موقع متخصص بالشؤون الصينية

الهيئات والمنظمات الاسلامية بالصين.. الجمعية الإسلامية الصينية (2)

0

mhamad-tweimi-islam-organizations1

موقع الصين بعيون عربية ـ
جَمع وإعداد: الشيح محمد حسن التويمي*:
في الجزء الأول من عرضنا للهيئات والمنظمات الإسلامية في الصين، تطرّقنا الى الجمعية الإسلامية الصينية، التي هي أول منظمة وطنية إسلامية موحَّدة ووطنية وفاعلة، تجمع بحنو وأُلفة المسلمين الصينيين من العرقيات والشعوب والقوميات كافة، ويقع مقرّها في العاصمة بكين. أضافة الى ذلك، عرضنا للأنشطة والمهام الرئيسية للجمعية الضامنة تنفيذ رؤيتها الدينية والوطنية، بكل تفرّعاتها ومنها، الاجتماعية والأخلاقية بنجاح يَحوز على إعجاب وتقدير المسلمين الصينيين، وأشقائهم مسلمي العالم، والشعوب الصديقة للشعب الصينية الحليف.
وقد راعينا مراعاة كاملة، كعادتنا التوثيقية والصداقية مع الصين، أن نستخدم ونوظّف المراجع الصينية في دراساتنا ومقالاتنا، وننأى بأنفسنا عن المراجع الأجنبية، لأن عدداً كبيراً منها ليس صديقاً للصين، ولا يَذكر الحقائق، ولا يُقيم وزناً للوقائع الصينية. وفي أعمال ونشاطات الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين، نؤكد ما وسعنا الجهد على ضرورة الأخذ بكل الاعتبار المراجع الصينية الرئيسية الرسمية، حِرصاً على تبنّي المعلومة الواقعية كما هي، والى جانبها التحليل الصحيح، فتكون المادة الإعلامية قابلة للانتشار، وتصبح تفعيلاتها واستهدافاتها عاكسة لحرف واضح وكلمة غنية، وهو أسُّ العلم الصحفي العلمي، وعلوم الدراسة والعرض والتحرير الصحفي، القائم على قواعد ومبادئ وأسس يعرفها أصحابها من اصحاب الطريق، والأكاديميين الصحفيينن والمهنيين، والخبراء.
ولا بد ان نذكر هنا، أنه وبرعاية من الحكومة الصينية المركزية، عقد المؤتمر الوطني الأول لممثلي المسلمين في 11 مايو عام 1953 في بكين، وقد شكّل هذا حدثاً دولياً لا جدال فيه، سيّما انه كان أُعلن رسمياً عن تأسيس الجمعية الإسلامية الصينية لدولة كبرى وصديقة وشعب عديده ضخم، ومقرها الرئيس في بكين (الى اليوم)، وانتخب برهان الدين باو أر خان رئيساً لها.
وتعتبر الجمعية الإسلامية الصينية أول جمعية وطنية موحدّة للمسلمين الصينيين، وتمثل مصلحة جميع المسلمين أمام الحكومة الصينية وفي علاقاتها مع دول العالم. وتحت قيادتها تأسست منظمات فرعية على مستويات المقاطعة والمدينة والمحافظة تجاوبا مع المتطلبات الدينية والدنيوية للمسلمين في أنحاء البلاد الصينية. وكان ظهورها يشكل جسراً فعالاً يربط بين المسلمين من مختلف القوميات وبين الحزب الحاكم والحكومة، ويدفع بقوة التطور المتناغم بين الاشتراكية والدين الإسلامي الحنيف في الصين.اجبهم نحو المسلمين بكل إخلاص.
وفي حفل تأسيس الجمعية الإسلامية الصينية أعلن رئيسها برهان الدين باو أر خان مبادئ أعمالها، وهي:
1/ مساعدة الحكومة الشعبية على نشر وتنفيذ سياسة حرية الاعتناق الديني في الصين؛
2/رفع راية الوطنية عاليا والحفاظ على مبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية والتقاليد الإسلامية الحميدة وإظهارها؛ 3/ إدارة الشؤون الدينية بمبدأ الاستقلال والتمسك بزمام المبادرة؛
4/ تمثيل المصالح الشرعية لجميع المسلمين من مختلف القوميات في كل البلاد والقيام بدور الجسر الرابط بين الحكومة والمسلمين؛
5/ العمل على التوفيق بين العقائد الدينية وبين الأهداف الاشتراكية؛
6/ تأييد قيادة الحزب الشيوعي الصيني وخطه الأساسي في المرحلة الاشتراكية الأولية؛
7/ حث المسلمين من مختلف القوميات على المشاركة الإيجابية في بناء الحضارة الاشتراكية ماديا وروحيا، والالتزام بالقواعد الأخلاقية الاشتراكية؛
8/ العمل على تعزيز التضامن القومي، والحفاظ على استقرار النظام الاجتماعي ووحدة البلاد، وصيانة السلام العالمي.اجبهم نحو المسلمين بكل إخلاص.
وفي عام 1955 أجازت الدولة تأسيس المعهد الصيني للعلوم الإسلامية بصفته أعلى مؤسسة تعليمية إسلامية في الصين، على أن تتولى الجمعية الإسلامية الصينية قيادته المباشرة. اجبهم نحو المسلمين بكل إخلاص.
ومنذ ولادتها تولت الجمعية الإسلامية الصينية مهمتها كجسر بين جماهير المسلمين والحكومة، فاهتمت بطرح مطالبهم واقتراحاتهم على الجهات الحكومية المعنية، وعملت على تنسيق العلاقات التعاونية بين المسلمين وغير المسلمين في كافة المجالات. وفي سبيل تعميم المعارف الإسلامية أصدرت الجمعية كثيرا من المطبوعات الدينية الهامة باللغتين الصينية والعربية، منها》القرآن الكريم《و》الحديث النبوي《وغيرهما، كما تشرف على طبع ونشر مجلة》المسلم الصيني《باللغتين الصينية والويغورية (لغة شعب الويغور المسلم في شينجيانغ)، فضلاً عن الكتب والألبومات التي تعكس حياة المسلمين من مختلف القوميات الصينية. كان إعداد عدد كبير من المتخصصين الأكفاء الذين يستوعبون المعارف الدينية الواسعة والمستوى العالي للغتين العربية والصينية مهمة ملحة أمام الجمعية، لذلك أولت اهتماما عظيما لإدارة المعهد الصيني للعلوم الإسلامية على أفضل وجه.
وإلى جانب ذلك، قبول الطلاب النظاميين أقام المعهد دورات تدريبية مختلفة المستويات للأئمة العاملين في المساجد على نطاق البلاد، وأيضا قدم مساعدات متنوعة لفتح المدارس الإسلامية المحلية في الأماكن التي يتجمع فيها المسلمون بكثرة. وفي الوقت نفسه حثت الجمعية المعلمين العاملين في المعهد على رفع مستواهم الذاتي في التعليم عن طريق جمع وترتيب المعلومات والمطبوعات والتراث الإسلامي من جميع أنحاء البلاد، لكي يقوموا بدراسات عميقة حول الشرائع الدينية الأصيلة وتاريخ الإسلام في الصين.
والعمل “الكلاسيكي” الآخر للجمعية، يتمحور حول تنظيم نشاطات الحج للمسلمين الصينيين، حيث أقامت الجمعية إدارة خاصة تتولى جميع الأعمال المتعلقة بوفود الحج الصينية، مثل الاتصالات الدبلوماسية مع الجهات المسؤولة بالمملكة العربية السعودية، وتلقي طلبات المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج وإرشادهم قبل شروعهم بالسفر.
ومن أجل توفير الضمانات للمسلمين لأداء واجبهم الديني وسلامتهم في الخارج ترسل الجمعية سنوياً فرقة قيادية إلى مكة في موسم الحج، مهمتها تقديم المساعدة والرعاية للحجاج الصينيين هناك، حتى يتم العناية بهم من جانب دولتهم الصينية وقيادتها الوطنية.اجبهم نحو المسلم
ـ مصادر إعلامية استخدمت في جمع وإعداد الدراسة:
1/”مجلة الصين اليوم” مقالة بعنوان: “الجمعية الإسلامية الصينية تاريخ من التضامن الوحدة”، بقلم ماجد تشنغ بوه رونغ.
2/ شبكة الصين. أضواء على الجمعية الإسلامية الصينية.24/09/2014.
3/ نقابة معلمي القرآن الكريم – ليبيا – فيسبوك.
4/ موقع “حلقات”.
5/ المواقع الصينية باللغة العربية.
*عضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين ومسؤول الملف الاسلامي في الصين ومسؤول المطبوعات والمنشورات “بالاتحاد الدولي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.