موقع متخصص بالشؤون الصينية

أهلا بالرئيس شي في فيافينا.. المصير المشترك الصيني العربي

0

mhamad-tweimi-shi-middleast

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:

نرحب بالرئيس شي جين بينغ في فيافينا العربية. ويَحق لي كمواطن عربي اردني ومُسلم ان أُرحّب برئيس دولة كبرى وعظيمة كالصين. والكثير من العرب والمسلمين يُشاركوني هذه الفرحة، لأن الزيارة تجري لبلدان عربية وإسلامية تشكّل في مجموعها منطقة واحدة وتسود فيها أُمة واحدة، وحيث نجد عادات وتقاليد وإرث حضاري ومكنونات ثقافية واحدة ودين واحد للاكثرية.

زيارة الرئيس شي لإيران والسعودية ومصر حدث استثنائي بكل المقاييس، وهو يشي باتّساع العلاقات الصينية العربية على مستوى اوسع وامتدادها الى كل الدول العربية حتى الصغيرة منها التي للصين فيها علاقات اقتصادية كبيرة.

زيارة الرئيس شي ستترك أثراً بالغاً على العرب والايرانيين، وبلا شك ستكون واحدة من محطات تقريب وجهات النظر والأراء مابين كل تلك الاطراف، وستنمي العلاقات الثقافية والتبادلات الثنائية وتعزّز الثقة والتفاهم المشترك بينها، لأن الصين تعتبر نفسها واسطة خير بين الجميع، ومن الضروري هنا التأكيد ان طريق الحرير الجديد سوف يَمر بكل تلك الدول الثلاث، التي عليها ان تجد تفاهمات مشتركة لإدامة هذا المشروع الصيني الذي له بُعد دولي هائل وغير مسبوق على نطاق الكرة الارضية.

ففي العام 2013، اقترحت الحكومة الصينية مبادرة الحزام والطريق، بهدف تحقيق اندماج الصين في الاقتصاد العالمي، وبالتالي في اقتصادات المنطقتين العربية والاسلامية، وجعل الإفادة العالمية وضعاً لا ارتداد عنه بموجب المشروع، وقد اضحت إيران كحضارة قديمة عريقة على طريق الحرير القديم، وأصبحت الآن ايضاً شريكاً أساسياً للصين في دعم المبادرة, وفي تفعيل عدد من المشروعات الأساسية المشتركة، وتتقدّم باطراد طبائع التعاون الايراني والسعودي والمصري الصيني، لذلك سوف تشهد الزيارة الرئاسية الى تلك الدول توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عديدة تمتد من التعاون في القدرة الصناعية والاستثمار والنفط والغاز، الى التبادل الثقافي، ومشاركة المعلومات والجمارك، ومشاركة الرئيس شي بافتتاح قناة السويس الجديدة .

تأتي زيارة الرئيس شي الى الدولة الاسلامية في ايران والدول العربية مصر والسعودية، بعد زياراته الخارجية الناجحة في العام 2015. فقد قام الرئيس شي بثماني زيارات خارجية في العام المنصرم، غطت مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي نتج عنه دفع وتعزيز التبادل السياسي والاقتصادي بين الصين والدول الأخرى.

وبعد استعراض اهم الانجازات للزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس شي على مدار العام 2015، نخلص الى القول أن زياراته الوشيكة لكل من السعودية ومصر وايران ستجلب منافع كبيرة للدول الثلاث وكذلك الصين نفسها، سيّما وانها تتم في إطار المساواة والاحترام الكامل من هذه الدول نحو الصين، ومن الصين نحوها.

يؤكد وانغ إي، وزير الخارجية الصيني، ان زيارات الرئيس شي للدول الثلاث تصادف هذا العام مناسبة الذكرى السنوية الـ60 “لإفتتاح الصين علاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية”. وبهذه المناسبة التاريخية، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة رسمية هي الأولى من نوعها، تعلن سياسة الصين تجاه الدول العربية، وتستعرض الوثيقة الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية، والسياسات ومجالات وآفاق التعاون المشترك .

تتضمن “وثيقة السياسة الصينية تجاه الدول العربية” 6 أجزاء كبرى، بما في ذلك تعميق العلاقات الإستراتيجية الصينية العربية، والسياسة الصينية تجاه الدول العربية، ومنتدى التعاون الصيني العربي، والتحركات اللاحقة، وعلاقات الصين مع المنظمات العربية وغيرها من الأقسام. وحدّدت الوثيقة بوضوح علاقات التعاون الإستراتيجي الصينية العربية في 5 مجالات رئيسية بناء على”التعاون الشامل، والتنمية المشتركة”، في تخطيط التعاون والتبادل في مجالات السياسة والإقتصاد والتجارة والتنمية الإجتماعية والتبادل البشري، والسلام والأمن.

زيارة الرئيس الصيني لمصر والسعودية وإيران تؤكد بأن الـ60 سنة الماضية إتّسمت بإستمرار وتطوّر الصداقة الصينية العربية والصينية مع ايران، حيث أصبحت تلك الدول شركاء سلميين على أساس الثقة المتبادلة، وشركاء في التنمية على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وشركاء حضاريين على أساس الاندماج، وحققوا قفزة تاريخية في مختلف مجالات التعاون عُمقاً وطولاً وعرضاً، وأصبحت تلك الدول نموذجاً لتعاون جنوب – جنوب.

الوزير الصيني يدلّنا على وضوح نهج الصين واستقامته حين يقول: ونحن نقف في إنطلاقة تاريخية جديدة، ندعوا إلى تعميق علاقات التعاون الإستراتيجي الصينية العربية على أساس التعاون الشامل والتنمية المشتركة، وبناء (رابطة مصير مشترك بين الصين والدول العربية)، وفقا لِمَا طرحه الرئيس شي جين بينغ حول البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، وتعزيز الإجماع وتركيز الجهود، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون الإستراتيجي، والتمسك بالمصالح الجوهرية للشعبين الصيني والعربي مهما إختلفت الأوضاع، وتحديد المواقف والسياسات الخاصة بناءً على خطأ أو صواب الأشياء ذاتها. ويستطرد الوزير، نحن نرغب في تعزيز الثقة السياسية المتبادلة مع الدول العربية وتوسيع التعاون الإستراتيجي، والتفهم والدعم المتبادل في القضايا التي تمس المصالح الجوهرية والمصالح الهامة لدى الجانبين الصيني والعربي، وتعزيز التنسيق والتوافق حول الشؤون الدولية والإقليمية، وحماية مصالح الجانبين ومصالح الدول النامية.

وفي المصير الصيني – العربي المشترك، و (رابطة) هذا المصير الذي يَطرحه وزير الخارجية الصيني كمبدأ لبلاده وهدف سامٍ، يتبّدى حقيقة ان الصين تنظر للعرب والمسلمين نظرة واقعية كحلفاء دهريين وحقيقيين وليس كمجرد أصدقاء فقط، وهي رسالة واضحة ومباشرة وسارّة وصادقة على نيّة الصين الأخذ بعالمنا كله نحو التطور والنماء بمسؤولية أخلاقية وعالمية وتاريخية تشكر عليها الدولة الصينية ورُبّانها الرئيس المُعلّم شي جينبينغ .

*مسؤول المطبوعات والنشر والملف الاسلامي بالصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.