موقع متخصص بالشؤون الصينية

افتتاح مؤتمر لبنان في مرآة الباحثين

0


موقع ليبانون فايلز:
افتتح رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر مؤتمر لبنان في مرآة الباحثين الذي ينظمه المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية على مدى ثلاثة أيام، في فندق البريستول، ضمن احتفالية الجامعة اللبنانية بعيدها الستين.

حضر الحفل سفير الصين زيكسيان وو والسفير السابق ليو زهنتانغ، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية الدكتور ابراهيم محسن، رئيس الرابطة اللبنانية – الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر، اعضاء الوفد الصيني، عدد من العمداء والاساتذة وطلاب الدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية ومهتمون.

بداية النشيدان اللبناني والصيني، ثم كلمة تقديم للدكتور ريمون غوش قال فيها: ما نخشاه اليوم، انه بفعل التنافس والتجبر الذي تبديه بعض الدول والشعوب، تستخدم الولايات المتحدة قوتها العسكرية للضغط على دول العالم، في حين ان الصين وسائر الشعوب الحرة تجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها. ومكان المعركة كما يبدو، هو نفط الشرق الاوسط الذي سيحدد من يحكم العالم في المستقبل لان خبراته وموارده الطبيعية هي القوة المرجحة في اقتصاد العالم.

أضاف: لذلك نرى من واجبنا ان نكون متيقظين، فلن نسمح بقيام حروب طائفية ومذهبية في ما بيننا، ونتعامل مع الدول التي ترغب التعامل معنا على قدم المساواة. لقد عانينا الكثير من الطغيان عبر العصور فبتنا نعرف معنى الحرية لانها خرجت من عندنا وصدرناها الى العالم.

وتحدث شكر فأشار الى ان هذا التلاقي اليوم هو إنجاز يدون في تاريخ جامعتنا الوطنية الذي يأتي ضمن احتفاليتها بعيدها الستين والتي تزامنت مع احتفالية الذكرى السنوية الحادية عشرة لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. من هنا فإننا نرحب بضيوفنا الذين حلوا علينا من الصين أصدقاء أكاديميين للبنان ولجامعته كما نرحب بكم جميعا وبهذه المناسبة لا بد من أن نذكر لإخواننا الوافدين إلينا من الصين أن الجامعة اللبنانية هي الجامعة الوطنية الرسمية الوحيدة وهي الصرح الذي نفاخر به لأنه الملتقى الذي ضم مختلف شرائح الشعب اللبناني بكافة طوائفه وتنوعه وهو الذي كان على مر التاريخ يقدم نموذجا رائدا في العيش المشترك والتفاعل الثقافي والحضاري والإنفتاح على اللغات كافة.

وأشار الى ان الجامعة أظهرت ريادتها في مجالات الإبداع العلمي والأدبي والفني ورغم كل الأزمات التي تعصف بهذا الوطن لا سيما المتكرر منها من احتلالات وانتهاكات واعتداءات يقوم بها العدو الإسرائيلي وعلى مرأى العالم كله بتحد سافر للمجتمع الدولي، رغم كل هذا بقي لبنان محافظا على دوره في رسالة العلم وبقيت الجامعة تضطلع برسالتها التعليمية والثقافية والبحثية ولم تستطع إسرائيل أن تغير من معالم مجتمعنا الذي ظل محافظا على قيم التماسك والتعايش بفعل إرادة اللبنانيين وتكاتفهم وبفعل ما حققت المقاومة من إنجازات تجسدت بمنع هذا العدو من تحقيق أهدافه ومراميه.

ولفت الى أن للبنان موقعا متميزا في العالم واهتماما خاصا كذلك فإن لجامعته موقعا مرموقا في التصنيف العلمي، ذلك أن الجامعة اللبنانية استطاعت ان تخطو خطوات ناجحة في مجالات التخصص العلمي والثقافي وأن تتوسع ببنيتها: العلمية والديموغرافية، فهي في كل محافظات لبنان وتحوي أكثر من ستين بالمئة من الطلاب والأساتذة، كما وأنها حققت نجاحات على صعيد تكنولوجيا المعلومات التي أسهمت في إيجاد الصيغ الحديثة لتوفير ما أمكن من سبل التطور العلمي والفكري أيضا، ناهيك عن استحداث أطر جديدة في مجال التخصص في دراسات الماسترات والدكتوراه.

وقال: إذا كانت هذه الخطوات التي تحققت في الجامعة أظهرت نتائجها نجاحات في مستوى الطلاب، لكننا لا بد وأن نذكر أن الطالب اللبناني مع تفوقه العلمي لم يغب عن الواقع الاجتماعي أو السياسي الذي يعيشه، ذلك أن إرادة النجاح والتفوق هي من صميم اعتقاده الوطني لمجابهة كافة اشكال الصراع القائم الذي لا بد وأن يواجه بكل الإمكانات لدرء الأخطار التي تهدد أمنه واستقراره، والتي يسعى العدو الإسرائيلي دائما لأن يكون في مواجهتها. من هنا كان نهج المقاومين في لبنان نهجا تنوعت أساليب المواجهة فيه، وما يؤكد هذه الحقيقة أنه في كل حرب تقع علينا من جانب إسرائيل كان يستشهد الكثير من طلاب الجامعة اللبنانية.

وأشار شكر الى انه من المعروف جيدا أن الصين اليوم تمتلك طاقات أكاديمية كبيرة، وقد تزايد دورها على المستويين الآسيوي والكوني. وتبدو الحاجة ملحة لتطوير العلاقات الأكاديمية بين الجامعة اللبنانية والجامعات الصينية لدراسة نظم التعليم الأكاديمي فيها بعد أن ساهمت في بناء مجتمع معرفي متطور. وللتعليم الأكاديمي دور أساسي وفاعل في الصين المعاصرة التي شهدت إصلاحات جذرية على مختلف الصعد.

وقال: نعترف أمامكم بأن مسيرة التعاون الأكاديمي بين لبنان والصين تأخرت كثيرا وما زالت متواضعة جدا. ونحن نعلم أن بعض القوميات الصينية تدرس اللغة العربية في مدارسها المحلية منذ وقت مبكر. وأن جامعات صينية عدة تدرس اللغة العربية وآدابها، وتظهر إهتماما واضحا بقضايا المنطقة العربية. ويدرس آلاف الطلبة العرب في الصين، كما نشهد نسبة متزايدة من الطلبة الصينيين يدرسون في الجامعات العربية. ومنذ سنوات قليلة بدأت جامعتنا تستقبل في كل عام مجموعة من الطلبة الصينيين لدراسة اللغة العربية وآدابها.

وأمل أن توقع الجامعة اللبنانية في أقرب فرصة إتفاقيات علمية لتطوير التبادل الأكاديمي مع جامعات صينية، على أن تدرس بنودها بعناية لكي تساهم في توسيع دائرة التعاون العلمي بين لبنان وجمهورية الصين الشعبية في مجال تبادل الأساتذة والطلاب، وتدريب التقنيين والفنيين، وتطوير الروابط الثقافية والإبداعية بين الشعبين اللبناني والصيني.

اما زهنتانغ فتحدث بالعربية عن تجربته الديبلوماسية في لبنان وعلاقاته، لافتا الى انه استفاد من لبنان من النواحي الثقافية والانسانية والحضارية، وقال: لبنان هو في نظري بلدي الثاني، فقد زرت وعملت في حوالى 60 بلدا وللبنان مكانة خاصة ومميزة في حياتي الشخصية. وفي هذه المناسبة اريد ان اجدد امتناني للبنان ولا سيما لمناسبة مرور 40 سنة على حياتي الديبلوماسية.

ونوه بعمق العلاقات بين الصين ولبنان فهي نموذجية بين دول العالم، متمنيا تطبيقها بين مختلف الدول بما يوفر التعاون والوفاق والسلام، ولافتا الى دور الجهود الرسمية والشعبية في هذا المجال مثل التعاون عبر تنظيمات شعبية مثل جمعية الصداقة اللبنانية – الصينية.

وأمل في تعاون الجميع من اجل بذل الجهود لتذليل العقبات والصعوبات، فالعلاقات يجب ان تكون على المستويات نفسها بين البلدان الحضارية ليستفيد الانسان من كل العلاقات الحضارية، داعيا الى تنظيم مزيد من اللقاءات والاجتماعات المشتركة من اجل زيادة التفاهم وازالة الشكوك والعمل سويا وتبادل الخبرات في مختلف المجالات.

وقال عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية: نعم من الصين العريقة يأتي الزملاء لنقيم واياهم في لبنان عيدا زاهيا للعلم والعطاءات المعرفة قد نختلف فيما بيننا، في اللغة وقد نختلف في العادات والتقاليد، وقد نختلف في محطات من التاريخ واخرى في السياسة، لكننا نلتقي باستمرار في كوننا جميعا من ابناء العلم واهله وجنوده وحارسي هياكل ايمانه.

أضاف: ها نحن معا، من لبنان والصين نمد الايدي مخلصة مصرة على النجاح في وضع مداميك تساعد على تحقيق الطموح العالمي الكبير في بناء حر كريم للمستقبل الانساني. وان كان هذا هو طموحنا الاكبر من هذا الملتقى، فإنه في الوقت عينه، ديدننا في العمل في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية فعند عتبات هذا المعهد، ينتقل الطالب، كما الباحث من محدودية معينة في الدرس والبحث تفرضها طبيعة المراحل التعلمية ونوعيتها التي تسبق مرحلة تحصيل الدكتوراه ليدخل الى رحاب هي الاشد في اتساعها المعرفي والالصق، في الوقت عينه في التزامها الوطني والقومي والانساني فنحن نجهد، وباستمرار الى تحقيق باحث اكاديمي يقدر ان يخلق، بجناحي العلم في ابعد فضاءات العلم الانساني ومعارجه، لكن يبقى ملتزما بكل ما تحتاجه بيئته المحلية، بناسها وارضها ومستقبلها، من عطاءات هذا العلم، وهي نظرة نتبناها طموحا الى المشاركة الانسانية الكبرى والفاعلة في مواكب العلم ايمانا بأن التعاون المعرفي واجب علمي مقدس لخدمة الانسانية ببعديها المحلي والعام.

بدوره، أشار رئيس الرابطة اللبنانية – الصينية للصداقة والتعاون الى ان هذا الملتقى يندرج في اطار نشاطات متنوعة اعدتها الرابطة احتفاء بالذكرى الاربعين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وجمهورية الصين الشعبية، بالتنسيق مع الرابطة الصينية للصداقة مع شعوب العالم التي ساعدتنا على انجاح هذا الملتقى، وهي تواصل دعم رابطتنا في وضع اللمسات الاخيرة على مشاركة عشرة طلبة جامعيين من لبنان لحضور ملتقى الشباب العالمي الذي يعقد بشانغدونغ الصينية في الفترة ما بين 25 و 31 تموز 2011. ونعمل معا على اقامة اسبوع الجمال اللبناني في الصين بمشاركة خمس ملكات جمال من لبنان، والتحضير جار لعقد الملتقى السياحي الاول بين لبنان والصين والذي سيعقد في بيروت اواخر العام الحالي.
ولفت الى ان السفارة الصينية قدمت بدورها عشرة منح اكاديمية تقنية لمدة ثلاثة اسابيع مدفوعة بالكامل لمتخصصين لبنانيين تنطبق عليهم الشروط العلمية لحضور دورات تدريبية في الفترة الممتدة من حزيرن حتى آب 2011، آملا ان تستضيف جامعات صينية الملتقى الاكاديمي اللبناني – الصيني الثاني في العام المقبل فتؤسس لمسار اكاديمي جديد.

وختاما سلم درع الجامعة الى اعضاء الوفد الصيني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.