقية الصينية , وكذلك نذكركم فإنه قبل ايام أحتفل الشعب الصيني الصديق بعيد الربيع.. عيد رأس السنة الصينية الجديدة .

– ان الصين بلاد جميلة , رأيت ذلك من خلال التلفزيون .

– نعم , ان الصين بلاداً رائعة وقد جمعت على أرضها الكثير من العجائب ، وأقامت فيها حضارة قديمة وعريقة , وهي بلاد متحضرة ومتطورة أقتصادياً وصناعياً وزراعياً .

– ان والدي يعمل لدى الشركة الصينية في حقل نفط الاحدب , ويقول ان الصينيين يحترمون الوقت ويخلصون في عملهم .

– نعم صحيح ذلك , لذا نشاهد الصين اليوم هي من الدول العظمى في العالم…

نعرض عليكم الان صوراً فنية وهي تمثل الابراج الصينية , وعلينا ان نكتب عليها وبخط اليد الأماني السعيدة ، لتصل الى الشعب الصيني الصديق , وما أن رأى التلاميذ صورة التنين حتى صفق جميعهم قائلين :
– انه التنين , لقد رأينا ذلك في التلفزيون .

وبمساعدة مني ، استاذهم ، كتب التلاميذ الصغار على كل بطاقة أمنية جميلة وباللغة الصينية , والتي تم ترجمتها من قِبل الاستاذ العراقي ، والإعلامي الشهير ، عباس كديمي ، المقيم حالياً في الصين .

– أبنائي التلاميذ , بالرغم من بُعد الصين جغرافياً عن مناطق التطرف , الا انه مع الأسف تعرضت هذه الدولة الصديقة الى عدد من العمليات الارهابية ، التي نفذّها مجموعة من المتطرفين بدعم خارجي , لزعزعة الامن والاستقرار , إلا ان نباهة الشعب الصيني ، وحبّه للوطن ، فوّت هذه الفرصة على كل مَن اراد شراً لهذه البلاد وبها . كذلك فإن من مميزات الشعب الصيني الوحدة والتلاحم بين جميع قومياته وأديانه ، ونراها واضحة عند تعرض البلاد الى الزلازل التي تحدث بين فترة وأخرى , من خلال التبرع بالمال والدم ، وكذلك تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة ، وايضاً المشاركة في عمليات الإنقاذ .

ـ لقد استمر هذا الدرس الخاص يومياً ، للفترة من 10/4/2013 ولغاية 15/4/2013 ، في مدرسة إبن جبير الابتدائية الواقعة ضمن محافظة واسط.
*كاتب من العراق وممثل الاتحاد الدولي للصحفيين العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.