موقع متخصص بالشؤون الصينية

أين الإعــلام الروســي ووسائل دفـاعه عن قضاياه ومواقفه في منطقتنا وفي العالم؟

0

ahmad-kaysi-russia-media

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
نحن نعلم بأن الإتحاد السوفياتي السابق كان إحدى القوى العالمية الفاعلة، وكان له حلفاء كُثر، وبالذات في منطقتينا العربية والإسلامية, لأنه كان يقف مع بعض قضايانا, ويضع حداً للتدخلات الغربية المتصهينة في دولنا وفي العالم أجمع, وكان الإتحاد السوفياتي على تواصل مع قادة وجيوش وشعوب المنطقة العربية والإسلامية، عبرعدة قنوات دبلوماسية وإعلامية، وهذا الأهم، ليوضح لعالمنا مواقفه من قضاياه وقضايانا والقضايا العالمية.
ومن ضمن هذه القنوات كان هناك برامج تلفزيونية وإذاعات ومجلات وصحف سوفياتية تنشر باللغة العربية، لتكون جسر تواصل بين الإتحاد السوفياتي والشعوب العربية والإسلامية، لتوضيح مواقفه ودحض الإشاعات والفبركات والأكاذيب التي تنشر عنه وعنا، ولكن بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي من قبل المتآمرين في الداخل والخارج, تمت تصفية قنوات التواصل بيننا وبطريقة مبرمجة ومحكمة بشكل خبيث, وبقيت روسيا بعيدة ومعزولة عن القضايا العربية والإسلامية والعالمية لفترة طويلة دون أن يكون تواصل إعلامي, إلى أن إستلم الحكم الرئيس بوتين وهوشخصية قوية ومحنكة سياسياً وعسكرياً, فأخذ على عاتقه تحسين الوضع الإقتصادي والعسكري والسياسي لبلده ولشعبه وقد نجح بتلك الأمور بكل ما يعنيه النجاح, وقد أعطى أوامره لتحسين الإعلام الروسي على مستوى عالمي، ليكون جسر تواصل بين الشعوب والشعب الروسي. لكن للأسف، كان هناك تقصير مقصود داخلي بذلك الأمر, مقابل الإعلام الغربي والأردوغاني والبترودواعشي المعادي لروسيا ولحلفائها ولقضاياها الوطنية والإقليمية والعالمية.
ولو نظرنا إلى الأحداث الجارية وما يجري من تشويه مخطط له لصورة المواقف الروسية المشرفة في القضايا العالمية والعربية والإسلامية وبالذات سوريا, نجد أن هذا التشويه مدبر من نفس الذين تآمروا على تفكيك الإتحاد السوفياتي سابقا، لإنهاء دوره العالمي أمام المجتمع الدولي, وهم أنفسهم الذين تآمروا على روسيا سابقا لعزلها وتصفية دورها عالميا, وهم أنفسهم الذين يتآمرون الآن على الإتحاد الروسي ومواقفه السياسية والعسكرية لقلب الحقائق وتغير الواقع وتشويه صورة التدخل الروسي المشرف في سوريا الحبيبة لمحاربة الإرهاب والإرهابيين، كما جرى في الماضي البعيد والقريب, وما يساعد هؤلاء المتآمرين جميعاً للأسف الشديد هو ضعف الإعلام الروسي المقصود في الداخل والخارج، للدفاع عن مواقفه التي إتخذها سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً ودينياً في الأزمات المفتعلة التي عصفت بعالمنا العربي والإسلامي والعالمي, بالرغم من أنني إستمعت كثيراً لخطابات الرئيس بوتين وكان دائما يركّز على الإعلام ودوره المهم والرئيسي في كشف الأكاذيب والفبركات من قبل الأعداء, وأنه سلاح ذو حدين يحقق النصر وأيضا يحقق الهزيمة, والحكومة الروسية كان رئيسها يركز على ذلك الأمر في إجتماعاته مع أعضاء حكومته, لكن هناك خلل قديم متجدد أدى ويؤدي إلى ذلك التقصير المقصود والذي لا يظهر كبر حجم المسؤوليات الروسية وما تتحمله من أجل الدفاع عن الإنسانية والأديان والدول والشعوب من قبل المتآمرين وشياطينهم أي (الغرب وأردوغان وحكام البترودواعش المتصهينين) الذين عاثوا في الأرض فساداً وإفساداً, وسفكوا دماء الإنسانية جمعاء وشوهوا صورة الأديان (الإسلام والمسيحية) أمام شعوب العالم وحتى أمام أتباعهما, ليظهروا للعالم أجمع بأنهم “الشعب الأعلى” في الارض. وعليه، فهؤلاء يبدو أنهم هم مَن يتحكم ويتلاعب بالإعلام الروسي في الداخل والخارج، حتى تبقى صورته ومواقفه مُشوّهة داخلياً وخارجياً, وهذا أمر خطير جداً على روسيا وقيادتها وجيشها، الذين تحبهم شعوب منطقتنا, وتحب مواقفهم المُشرّفة والعظيمة التي إتخذتها وما زالت وستبقى تتخذها إتجاه قضايانا العربية والإسلامية والقضايا العالمية, والذي رجح كفة الموازين في كل القضايا العالمية إلى وضعه السليم والصحيح في مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة, وفي تحقيق العدالة للشعوب والمحافظة على أوطانها وخيراتها ومؤسساتها ووحدة جغرافيتها، مِن كل طامع ومتكبّر ومُستعمِر غربي متصهين يحمل فكر الشر والشياطين.
ما نتمناه من الرئيس بوتين وحكومته أن تعمل على إعادة كل ما تم إغلاقه وتصفيته سابقاً أثناء إنهيار الإتحاد السوفياتي من وسائل الإعلام الموسكوفية المرئية والمسموعة، واستحضار الجسور الإعلامية الروسية المرئية والمقروءة والمسموعة، التي كانت تصدر في روسيا، لتكون جسر تواصل بين الشعب والرئيس بوتين والحكومة الروسية، وبين شعوبنا العربية والإسلامية, لإظهار الحقائق أمامهم عما تقوم به روسيا الإتحادية وقيادتها القوية والمحنكة والحكيمة وحكومتها وجيشها من مواقف في منطقتنا وفي العالم، لإعادة الإنسانية إلى طبيعتها التي خلقها الله عليها, وليتم وضع حد لكل الدول الكبرى المُتشِيطنة التي تتدخل في شؤون الدول النامية لتنهب خيراتها وتسيطر عليها وتستعمرها، وتعيد تقسيم الخريطة العالمية كيفما تشاء.
وهناك مثال واقعي إلى حجم الوسائل الإعلامية الصينية الناطقة بالعربية، المرئية والمسموعة والمشاهَدة, من قنوات فضائية وإذاعات ومواقع إلكترونية وصحف ومجلات وبرامج متنوعة تصدر وتنشر وتشاهد باللغة العربية، إلى العالم, وبذلك إستطاعت الصين من مدّ جسر تواصل دائم بين الشعب الصيني وقيادته، وبين الشعوب العربية والإسلامية, وأيضاً وضعت حدا لأكاذيب أمريكا وأوروبا وأردوغان وحكام البترودواعش من أي إختراق يحاولون من خلاله أن يشككوا في مواقف الصين وقيادتها وشعبها إتجاه الشعوب العربية والإسلامية, أو أن يثيروا الفتن الداخلية في الصين, وأيضا لكشف الحقائق حول ما يثار داخلياً من أكاذيب بأن الصين تضطهد الأقليات الصينية الإسلامية لديها.
وهنا أقول لسيادة الرئيس الروسي بوتين, وارجو ان يسمعني، أنه كلما نجح الإنسان المؤمن القوي بنشر الإنسانية أو إعادتها إلى ما كانت عليه, كلما زاد خصومه من أتباع الشياطين الذين باعوا أنفسهم بثلاثين من الفضّة البائدة، ولوثوا الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة, لذلك يجب أن نكون مستعدين دائماً وأبداً لكشف أفعالهم الشيطانية أمام العالم، وهذا لن ولم يتحقق إلا عن طريق الإعلام القوي والمتنوع بكل مجالاته المرئي والمسموع والمقروء، ونشره على شعوب منطقتنا بلغتنا العربية وعلى الشعوب الأخرى بلغاتهم.. ونتمنى لروسيا ولقيادتها ولشعبها ولجيشها كل الخير والتوفيق في مساعيهم الإنسانية, ولهم منا كل المحبة والإحترام والتقدير والدعم لمواقفهم في كل مكان من العالم, وليس في منطقتنا فقط، لأننا نعلم بأنها مواقف حرة ومشرفة للجميع.

*باحـــــــــث وكاتـــــــــب أردنـــــــــــي وعضو ناشط ومتقدم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين، ومجموعة الإعلاميين والأدباء العرب الدولية أصدقاء روسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.