موقع متخصص بالشؤون الصينية

اقلية مسلمة مضطهدة في باكستان تجد ملاذا في الصين

0

islam-china8
موقع ايلاف الالكتروني:

سانهي: هربا من التمييز والعنف غادر افراد طائفة مسلمة منازلهم في باكستان سعيا الى ملاذ لم يكن متوقعا في الصين.

وقال سعيد الذي يبلغ من العمر 37 عاما “كنت اسمع كل يوم قرقعة الاسلحة”. وكان يتحدث عن مدينته السابقة لاهور ثاني كبرى مدن باكستان. واضاف “كنا نبتهل الى الله يوميا، لاننا شعرنا ان شيئا ما قد يصيبنا في اي وقت”.

وسعيد هو واحد من مئات لجأوا الى الصين في السنوات الاخيرة، غالبا من بلاد تشهد نزاعات من بينها العراق والصومال.

وتسمح الحكومة الصينية ببقائهم لكنها لا توفر لهم اي دعم، علما ان منظمات حقوق الانسان تندد منذ سنوات باقدام بكين على ترحيل عشرات الالاف من طالبي اللجوء الذين يصلون الى اراضيها هربا من القمع في كوريا الشمالية او بورما.

من بين حوالى 500 لاجئ او طالب لجوء مسجلين رسميا لدى الامم المتحدة حاليا في الصين، هناك 35 شخصا من الطائفة الاحمدية المسلمة التي تؤمن ان مؤسسها في القرن التاسع عشر ميرزا غلام احمد نبي وان المسيح توفي عن سن 120 عاما في سريناغار في الشطر الهندي من كشمير.

وهؤلاء من اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في باكستان الجمهورية الاسلامية الدستورية التي تمنعهم من اعتبار انفسهم مسلمين او الذهاب الى الحج في مكة المكرمة.

في 2010 اقتحم ناشطون مسجدين احمديين وقتلوا 82 شخصا ففي هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية، قبل استهداف مستشفى كان يعالج الجرحى. وغالبا ما يتم تدنيس المستشفيات والمقابر التابعة للاحمديين.

حتى ان الاحمديين الناجحين تم تهميشهم، على غرار بروفسور الفيزياء عبد السلام، الباكستاني الوحيد الحائز على جائزة نوبل.

وغالبا ما تندد الخارجية الاميركية بسياسية الصين في تقييد حرية العبادة، والتي يشير المحللون الى انها عنصر اساسي في التوتر الذي تشهده في منطقتي التيبت حيث الاكثرية من البوذيين وشينجيانغ ذات الاكثرية المسلمة.

لكن سعيد الذي وصل قبل اربع سنوات علق “من وجهة نظر امنية، الصين جيدة”.

واوضح لفرانس برس في مقابلة في شقته في سانهي خارج بكين حيث تلقي مبان سكنية شاهقة بظلالها على مطاعم تقدم الهمبرغر بلحم الحمير “ليس هناك ارهاب يذكر مقارنة بباكستان حيث يجري قتل واضطهاد الاقليات يوميا”.

واضاف ان اثنين من اقاربه قتلا في هجوم 2010.

وافاد اللاجئون الاحمديون في سانهي ان كلا منهم دفع مبلغا يصل الى ثلاثة آلاف دولار اميركي لوسطاء للحصول على تاشيرات دخول صينية، وهو يفوق ضعفي معدل الدخل السنوي في باكستان.

وتابع سعيد انه بعد الوصول الى الصين “ينبغي ان تفعل كل شيء بنفسك”. واوضح انه يعتمد على تبرعات من عائلته في المهجر مؤكدا “لا انتظر شيئا من الصينيين”.

ولا يحصل الوافدون الجدد على اي مكسب الا ان منحتهم الامم المتحدة صفة لاجئين بعد 18 شهرا مضنية من الفحوصات. وحتى بعدئذ ترفض الصين دمجهم وتحظر عليهم العمل فيما ينتظرون قبول لجوئهم الى بلد ثالث، غالبا لسنوات.

“في هذه الاوضاع لا يمكنك الاستمتاع بالحياة كثيرا” بحسب سعيد.

لكن المراهقة لايبا احمد التي وصلت قبل عامين مع والدتها وعدد من الاشقاء لم تكن لديها شكوك، بالرغم انها لا تتكلم اللغة المحلية بما يكفي لترتاد المدرسة.

وصرحت “انا سعيدة هنا مقارنة بباكستان”. واضافت “باكستان كانت خطيرة. لم يكن في وسعنا الخروج من دون ابائنا واشقائنا، لا سيما بالنسبة الى النساء”.

في بعد ظهر احد الايام مؤخرا تجمع حوالى 10 لاجئين في شقة سعيد من اجل درس في الانكليزية. وفي تمرين على المضارع عددوا اوصاف حياتهم بلا عمل.

وقال احسان احمد البالغ 22 عاما “نلعب كرة القدم يوميا”، مشيرا الى انه فر من باكستان بعد ان هاجم رجال دين اثنين من اعمامه. وقال تلميذ اخر “نؤدي الصلاة يوميا”.

وقعت الصين على بروتوكول اللاجئين للامم المتحدة عام 1982 لكنها لم تنشئ اي الية لتقييم مطالبهم وتركت هذه المهمة للمفوضية العليا للاجئين. ولا يشمل مكتب المفوضية في بكين اكثر من ثمانية موظفين ثابتين في اكثر بلدان العالم سكانا.

وصرح كبير مسؤولي الحماية في المفوضية فرنسيس تيوه “احيانا اتساءل كيف يستمرون (…) فالمساعدة التي نقدمها بالكاد تكفي”.

وقررت الصين مراجعة لقانون الدخول والخروج في 2012 تجيز للاجئين الحصول على وثائق لكن اللاجئين والمفوضية العليا اكدوا انه ما زال غير مطبق.

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية هوا تشونيينغ الخميس “في الصين ليس لدينا لجوء سياسي”.

وقالت الوزارة لفرانس برس في بيان ان الصين استقبلت حوالى 300 الف لاجئ من جنوب شرق اسيا منذ 1978 وهي تعيد الوافدين من بورما عندما يكون الامر امنا فحسب.

وسبق ان اتهمت جماعات حقوقية الصين بالتصلب في موقفها من طالبي اللجوء الكوريين الشماليين للحفاظ على حسن العلاقات مع بيونغ يانغ.

ولطالما كانت باكستان حليفة للصين التي خاضت حربا لخلاف حدودي مع غريمة اسلام اباد الهند.

وصرحت الباحثة في مركز دراسات الهجرة القسرية في جامعة نورثويسترن ليلي سونغ ان “قضايا اللاجئين في الصين متشابكة مع بعض المسائل الاكثر حساسية سياسية واستراتيجيا في منطقة اسيا- المحيط الهادئ”.

وتابعت “كما قد تشمل مخاوف من جذب المزيد من طالب اللجوء”.

وغادر سعيد في وقت سابق من الاسبوع برفقة زوجته وابنتهما البا من العمر لغة عامين الى احدى المناطق الاميركية قبل اليوم العالمي للاجئين الجمعة.

لكن الباقين ينتظرون.

ويتشاطر ياسر شودري البالغ 24 عاما وكان مهندسا لمكيفات الهواء وترك زوجته في باكستان، شقة متداعية مع لاجئين اثنين اخرين يستيقظان عصرا ويمضيان اوقاتهما في تصفح الانترنت ومشاهدة الافلام او يلعبان بقرص دوار الصقاه بنفسهما.

وقال ان “كل ما يسعني فعله هو التفكير، فتراودني افكار سيئة، مثل تفكك عائلتي (…) لم ارغب في مغادرة بلدي. كل هذه المشاكل تراودني”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.