الإعلام.. بحث ولقيّة
موقع الصين بعيون عربية ـ
سمير العدوي*:
عندما نبحث في شبكة الانترنت عن اخبار ومعلومات في قضايا مصيرية للامة، واخرى لنستعيرها في كتاباتنا، كثيراً ما نجد مراجع وادبيات غربية باللغة العربية، وهي طاغية وشاملة لمختلف النواحي، وتوفر معلومات كبيرة في كل المناحي المطلوبة، عدا عن المراجع الموسوعية التي توفر للبحاثة والصحفيين الكثير من المعلومات والتحليلات والاراء.
هذه المعلومات والمواد ليست روسية ولا شرقية بغالبيتها، فالاعلام الغربي يسيطر في الواقع على الغالبية الساحقة للمصادر الاعلامية ومراجعها وصياغاتها، وينشر بنشاط مختلف المواد الاعلامية والفيديوهات ويمتلك معظمها، ما يضطر الصحفي والاعلامي الى الاستعانة بها في وضع لا يتوافر فيه غيرها.
وغالبا ما تكون هذه المراجع محررة صحفيا وجاهزة للنشر دون عناء المحرر، ومتاحة لنا معشر المشتغلين بالكلمة. فعملنا الاعلامي اليومي يتسم بسرعة الانجاز، ولا يمكن ان ننتظر العثور على معلومة مخبأة وبعيدة المنال، حتى يتم تحرير المادة التي تنتظر النشر، لذلك يتم اللجوء الى الافضل والاكثر توافراً، وهي هنا المراجع الغربية تحديداً بغض النظر عن محتواها وطبيعة صياغتها، هذا إذا لم نبحث في الاسباب الاخرى لعملية التحرير وتوجهاتها وسياستها.
الاعلام الشرقي والاسيوي والافريقي والامريكي الجنوبي ضعيف، ولا يفي بالحاجة الكبيرة للاعلاميين. فالمعلومة شحيحة أو أنه يصعب الحصول عليها من مصادرها الاصلية باللغة العربية، ناهيك عن ان الاعلام بمعظمه غير متوافر على الساحة، عدا قناة روسيا اليوم التي تبث بين حين واخر معلومات معادية لروسيا نفسها، وبالتالي نفهم من ذلك أنها تدعونا مباشرة او بصورة ملتوية الى كراهية روسيا وصحافتها وشعبها.
نحن كعرب اصدقاء لروسيا، عبر التاريخين الحديث والقديم، ولروسيا ايادي بيضاء في العالم العربي من تدريس ابنائنا واحفادنا منذ ايام الحكم القيصري الى السنوات السوفييتية، وحتى اليوم، لذا يهمنا ان نقرأ روسيا بالعربية، وان نمسك بأصابعنا صحيفة ومجلة روسية ونحتفط بها للذكرى في مكتبتنا المنزلية، وليس تصفحا على الانترنت فقط.. وكفى الله المؤمنين شر القتال!
أذكر ايام صدور الصحف والمجلات الروسية باللغة العربية، وهي اليوم ومنذ أمد بعيد غير موجودة، ولن تعود على الاغلب، ويا ليتها تعود، لكن روسيا تخلت عن مكانتها الاعلامية لصالح أخرين، وشخصيا لم اعد اشاهد القناة الروسية بالعربية لانني لا اريد ان اتحول الى كاره لروسيا الصديقة، عدا عن ان بعض ما تبثه لا يجذبني، وليس في محتوياتها ما يشد الجماهير كالمسلسلات والافلام التي تصدّرها لنا بعض الدول التي اشتهرت بها بين اوساط الشباب، وأأسف للقول بأن القناة تخلو غالبا من نبض روسيا اليوم الذي نريد لمسه.. وارجو من الاصدقاء الروس الالتفات الى ذلك ودراسة اسبابه ومسبباته، وتصحيح الوضع قبل فوات الاوان نهائيا..!
*صحفي وكاتب اردني وعضو في المجموعة الالكترونية للصحفيين والاعلاميين والادباء والشعراء العرب اصدقاء روسيا..