موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: هجوم الرئيس الفلبيني على الصين ينم عن كونه سياسي غير محنك

0

Flag-Pins-China-Philippines
شبكة الصين:
لم يكن الرئيس الفلبيني بنينو اكينو الثالث، الذي اتخذ موقفا تحريضيا اثناء تعامله مع النزاعات البحرية مع الصين، مرشحا قويا ليكون رجل الدولة الحكيم بالمنطقة ابدا. وهجومه الاخير ضد الصين، الذي قارن فيه على نحو احمق جارته الشمالية بالمانيا النازية، كشف حقيقته كسياسي غير محنك جاهل بكل من التاريخ والواقع. وقد انضم ايضا لصفوف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي اثار جدلا كبيرا بعد مقارنته العلاقات اليابانية -الصينية بتلك بين المملكة المتحدة والمانيا خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الاولى، وذلك خلال المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في سويسرا الشهر الماضي. اولا، ان مطالبة الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي له اساس تاريخي سليم. والاهم ، ان الصين تسعي الى حل القضية عبر الحوار والتشاور على اساس متكافيء، بدلا من مضايقة جيرانها الاصغر كما تدعي مانيلا.
غير ان الرئيس الفلبيني اختار بسهولة تجاهل حقيقة ان حكومته تبنت منهج المواجهة بمحاولتها الاستيلاء على الجزر والمياة التى كانت دائما جزءا لايتجزأ من الاراضي الصينية منذ العصور القديمة. ومن المؤسف للغاية ان الرئيس الفلبيني مازال يحاول اثارة العداء مع الصين حتى بعد توصل الصين بنجاح لارضية مشتركة مع الدول الاقليمية مثل بروناي وفيتنام بشأن هذه القضية خلال العام الماضي. وتعد النزاعات الاقليمية قضايا حساسة دائما. فلا يتوقع احد حلها فجأة. ولذلك فمن المهم للزعماء السياسيين التصرف بعقلانية وبالمنطق عند معالجتهم لهذه القضايا. كانت العلاقات بين الصين والفلبين تحسنت الى حد ما بعدما قدم الشعب الصيني يد العون الى الدولة الواقعة بجنوب شرق اسيا في اعقاب اعصار مدمر. وقد بدد هجوم اكينو الاخير ضد الصين كثيرا هذه الفرصة الفريدة لتحسين العلاقات مع الصين. ورغم المقارنات العقيمة من زعماء الفلبين واليابان، لا يمكن ان يتجاهل المجتمع الدولي حقيقة ان الصين اختارت طويلا طريق التنمية السلمية. ويعد مستقبل الصين مرتبطا بجيرانها الاقليميين وشركائها العالميين. ولم تكن المغامرة العسكرية ابدا خيارا سياسيا. والفلبين نفسها تعتبر مثالا يظهر كيف ان جيران الصين يمكنهم الاستفادة من توسع العلاقات التجارية والاستثمارية مع بكين. وبدلا من هذه المقارنات التاريخية، بامكان رئيس فلبيني محترف وناضج ان يفعل ما يفيد بلاده بالسعى الى حل النزاعات الاقليمية مع الصين عبر الحوار. وفي النهاية، يمكن ان تتمتع الفلبين بمنافع اكبر من صين سلمية ومزدهرة عندما تكون العلاقات الثنائية بين ايادى مستقرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.