موقع متخصص بالشؤون الصينية

وفد الصداقة للحزب الشيوعي الصيني شرح أسباب زيارته لبنان: سنواصل دعم عملية السلام والحلول السياسية لازمات المنطقة

0

chinese-delegation-lebanon

الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية:
عقد وفد الصداقة للحزب الشيوعي الصيني مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في فندق “غولدن توليب”، تحدث فيه عن سبب زيارته الى لبنان، وترأس الوفد مساعد الوزير مساعد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب قاه يوتشو، وضم: الامين العام للجنة الاكاديمية للجنة الوطنية الصينية للتنمية والاصلاح تشانغ يانشينغ، المدير العام المساعد لادارة شؤون غرب آسيا وشمال افريقيا لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشانغ جانوي، نائب رئيس قسم شؤون شرق آسيا للدائرة يانغ نو، السكرتير الخاص لرئيس الوفد تشو رونغشوي والمترجمة يانغ دي.

يوتشو
وتحدث يوتشو فقال: “زيارتنا هدفها ان نشرح للاصدقاء اللبنانيين روح الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة، ولتبادل وجهات النظر مع الاصدقاء اللبنانيين حول سبل تطوير علاقات الصداقة التقليدية بين الصين ولبنان، وسبل تعزيز التعاون العملي بين البلدين. لقد قابلنا خلال هذه الزيارة عددا من المسؤولين اللبنانيين من مختلف الدوائر، حيث كان لنا هذا الصباح لقاء مع رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه، كما جلسنا مع عدد من الاصدقاء من القوى الوطنية وقوى 14 آذار، ونقلنا اليهم عددا من الرسائل. وسأتقاسم هنا مع اصدقائي من ممثلي وسائل الاعلام اللبنانية هذه المعلومات الهامة”.

أضاف: “لقد اتخذ الحزب الشيوعي قرارا يتعلق بتعميق الاصلاحات على النحو الشامل في الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة له، حيث ستعمل الصين على المضي قدما بهذه الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وبناء الحضارة الاكليريكية وبناء الحزب بعزيمة اكبر وخطوات اكثر فعالية. ونحن نعتبر ان كلمة الاصلاحات هي الكلمة الحاسمة لنفهم ماذا سنفعله في المستقبل القريب”.

وتابع: “ان التطور والاصلاحات في الصين من أجل تحقيق حلمها تحديدا بتحديث نظام الحوكمة وقدرتها للدولة، وستصبح الصين دولة حديثة على كل الصعد. هذا الحلم سيتحقق بحلول العام 2020، حيث سيضاعف اجمالي الناتج المحلي مرة واحدة والدخل الفردي السنوي للسكان مرة واحدة ايضا. قد يسأل البعض لماذا بحلول العام 2020، ذلك لانه يصادف الذكرى السنوية المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وهنا على الحزب الصيني المسؤولية وللشعب الحق بأن يصل الى هذا الحدث. كما سيتم انجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية وديموقراطية متحضرة ومتناغمة بحلول العام 2050 لانه يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد يسأل البعض لماذا الصين وضعت هذه الخطى الطويلة الامد؟ السبب ان من ميزة النظام السياسي في الصين ان تضع الدولة الخطط الطويلة الامد وتلتزم بتنفيذ هذه السياسة بكل ثقة”.

وقال: “الرسالة الثالثة التي أود ان انقلها الى الاصدقاء اللبنانيين، هي ان الصين ستواصل سلوك طريق التنمية السلمية، مما يعني انها ستحقق تنميتها الذاتية عبر الطرق السلمية وستدافع عن السلام العالمي بتنميتها الذاتية. كما نرى ان الصين التي تشهد تطورات مستمرة ستصبح قوة مسالمة وعادلة ومسؤولة وستعزز كل القوى المسالمة والعادلة وستتحمل مزيدا من المسؤولية الدولية. لذلك فهي ستواصل التمسك بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتنفيذا لهذه السياسة يمكن ان تستخدم اربع كلمات: الاستقلال والمساواة والتعاون وتعددية الاطراف. وخلال مقابلاتنا وجلساتنا مع الاصدقاء اللبنانيين، أكدنا ان موقف الصين ثابت في تعزيز التعاون مع الدول العربية بعزيمة لا تتزعزع لان الصين ترى ان هذه الدول قوى هامة في العالم وتنظر الى العلاقات معها من منظور استراتيجي وطويل الامد، وستواصل دعم هذه الدول لايجاد حلول للقضايا الساخنة بالوسائل السياسية وتسوية الخلافات من خلال الحوار. لذلك، سنواصل دعم عملية السلام في الشرق الاوسط وسنشارك بكل نشاط في حل القضايا الساخنة في المنطقة سياسيا”.

واردف: “الصين ستواصل دعم الدول العربية في سلوك الطرق التنموية الخاصة بها، وتأمل من هذه الدول اقامة انظمة سياسية واكتشاف الطرق التنموية في اقرب فرصة ممكنة، كما ترى ان اي نظام سياسي او طريق تنموي سيختاره العرب هو بيدهم ولا يحق لاي قوى خارجية ان تحل محل الدول العربية او شعوبها في اتخاذ القرارات. ونحن سنواصل دعم وتعزيز التعاون بين الدول العربية والصين بما يحقق التنمية المشتركة وحماية الحقوق والمصالح المشروعة، كما نرى ان الدول العربية اعضاء مهمة ومتساوية في الاسرة الدولة ونرفض المس بالكرامة الوطنية لها بأي ذريعة مثل مكافحة الفساد وحقوق الانسان، وايضا سنواصل تعزيز التنسيق معها بما يحمي مصالحها خصوصا الدول النامية”.

وتابع: “ويرى الجانب الصيني، ان الاولوية في الدول العربية هي للتنمية، والشرط المسبق للتنمية هو الاستقرار وتعزيز التضامن بين هذه الدول. ان الصين دولة وشعبا، ستقف الى الابد الى جانب الدول العربية في طريق التنمية والاستقرار والتضامن، وانا تبادلت الاحاديث المعمقة مع الاصدقاء اللبنانيين حول سبل تطوير علاقات الصداقة الصينية اللبنانية واتفقنا على ان صداقة تقليدية في المرحلة التاريخية الجديدة تربط بين البلدين، وأمامنا فرص اكثر في تعزيز التعاون العملي. لقد اقترح الاصدقاء اللبنانيون ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، اضافة الى تعزيز التبادل التربوي والتعليمي وضرورة التنسيق ازاء الشؤون الدولية والاقليمية”.

وختم يوتشو: “إضافة الى ذلك، تبادلنا وجهات النظر حول المسألة السورية وعملية السلام في الشرق الاوسط والملف النووي الايراني، وهذه هي الاهداف الرئيسية لزيارتي هذه والرسائل الرئيسية التي اردت ان انقلها اليكم. لقد تجولنا امس في مدينة بيروت واستمتعنا بجمالها، فلبنان بلد جميل للغاية ويجب ان نكرر الزيارات اليه لان زيارة واحدة لا تكفي”.

وردا على سؤال عن الازمة السورية، قال: “ان الصين تقرر مواقفها في المحافل الدولية وفقا لقوتها ولطبيعة الامور، ودورها في الشؤون الاقليمية ضعيف، لكني أرى بالنسبة الى المسألة السورية ان الصين عبرت عن موقفها، ففي أزمة الاسلحة النووية السورية كانت تقوم بزيارات مكوكية بين الدول المختلفة للتعبير عن موقفها تجاه هذه الازمة وحث روسيا واميركا على التوصل الى اتفاق. اما بالنسبة الى القضايا الاقليمية الاخرى مثل مسألة كوريا الشمالية، فدور الصين حيوي. وفي ما يتعلق بالاضطرابات في جنوب السودان، فقد عملت الصين على التنسيق المستمر مع الاطراف المختلفة وأجرت اتصالات مع حكومة جنوب السودان لحل الازمة وتهدئة الوضع المتوتر هناك في اقرب وقت ممكن. وكذلك الامر بالنسبة الى المياه الاقليمية في خليج عدن”.

أضاف: “نود ان تعبر الصين عن مواقفها بصوت أعلى وتتحمل مزيدا من المسؤولية، لكن ذلك سيحصل بعد ان تتطور لانها ما زالت دولة نامية. وكما أشرت سابقا، فهي ستتحمل مزيدا من المسؤولية الدولية مع تحقيق الحلم الصيني”.

وردا على سؤال حول تعزيز التعاون بين البلدين، قال: “تطرقنا الى ضرورة تعزيز التعاون التربوي وسبل نشر اللغة الصينية في لبنان، فكما تعلمون هناك معاهد وجامعات في الصين تدرس اللغة العربية، ولكننا نرى ان هذا الامر غير كاف. وبعد عودتنا الى الصين سنتشاور مع الجهات التي تتولى شؤون التعاون التربوي والثقافي مع الخارج لاتخاذ خطوات ملموسة”.

وعن دعم بلاده لسوريا، قال: “ان الصين لا تدعم ولا تحمي اي طرف وتسعى الى اعادة الاستقرار الى سوريا التزاما بالثوابت التالية: يحق للشعب السوري اختيار من يحكم ومن يرحل، وهذه المسألة ليست بيد الصين او الدول الاخرى، فالصين تدعم ايجاد حل سياسي للمسألة السورية عبر الحوار السلمي، وأي حل تتفق عليه الاطراف السورية المختلفة ويخدم حماية سيادة وسلامة اراضيها، فنحن ندعمه ونبذل جهودا متوازية بالنسبة للنظام السوري او المعارضة من اجل اعادة الاستقرار وتخفيف حدة الازمة الانسانية الى اقصى حد ممكن”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.