نهاية الاحتلال الصيني
بوابة الوفد الاليكترونية ـ
إيناس السيد:
عندما اقتحمت المنتجات الصينية مصر قبل سنوات عديدة ظن الناس أنها بديل جديد للمنتجات المصرية في ظل غلاء الاسعار وكانت اهم مقومات المصيدة الصينية انخفاض الثمن والفارق المحلوظ بين البضائع المصرية والصينية مستغلين بذلك ضعف الوضع الاقتصادي لدي المصريين ومن ناحية اخري رغبة غالبية المصريين في الحصول علي اكبر عدد من السلع بأقل الاسعار، وهذا طبعاً لم يتأت إلا بعد دراسة مستفيضة للسوق المصري والمصريين أنفسهم، ولأن مصر لم تغلق بابها أبداً في وجه أحد فقد فتحت الابواب علي مصراعيها بل وفتحت النوافذ والشرفات والطرقات وكل السبل أمام الهجوم الصيني الذي لم يدع مجالاً أو سلعة إلا وطرقها ووردها وأقول هذا مجرد رأي شخصي أنه ربما أيضا أن هذا كان تحالفاً مع النظام السابق الذي سمح بلا ضمير لهذا الاغراق الذي كان له اثر مباشر وأساسي في تدمير الصناعة الوطنية »انظروا إلي مهرجانات السياحة والتسوق التي كانت تعقد علي مدار السنوات الماضية والتي كانت تتبع وزارة التموين التابعة طبعاً للحكومة.. انظروا كم الوجوه الصينية التي تحتل أماكن الصدارة فيها حتي أنهم تعلموا من المصريين أساليب حديثهم وفصالهم في الأسعار.. سألت إحداهن مرة كم سعر هذه العباءة.. فقالت مائة وعشرون جنيهاً وكأي مصرية تعشق الفصال سألتها، ده آخر كلام قلت لأ ممكن بـ 140 !! وضحكت وظللنا جميعاً كمصريين نحب النكتة والقفشة نضحك ونضحك حتي دخلنا في غيبوبة من الضحك وأفقنا وربما لم يفق الكثيرون بعد علي تلك الحقيقة المرة التي نعيشها.. هذا ليس مجرد كلام ولكن الوقائع تؤكد أن الهجوم الصيني الفظيع تسبب في توقف عجلة الانتاج المصري في قطاعات لا حصر لها وربما يقول البعض إن هذه هي الشماعة التي يعلق عليها العمال المصريون حبهم للكسل وعدم رغبتهم في العمل والتطور كما كان النظام السابق يصف أغلب العمال بأنهم لا يرغبون في العمل فجلبوا لهم من يعلمهم ويعلمنا الادب، وقد تعلمنا حقاً أننا لا يجب أن نأخذ الامور كلها ببساطة وألا نفرح بهؤلاء الذين لديهم الجرأة ويطرقون أبواب بيوتنا ليفرضوا علينا بقوة الاحراج أن نشتري منهم.. فهل نعامل حقاً مندوبي المبيعات المصريين بنفس الحرج الذي نتعامل به مع الصينيين طبعاً لا – لان الغريب مكروم أما المصري مثلي ومثلك فأقل ما يستحقه هو كلمة شكراً المقتضبة مع الغلق السريع للباب في وجهه.. هذا ليس كلامي وحدي إنما شكاوي متعددة وصرخات واستغاثات من رؤساء المجالس التصديرية بعد أن حقق المصدرون خسائر كبيرة بسبب المدمرة الصينية.. علي سبيل المثال قطاع تصدير الاثاث فقد ذكر قبلاً المهندس احمد حلمي رئيس المجلس أنه قد تحدث كثيراً مع وزير التجارة السابق حول هذا الموضوع وعرض كذلك علي الدكتور سمير الصياد وزير التجارة والصناعة الحالي غير أن هذا الموضوع لم يلاق أي قبول وكشف حلمي عن التهديد الذي يلاقيه المنتج المصري بضراوة حيث يقبل غالبية الشباب علي المنتج الصيني رغم فارق الجودة بينه وبين المصري، كذلك الامر بالنسبة لصادرات الكيماويات فقد تقدم عشرات العاملين في هذا المجال للدكتور وليد هلال رئيس المجلس بشكاوي عديدة حول إغراق السوق بمنتجات لا يحتاجها كما أنها أقل جودة، أيضا بالنسبة لواردات الجلود الرديئة التي تسببت في تراجع حجم الانتاج المصري وسيطرة الانواع الصينية الرديئة علي السوق وكذلك الأمر بالنسبة للملابس الجاهزة التي تعاني منذ سنوات من تراجع حجم انتاجها..
