موقع متخصص بالشؤون الصينية

أزمة أوكرانيا تدفع بوتين صوب الصين

0

china-russia 1

موقع البيان الالكتروني:
في عالم السياسة والعلاقات الدولية، تتجلى ظواهر بالغة الغرابة وكأن أمورها تسير على عكس المنطق السياسي المعتاد أو المألوف.

من هذه الظواهر ما تابعه العالم مؤخراً وجسّدته التفاتة الرئيس الروسي «بوتين» إلى «الصين». والحق أن ظلت التصرفات السياسية لزعيم «الكرملين» محلّ متابعة وتركيز من جانب جمهرة المراقبين والراصدين للشأن الروسي، وطبعاً لموقف «موسكو» من تطورات الأزمة في «أوكرانيا» بكل ما يحيط بها من مشاكل وتعقيدات.

أزمة أوكرانيا

لقد أدت مواقف «بوتين» إزاء ما يجري في العاصمة الأوكرانية «كييف» إلى اتخاذ «أميركا» وسائر أطراف «الاتحاد الأوروبي» مواقف تجمع ما بين التحفظ والتوتر والرفض إلي حد الخصومة لكل ما سبقت «موسكو» إلى اتخاذه من خطوات ومواقف إزاء القوى الحاكمة في «أوكرانيا».

وفي غمار عمليات الرصد.. فوجئ مراقبو الشأن الروسي بالتفاتة «بوتين» إلى «الصين» وهو ما فسّرته «النيويورك تايمز» في مقال مهم نشرته مؤخراً تحت العنوان التالي: أزمة أوكرانيا تدفع بوتين صوب الصين.

سياسة جديدة

وفيما يتعامل نفر من الراصدين لسياسة «موسكو» مع هذا التحول نحو «بيجين» الصينية على أنها خطوة مستجدة أو غير متوقعة من جانب «موسكو».. إلا أن التمعن في رصد خطوط السياسة الروسية الراهنة كفيل باطلاعنا على أن هذا التحول نحو «الشرق الآسيوي» يشكل واحداً من الأبعاد الأصيلة في سياسة «روسيا» في مرحلتها الجديدة التي بدأت منذ عام 2012 وهو العام الذي شهد عودة السيد «فلاديمير بوتين» ليتسلم مقاليد الرئاسة الأولى في بلاده من يد زميله «ميدفيديف» الذي عاد بدوره ليشغل موقع رئيس الوزراء.

الطاقة

ومثلما أرسل «نابوليون» في زمن بعيد مضى، وفي معرض تفسيره لأحداث التاريخ، مقولته الشهيرة: «فتش عن المرأة»- فقد أصبح بوسعنا وعلى خلاف هذه النظرة الرومانسية من جانب الجنرال «بونابرت» أن نقول في محاولة تفسير موقف «بوتين» تجاه علاقات مستجدة مع «الصين»:

– فتش عن الطاقة.. عن الغاز الطبيعي بالذات

إن رجل الاستخبارات الروسية العتيدة وقد دخل إلى حمأة الأزمة الأوكرانية، لم يغب عنه المفردات والعوامل الجديدة التي باتت تشكل الموقف الأوروبي من «روسيا».

البديل

من هنا أصبح لزاماً على الجانب الروسي أن يلتمس بديلاً مهماً وموثوقاً ومحتاجاً بالنسبة لإمدادات الغاز الروسي.

ومن جانبه يتصور «فلاديمير بوتين» أن هذا البديل المرتقب يمكن أن يكون «الصين».

من هنا تحرص دراسة «النيويورك تايمز»، وفي معرض الفهم والتفسير، على أن تعلق على هذه التطورات التي تصاحب اتجاه «بوتين» إلى «الصين» وزيارته الأخيرة لها فتورد تعليقاً مهماً في السطور التالية:

– حرص «بوتين» خلال الأسابيع الأخيرة على التأكيد بأن «روسيا» ترى مستقبلها الاقتصادي مع «الصين»- باعتبار أن جارتها (الآسيوية) المذكورة مازالت في طريقها لكي تتفوق على «أميركا» بوصفها القوة الاقتصادية القائدة في عالمنا.. وهو ما دفع السيد «بوتين» إلى أن يضع «الصين» في الموقع رقم «واحد» على قائمة شركاء «روسيا» في مضمار التجارة الخارجية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.