موقع متخصص بالشؤون الصينية

بالذكرى ال67.. مآثر الرئيس كيم إيل سونغ في بناء كوريا الديمقراطية

0

marwan-soudah-korea

موقع الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح*:
اليوم التاسع من أيلول ، يوافق الذكرى 67 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة ، التي تزهو بتحقيق الدولة الاشتراكية القوية وذات السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
والجدير بالذكر ، أن تاريخ تطور كوريا الديمقراطية، لا يمكن تصوّره بعيداَ عن مآثر الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994) في تحرير البلاد من الاستعمار العالمي وبناء الدولة.
بادئ ذي بدء، حرص الرئيس على إقامة هذه الجمهورية الشعبية لتكون بلدا ذا سيادة يتمسك تمسكاً ثابتاً بالأفكار والمبادئ الاشتراكية. إن الالتزام بهذه الأفكار والمبادئ هو سبيل إلى صون مصالح الاشتراكية الأساسية وقيادة الاشتراكية إلى النصر دون تغيير، بينما التراجع عن هذه الأفكار والمبادئ هو طريق يُفضي حتماً إلى هزيمة الاشتراكية. ويبيّن تاريخ الحركة الاشتراكية أنه إذا تراجع أي بلد خطوة واحدة عن الأفكار والمبادئ الاشتراكية، فلا مفر من تراجعه بعدئذ خطوتين أو عشر خطوات، وفي نهاية المطاف، يَلحق الدمار بقضية الاشتراكية.
على ذلك فقد قاد الرئيس كيم إيل سونغ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى أن تتمسك بحزم بالأفكار والمبادئ الاشتراكية، في أية بيئة وفي أي ظرف كان. في هذا الإطار، حثَ الرئيس سلطة الجمهورية على أن تحافظ تماماً على نقاوة فكرة زوتشيه في كل نشاطاتها، وتجسد فيها مقتضيات هذه الفكرة تجسيداً كاملاً. وناشد الرئيس المؤسس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن تلتزم بالمبادئ الاشتراكية في كل أوجه الثورة والبناء، وتضع فيها لبنات خططها الثورية موضع التطبيق الثابت والمِقدام، وذلك على أساس فكرة زوتشيه. كما حرص على ألا تتراجع هذه الجمهورية ولو خطوة واحدة عن مصالح الاشتراكية  الأساسية ومبادئها، تزامناً مع إسراعها في الثورة والبناء عبر مواصلة الإبداع وتحقيق التجديدات وفق ما يقتضيه الواقع المتطور، ومعاملتها البارعة للوضع المتغير سريعاً بمبادرة منها.
لذا فإن هذه الجمهورية الشعبية لم تكن تحيد بالمرة عن أفكارها وخططها، ولم تنحرف يميناً أو يساراً أمام المبادئ الاشتراكية، خلال ما يقرب من سبعين سنة، منذ اليوم الأول لتأسسها وحتى يومنا هذا.
وإلى جانب ذلك، عمل الرئيس كيم إيل سونغ على توطيد القاعدة الاجتماعية والسياسية من هذه الجمهورية، بممارسة سياسة الفضيلة والمكارم.
حين تكون القاعدة الاجتماعية والسياسية قوية، يمكن أن تتوطد الاشتراكية، ولكن إذا تفككت القاعدة السياسية، أصيبت الاشتراكية بالانحلال في لحظة واحدة. فإن متانة القاعدة الاجتماعية والسياسية رهن بما إذا كانت السلطة المعنية تحظى بتأييد جماهير الشعب وثقتها.
من هنا، فقد ظل الرئيس كيم إيل سونغ ينتهج “السياسة الحقيقية” من أجل الشعب، سياسة الفضيلة والمكارم، منذ الفترة الأولى لقيادته البناء الاشتراكي.
وانطلاقا من وجهة نظره وموقفه اللذين مفادهما أن جماهير الشعب هي الذات الفاعلة للتاريخ، جمع الرئيس شمل جماهير الشعب في قوة ثورية واحدة، في كل مرحلة من مراحل الثورة والبناء، ودفع قضية الاشتراكية قدماً إلى الأمام، معتمداً على قدرة تلك الجماهير التي لا ينضب معينها. اللافت في كوريا، أن عكلمة (الشعب) تطلق على أسماء الدولة والجيش وعدد كبير من الصروح المعمارية، وهذا ما لا يمكن تصوره بمعزل عن سياسة الرئيس  الذي بنى تلك البلاد كدولة اشتراكية متمحورة على جماهير الشعب، وتتجسد فيها تماماً متطلبات هذه الجماهير للاستقلالية.
في ظل هذا النظام الاشتراكي، يتمتع جميع أفراد المجتمع الكوري اليوم بالحياة كريمة وراقية وسعيدة، فيما هم يساعدون ويقودون بعضهم بعضاً مُشكِّلين أسرة متآلفة كبيرة. كما يجري في تلكم البلادن التي زرتها كثيراً، وأفخر بالانتماء إليها، تطبيق السياسات الشعبية على شاكلة نظام التعليم الإلزامي المجاني العام، ونظام العلاج المجاني العام، ويمثل تحسين رفاهية الشعب مبدأ أعلى من مبادئ نشاطات الدولة.
علاوة على ذلك كله، نشط الرئيس كيم إيل سونغ في مجال تعزيز القاعدة العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بقيادته المباشرة للثورة على هدى سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية). وبما أنه أدرك أهمية القدرات العسكرية وشأنها بعمق أكثر من غيره، في سياق قيادته للنضال المناهض للإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية بعد تحرير البلاد بالفكر والسلاح، وجّه جهوده الكبيرة لتقوية القاعدة العسكرية للجمهورية. كان تاريخ نشاطات كيم إيل سونغ الثورية هي تاريخ قيادته للثورة على هدى سونكون، عِلماً بأنه شكّل الجيش أولاَ، وبالاعتماد عليه أسس الحزب والدولة وقاد قضية الاشتراكية إلى النصر.
ولقد أوضح الرئيس الخالد منذ زمن بعيد الخط المتعلق بالمضي في توازي بناء الاقتصاد وبناء الدفاع الوطني، وقاد كوريا إلى أن تحقق تماماً الخط العسكري للدفاع الذاتي، الذي مضمونه الأساسي هو تحويل أفراد الجيش كلهم إلى كوادر، وتحديث الجيش كله، وتسليح أبناء الشعب قاطبة، وتحصين البلاد كلها، وهو ما استأثر بأهمية كبيرة في تعزيز القدرات العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من كل النواحي. فالقدرة الجبارة للجيش الشعبي الكوري، هي عِماد قضية الاشتراكية وأحد العوامل الرئيسية التي صلّبت كوريا الاشتراكية وأكدت صمودها، حتى في تلكم الوضع القاسي الذي كانت فيه هجمات  الإمبرياليين المضادة للاشتراكية مركزة عليها، وقد استفادت كوريا من انهيار الاشتراكية المتوالي في بلدان عديدة والدروس المتحققة من ذلك كله، على النحو الذي شهدناه في أواخر القرن الماضي.
وعلى هذا النحو، حقّق الرئيس كيم إيل سونغ مآثر عظيمة في قضية بناء الدولة.
إن قضة كيم إيل سونغ تتواصل الى اليوم بصورة رائعة على يد القائد الصديق والحليف كيم جونغ وون، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الدفاع الوطني، المتابعة لأمان كوريا وصلابة نظامها واستقلاليتها وسيادتها بوجه كل التخرّصات الامريكية والغرب سياسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.