موقع متخصص بالشؤون الصينية

صلابة كوريا الاشتراكية.. بمناسبة الذكرى 67 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

0

yelina-nedogina-korea

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:

نهجت الولايات المتحدة الأمريكية نهج تدمير كوريا الاشتراكية بكل الوسائل والطرق، عشرية بعد عشرية، وقرناً بعد قرن. وفي الأيام الأخيرة، صرخ أوباما حتى بأنه “يجب تدمير” كوريا بأسرع وقت!
لكن، هل يمكن تحقيق ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية؟
من المؤكد ان ذلك لا يمكن تحقيقه إلى أبد الآبدين.

ـ السبب الأول في عجز أمريكا عن تدمير كوريا يكمن في ان كوريا الاشتراكية تتمتع بقيادة الزعيم العظيم. فقد أشار الرئيس كيم إيل سونغ، مؤسس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وباني كوريا الاشتراكية، إلى ان الاشتراكية هي سبيل وحيد إلى تحقيق سعادة الشعب وازدهار الأمة، وقاد بناء مجتمع جديد، وقاد النصر في الحرب الكورية التي تزعمتها واشنطن (1950 – 1953)، وعملية إعادة الإعمار والبناء لِما بعد الحرب، وبعدها البناء الاشتراكي المؤدي إلى سبيل النصر. وأقام، بذلك في كوريا دولة اشتراكية قوية تحظى بالتأييد والثقة المطلقة من لدن جماهير الشعب، وتظهر جبروتها بالسيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي. ويمكن التعرّف جيداً على مدى قوة ذاك البلد وصلابته، من خلال حقيقة ناصعة هي كيف أنه وقف بثبات دون خوف وبلا وجل حين انهارت الأنظمة الاشتراكية في مختلف البلدان، في أواخر القرن الفائت.
حينما تركّز القوى الإمبريالية المتحالفة، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، سهام هجومها على كوريا الديمقراطية – التي تتقدم رافعة راية الاشتراكية دون تغيير – زاعمة “بالنهاية الكاملة للاشتراكية”، وانتهازاً لفرصة انهيار مختلف البلدان الاشتراكية واحداً بعد الآخر – يُحدّد القائد كيم جونغ إيل، رئيس لجنة الدفاع الوطني، سياسة سونكون (وتعني “إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية” – الكاتبة) كأسلوب رئيسي للسياسة الاشتراكية، ويُحدّد كذلك العمل على تطبيقها الشامل. وبفضل قيادته على هدى سونكون، تنتصب كوريا شامخة كدولة بارزة في العالم يُحسب لها ألف حساب، وقد تطورت بصور بأهرة، حيث صارت تصنع الاقمار الاصطناعية وتطلقها للفضاء الخارجي، وتملك السلاح النووي واسلحة أخرى جبارة لم تُعلن عنها للآن.
ان محاولات القوى الإمبريالية المتحالفة لخنق كوريا الديمقراطية عسكرياً أُحبطت “شذراً مذراً”، فقد تمت صيانة سيادتها ونظامها الاشتراكي بثبات. وليس من باب الصدف إعلان إذاعة الصوت الأمريكي (VOA) : “لقد غدت ضرورة ملحة الاعتراف بالقائد كيم جونغ إيل على انه زعيم سياسي استثنائي لم يعرف العالم طرازاً له بعد، وسياسي اشتراكي وعسكري يتحلى بإيمان مطلق بالاشتراكية، واخلاص وصمود لها، إلى حد يُثير الدهشة”.
تمضي كوريا الاشتراكية – التي تتقدم تحت قيادة القائد كيم جونغ وون ، الذي هو صنو الرئيس كيم إيل سونغ ورئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل رافعة إياهما عالياً كزعيمين أبديين – في صُعود متسارع ومظفّر، وساحقة بحزم كل تحديات القوى المعادية. وبقيادته، بلغ شعار “وحدة القلب الواحد” بين القائد وبين عشرات الملايين من أفراد الجيش وأبناء الشعب ذروته، وغدا الشعار الأقوى والأفعل من السلاح النووي، وشغلت كوريا مكانة مميزة في العالم كدولة اشتراكية مُتمدّنة تتزوّد بقدرات عسكرية لا ند لها، وتتمحور على قوات مسلحة نووية، واقتصاد مستقل ومتين يعتمد على العلوم والتكنولوجيا الرائدة، وقائمة على قواعد حياة ثقافية جماهيرية تتناغم مع المعايير العالمية المعترف بها.

ـ السبب الثاني في عجز أمريكا عن تدمير كوريا يكمن في الفكر الهادي البارز لكوريا الاشتراكية.
يَعتبر المجتمع الدولي ان كل الأنظمة الاشتراكية متساوية وصورة طبق الاصل عن بعضها البعض، ولكن الفوضى السياسية التي شهدها العالم في أواخر القرن الماضي، جعلته يَرى الاشتراكية الكورية بنظرة جديدة. إذ أن العامل الجذري الذي يُميّز الاشتراكية في كوريا عن الاشتراكيات في البلدان الأخرى، هو انها تقوم على فكرة زوتشيه التي أبدعها فلسفياً الرئيس كيم إيل سونغ، وطوّرها رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل وإغنى مضامينها، باعتبارها “نظرة” إلى العالم، ترتكز على الإنسان، وفكراً هادياً لعصر الاستقلالية للبشرية، يُنير علمياً طريق الدفاع عن استقلالية جماهير الشعب واستقلالية البلاد والأمة وتحقيقهما.
بتجسيد هذه الفكرة تجسيداً كاملا في بناء الدولة ونشاطها، استطاعت كوريا ان تنهض كبلد للشعب بأجمعه، ونظام اشتراكي متمحور على جماهير الشعب كله، يخلو من الاستغلال والاضطهاد، واصبح الشعب فيه صاحب كل الأشياء، وغدت كل الأشياء مُسخّرة فيه لخدمة الشعب.
في كوريا – موطن فكرة زوتشيه الباهرة والمبهرة، تمارس جماهير الشعب حقوقها كصاحب الدولة ومالكها الحقيقي، في كل ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية، وقد لمست ذلك بنفسي حين زرت كوريا عدة مرات وأنعمت القيادة الكورية عليّ بأوسمتها. ويحافظ الشعب هناك تماماً على المُلكية الاشتراكية ومبدأ الجماعية – الفرد للجميع والجميع للفرد، ويفيض المجتمع كله بأجواء ضمان مصالح الشعب والتسهيلات التي حققها هو تاريخياً وصَار يَنعم بها.
يُدرك أبناء الشعب الكوري في أعماق قلوبهم، صحة فكرة زوتشيه ومصداقيتها، من خلال تجاربهم الواقعية، ولا يَخطر ببالهم أن يَطرقوا سبيلاً آخر غير طريق الاشتراكية المُتمحورة على جماهير الشعب، الذي تشير إليه فكرة زوتشيه.

ـ السبب الثالث يَكمن في ان الشعب الكوري يعتبر الاشتراكية حياةً وروحاً له.
ويُساند الشعب الكوري نظامه الاشتراكي، وهو مولع به حد الدفاع المستميت عنه، برغم كُثرة الصِعاب. ففي ظروف تُشكل الأسرة الكورية المتآلفة في البلاد الكورية الكبيرة كلها، يتمتع الشعب الكوري منذ تأسيس الدولة الاشتراكية بنظام العلاج الطبي المجاني الشامل، ونظام التعليم الإلزامي المجاني الشامل لمدة 12 سنة، وتقدّم الدولة المساكن للشعب دون مقابل، بعد بنائها على حسابها هي بالذات، كما ويحيا الشعب الكوري برمته بدون معرفة كلمة “ضرائب”، وهو الشعب الوحيد بالعالم الذي لا يعرف ما معنى “الضريبة” التي يئن منها عالم اليوم وشعوبه. لذا، لا يرغب الشعب الكوري تبديل نظامه الاشتراكي بأي شيء آخر.

الحقيقة التي لا يجوز لنا ان نتناساها، هي أن الشعب الكوري اجتاز متون المحن، ونذر الدم والدموع في سبيل النصر على نحو غير مسبوق من أجل الاشتراكية.
وعلى مدى السبعين عاماً المنصرمة، عانى أبناء الشعب في كوريا الحبيبة مرارة الحروب التي شنتها عليه القوى الإمبريالية المتحالفة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد رأيت بأم عيني كيف صمد شعب كوريا في بناء الاشتراكية والدفاع عنها في أصعب المراحل، وكيف ذلل المحن القاسية وحوّلها بروح بطولية الى انتصارات، وكيف شدّ الأحزمة على البطون، في ظروف تهديد الدولة، وهو تهديد متواصل بالحرب وفرض العقوبات عليها وحصارها بأعنف شكل، ويستمر ذلك للآن منذ عشرات السنين في ظروف حرب باردة حيناً، وساخنة في أحايين أخرى.
والحالة هذه في كوريا، كيف يمكن إذن لشعبها ان يتخلّى وبكل سهولة عما حققه من مكاسب تاريخية مميزة حقاً، وأن يضع جانباً ما ناله بكفاحه الشاق وفقد خلاله ملايين الشهداء، ونزْف الدماء الثمينة من عروق الاطفال والامهات والشباب ؟!
تتعزز صلابة كوريا الاشتراكية اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتتعمّق علاقات شعبها بالقائد كيم جونغ وون، وتحت قيادته يتطلع الشعب الكوري حالياً إلى يوم نصره النهائي، الذي يدنو ويَنجلي وهو ماثل على مرمى البصر، ليُخلِّق المعجزات الخالدات والتجديدات التي تُدهش العالم في بنائه دولة إشتراكية قوية ومزدهرة.
أثق ثقة تامة، أن إسم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة والمُبهرة سيتألّق على الدوام والى الأبد، كدولة اشتراكية قوية لا تقهرها النوائب والمؤامرات الخارجية.
*عضو في المجلس الاردني والعربي للتضامن مع الشعب الكوري ومُناَصرة توحيد شطري كوريا، وحاملة الاوسمة الكورية..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.