موقع متخصص بالشؤون الصينية

الولايات المتحدة تحاول ردع الصين

0

USAChinaFlag
موقع صوت روسيا الالكتروني:
لقد عبرت واشنطن في بيان نشره المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الامريكية في الأسبوع المنصرم عن قلقها من تقارير تفيد بأن خفر السواحل الصيني منع سفينتين فيلبينيتين من إيصال الإمدادات إلى قواعد للفيلبين في أرخبيل سبراتلي، وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة ليست إلا عمل استفزازي سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة.
وأكد البيان على أن الشرط الأساسي للأمن في المحيط الهادي هو بقاء حرية النقل البحري والجوي، وتنطلق الولايات المتحدة من ضرورة الحفاظ على التجارة غير المقيدة وحرية الملاحة وكذلك الإستقرار واحترام القانون الدولي في ضوء استمرار التنافرات الإقليمية المختلفة، وتصر أمريكا على ألا تتخذ الأطراف المعنية أي إجراءات يمكنها أن تغير من الوضع القائم، يبدو هذا موقفا محايدا ولكن للوهلة الأولى فقط ، في واقع الأمر تسعى أمريكا هنا إلى دعم أحد حلفائها العسكريين في المنطقة وهو الفيلبين، وليس من باب المصادفة أن بيان وزارة الخارجية يؤكد على أن هذه الشواطئ التي تعتبر سبب النزاع تتحكم بها أمريكا نفسها منذعام 1999م.
تصبح القياسات الأمريكية للنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي أكثر وضوحا كما يقول أحد كبار الباحثين في معهد العلاقات الدولية بموسكو يفغيني كَنايف، حيث يرى أن الجوهر الرئيسي للصراع هو أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الطابع العسكري لنشاطها، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخبارية في المياه التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها:
“تصاعد مستوى المنافسة في العلاقات الصينية الامريكية وخاصة في بحر الصين الجنوبي، ومن الملاحظ أن لكل من الصين و الولايات المتحدة تصورها المختلف عن الآخر لحرية الملاحة، فإذا كانت بالنسبة للصين هي حرية النقل التجاري واستخدام طرق التجارة الحرة المارة عبر بحر الصين الجنوبي، هي بالنسبة لأمريكا
حرية الملاحة العسكرية بالدرجة الأولى”.
يمكن تفسير رد فعل الولايات المتحدة الحاد على هذا الحادث البسيط في جزر سبراتلي بالتحضير لزيارة الرئيس الأمريكي المقبلة إلى أكثر الدول نزاعا مع الصين ممثلة باليابان والفيلبين، التي تهدف، على الأغلب، إلى إقناع الشركاء بثبات السياسة الأمريكية فيما يتعلق بعودتها إلى آسيا، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تحقق ذلك إلا بالحد من النشاط الصيني مشكلة تحالفا كبيرا ضده، ومن أجل ذلك لا يبقى لواشنطن إلا الرجوع باستمرار لأطروحتها القديمة بأن الصين التي تزداد قوة تشكل تهديدا كبيرا على الإستقرار في المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.