موقع متخصص بالشؤون الصينية

التبادلات الثقافية بين الصين وأمريكا اللاتينية تزدهر في سنة 2015

0

ChinaLatinAmerica1تعتبر 2015 سنة مهمة في صيرورة تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية، وذلك مع تطور دور التبادلات الثقافية في إبراز العلاقات الثنائية.

وقام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بإجراء زيارة رسمية إلى أربع دول في أمريكا اللاتينية خلال شهر مايو من هذا العام، محققا إنجازات كبيرة في التعاون العملي والتبادلات الثقافية.

وباعتبارها حدثا دبلوماسيا كبيرا آخر بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المنطقة العام الماضي، حققت زيارة لي المزيد من التقدم في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية ضمن النمط الجديد “خمسة في واحد”.

— بريق التبادلات الأدبية

وأشار لي خلال زيارته إلى أن التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية لا يقتصر فقط على المستوى المادي بل يمتد إلى المستوى الروحي أيضا، مبينا أن الأخير يستحق المزيد من الاهتمام.

وينبغي التأكيد على الدور القوي للأدب في تحقيق التواصل الروحي بين الجانبين، وفقا لما ذكر لي.

وأضاف أن “تعزيز التبادل والتعليم المتبادل في الأوساط الأدبية والفنية بين الصين وأمريكا اللاتينية سوف يساعد في تعزيز التواصل الروحي بين الشعوب وإرساء أساس صلب لرأي عام من أجل تعميق التعاون العملي بشكل مستمر”.

ولأول مرة كان هناك كتاب صينيين مرافقين خلال الزيارة، من بينهم الحائز على جائزة نوبل مو يان، وصاحب أفضل مبيعات لكتب الجاسوسية المشوقة الكاتب ماي جيا، ورئيسة جمعية الكتاب الصينيين تيي نينغ.

وحضروا ندوة في كولومبيا حول التبادلات الثقافية بين الصين وأمريكا اللاتينية، وتحدثوا إلى الجمهور بما في ذلك رئيس مجلس الدولة لي والرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس.

وضاربة المثال بالكاتب مو يان والكاتب الكولومبي الشهير الحائز على جائزة نوبل غارسيا ماركيز، أشادت تيي نينغ بدور الأدب في تعزيز العلاقات الثقافية.

كما اقترحت خطة لتسهيل ترجمة الأعمال الأدبية الصينية والأمريكية الجنوبية من أجل مواصلة تعزيز التفاهم المتبادل بينهما.

— نشر التدريس الصيني

شهد نمط التدريس الصيني خلال عام 2015 تغيرات كبيرة، ودخل بشكل تدريجي في نظام التعليم العام المحلي في أمريكا اللاتينية.

وفي مارس، صادف مرور الذكرى السنوية الأولى لتأسيس أول مدرسة حكومية ثنائية اللغة في العالم يتم فيها التدريس باللغتين الصينية والإسبانية وذلك في الأرجنتين، وتشهد التجربة التعليمية هناك تقدما سلسا، مع تضاعف عدد الطلاب هذا العام، ونصفهم من الصينيين.

وكتب موريسيو ماكري، عمدة بوينس آيريس على حسابه بموقع للتواصل الاجتماعي ، “في الماضي، كان يتعلم الشخص الفرنسي للأدب واللغة الانكليزية للأعمال، ما هي لغة المستقبل؟، ربما الصينية”.

وقد زاد أعداد الطلاب المسجلين للالتحاق بالدورس الصينية في عام 2015 بنسبة لا تقل عن 30 في المائة مقارنة مع العام الماضي، وفقا لإحصاءات جمعية الثقافة الصينية في الأرجنتين.

وفي فبراير، افتتحت البرازيل أول مدرسة ثانوية ثنائية اللغة يتم التدريس فيها باللغتين البرتغالية والصينية، لتضيف بشكل رسمي تدريس اللغة الصينية إلى نظام التعليم العام الأساسي الخاص بها.

وفي الوقت نفسه، وباعتبارها أكبر مؤسسة لتعليم اللغة الصينية مع تقديمها أكثر الأنماط مرونة لتدريسها، فإن معاهد كونفوشيوس تم تطويرها أيضا على قدم وساق في المنطقة هذا العام.

وقد أسست معاهد كونفوشيوس 35 فرعا لها و11 من الفصول الدراسية في 15 بلدا من بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي منذ عام 2006، حيث تم افتتاح أول منشآة في مدينة مكسيكو سيتي، ويتم تدريس اللغة الصينية حاليا للملايين في أمريكا اللاتينية .

وقد عُقد البرنامج التدريبي الثاني للمعلمين المحليين للغة الصينية بأمريكا اللاتينية، في معهد كونفوشيوس بالعاصمة البيروفية، ليما، وذلك في شهر أغسطس، من أجل مساعدة 49 من المعلمين المحليين وتعريفهم على أحدث طرق التدريس والثقافة الصينية.

وقال جيا قويدو، السفير الصيني لدى البيرو، إن برامج تدريب معلمي اللغة الصينية ضرورية من أجل تحسين نوعية التعليم وتعزيز التنمية المستدامة لتعليم اللغة الصينية وتعميق التفاهم المتبادل.

— الثقافة التقليدية تصبح شعبية

وشدد رئيس مجلس الدولة لي، خلال زيارته، على أنه بإمكان كل من الصين وأمريكا اللاتينية، بعقول منفتحة، احترام بعضهم البعض وتسهيل التبادلات والتفاهم المتبادل من أجل التقدم المشترك.

وخلال موسم عيد الربيع الصيني هذا العام، أدى فنانون من الصين عروضا في مدينة بنما وفي مدينة سانتياغو عاصمة شيلي وفي مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، تضمنت حركات كونغ فو، إضافة إلى رقصات وموسيقى صينية.

وأصبحت فعاليات المهرجان الصيني التقليدي بشكل تدريجي جزءا من الأحداث الثقافية المحلية في أمريكا اللاتينية، وفي ساو باولو هذا العام، استمرت فعاليات الاحتفال بالعام الصيني الجديد ليومين، وجذبت حوالي 100 ألف شخص.

كما جذبت ممارسات الطب الصيني القديم أيضا الكثير من الاهتمام في أمريكا اللاتينية، وزار وفد من الأطباء من كل من كولومبيا وكوستاريكا وشيلي في نوفمبر.

وأقاموا أول عيادة مجانية لهم في مدينة بوغوتا عاصمة كولومبيا، مقدمين معالجات تقليدية صينية، والتي لاقت ردودا ممتازة.

إلى جانب ذلك، اكتسبت “كيغونغ”، وهي تقنية صينية قديمة للعلاج والشفاء، اكتسبت أيضا شعبية في المنطقة.

وقدم معهد الأرجنتين للطب الصيني التقليدي حتى الآن تدريبا إلى أكثر من 3000 أرجنتيني وصيني-أرجنتيني حول تقنية “كيغونغ”.

وقال تشونغ تشينغ، رئيس مؤسسة تنمية الثقافة الصينية الأرجنتينية، إن الترويج لتقنية كيغونغ ليس فقط من أجل نشر وسيلة صحية للعلاج، بل الأهم من ذلك لتعميم الثقافة الصينية أيضا.

التبادلات الإعلامية تفتح آفاقا جديدة

في عام 2015، قام الجانبان بتعزيز التبادلات الإعلامية ضمن الإطار العام للتعاون الثنائي.

وأنشأت وسائل الإعلام الرئيسية في الصين حسابات تابعة لها على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين الإسبانية والبرتغالية من أجل تفاعل أفضل، كما شاركت أيضا بلدان أمريكا الجنوبية بنشاط في تبادلات إعلامية عميقة مع نظرائهم الصينيين.

وكجزء من الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والأرجنتين، قامت جامعتان في الأرجنتين خلال شهر سبتمبر بتدريب صحفيين مع تركيز خاص على الصين.

وحضر المشاركون دورات، خلال التدريب الذي استمر لأسبوع ، حول العلاقة بين الصين والأرجنتين وخصائص الصين المعاصرة، وإلى ما ذلك.

وفي يوليو، وقع مجلس الشيوخ الأرجنتيني ووكالة أنباء ((شينخوا)) الصينية اتفاق تعاون مؤسساتي، يهدف إلى تعزيز التبادلات الثقافية وتحسين الوعي المتبادل بين الصينيين والأرجنتينيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.