موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الصين اليوم” توزع على دار للمُســنّين.. حيث أمل ورحمةٌ إلهية

0

china-jordan-magazine-elder6

موقع الصين بعيون عربية ـ
تحقيق: أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي*

إن تخصيص يوم عالمي للمُسن، ويُصادف الأول من تشرين الأول/ اكتوبر من كل عام, مناسبة لإنهاض الهِمم وتفعيل الجهود لتقديم الاحترام لكبار السن، وقد إرتاينا زيارة دار للمسنين في عمّان للدلالة على اهتمامنا بهذه الفئة الطيبة وذات العطاء للمجتمع.

تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالمسنين يدل على الإهتمام الشامل والكبير بهذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعاً, فهم الذين ضحوا بأعمارهم وشبابهم لخدمة عائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم, وبعد أن ترجّلوا عن صهوات أحصنتهم متعبين ومرهقين ومرضى، فكان لا بد من رد الجميل لهم وتقديم الإحسان مقابل الإحسان على يد الأبناء والبنات والعائلة والمجتمع والوطن, وإن قصر أحد ما إتجاههم أو لم تسمح له ظروفه للعناية بهم، فإن المجتمع والوطن بكل مؤسساته الخيرية لا يجب ان ينساهم أبداً, فقد قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا, إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما, وقل لهما قولا كريما, وإخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً) صدق الله العظيم.

لذلك، كله ولغيره من الأسباب، إرتأى الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، بأعضائه من منتدى قراء وأصدقاء مجلة الصين اليوم بالاردن، إجراء لقاء مع مؤسسة لديها علاقة مباشرة بالمُسنين وتوزيع المجلة عليهم وعلى كادر إدراة المؤسسة, فكان اللقاء مع المدير العام لمؤسسة دار الضيافة للمسنين السيد (عوده القضاة), وهو كاتب وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين, وعمل مديراً لتحرير مجلة براعم عمّان لعدة سنوات, ورئيساً لقسم ثقافي في أمانة عمان الكبرى, وعضو في عدة لجان ثقافية, ونشر مجموعة من القصص المترجمة عن الأدب العالمي, وقصص ومواد علمية موجهة للأطفال في عدة مجلات أردنية, علماً أن دار الضيافة للمسنين هي فرع لجمعية الاسرة البيضاء التي تترسها السيدة الفاضلة هيفاء البشير ، وهي ذات أيادي بيضاء ومحبة في أعمال الخير ومساعدة الناس في كل مكان تتواجد فيه فروع جمعية الأسرة البيضاء.

 

china-jordan-magazine-elder4

china-jordan-magazine-elder3

ـ مجلة الصين اليوم: أخي عودة حدثنا عن جمعية الأسرة البيضاء وعن دار الضيافة للمسنين؟

ـ السيد القضاة: تأسست جمعية الأسرة البيضاء عام 1971, وترأسها منذ ذلك الوقت السيدة هيفاء البشير, التي تتحلى بنظرة شاملة لمساعدة كل من يحتاج إلى المساعدة, وقد أقترحت إنشاء دار للمسنين وتم ذلك في منطقة الجويدة, وأفتتحت عام (1979م) برعاية المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله, وهي دار خيرية غير ربحية, ومنذ ذلك الوقت إستضافت هذه الدار الآلاف من المسنين النساء والرجال عبر (37) عاما, وتضم هذه الدار تقريباً 118 نزيلاً من المسنين نساء ورجال, ومعظمهم ينزلون في هذه الدارعلى نفقة وزارة التنمية الإجتماعية، لأنهم غير قادرين على “الدفع”, وهناك عدد قليل من هؤلاء النزلاء على حساب ذويهم.

ـ الصين اليوم: نحن نعلم بأن مثل هذه الدور والمراكز بحاجة إلى كادر كبير ومتنوع الاختصاصات, ما هو عدد الكادر واختصاصاته والخدمات التي يقدمونها للمسنين, وهل هناك متطوعين, وما نوع الخدمات التي تقدم للنزلاء, وكم المبلغ الذي يتم تحصيله من ذوي النزلاء المسنين مقابل العناية بهم؟

ـ السيد القضاة: من الطبيعي أن يحتاج هذا الدور تحتاج إلى كادر مهني كبير يتمتع باختصاصات عديدة, وهذا الكادر يحتاج إلى رواتب, ويعمل في هذه الدار تقريبا (65) موظفاً من إداريين وممرضين وفنيي علاج طبيعي, وطباخين وعمال خدمات, وتقدم الدار لنزلائها خدمات الإقامة والنوم والطعام والشراب والعلاج والرعاية الصحية الكاملة بجميع أشكالها, والترفيه والراحة والهدوء.. وغيرها من الخدمات, مقابل مبلغ شهري قيمته (260) دينار للنزلاء الذين يقيمون في الدار على نفقة وزارة التنمية الإجتماعية, و(350) دينار للنزلاء الذين يدخلون على نفقة ذويهم, وهو مبلغ قليل نسبياً بالنسبة للخدمات المقدمة لهم, ويوجد الكثير من المتطوعين من الشباب والشابات يقومون ببعض الأعمال داخل الدار من تنظيف ودهان…وغيرها من الأمور التي يقدموها كلاً بحسب قدرته.

ـ الصين اليوم: هل يوجد دعم ثابت ومستمر داخلي وخارجي لهذه الدار وما هي مصادره, أم يعتمد دخل الدار على ما يدفعه أهالي النزلاء فقط؟

ـ السيد القضاة: دارنا هي بالطبع هي دار خيرية وغير ربحية كما ذكرنا سابقاً وتعتمد على ما يدفعه أهالي النزلاء، وهو قليل جداً قياساً بالخدمات التي تقدّم لذويهم, إضافة إلى ما يقدمه أهل الخير من تبرعات لهذه الدار كدعم داخلي, ولا يوجد دعم خارجي عيني أو مادي وقبوله من قبل الهيئة الإدارية لجمعية الأسرة البيضاء على أن يكون دعم ذا طابع إنساني بحت بعيد كل البعد عن أية أغراض سياسية, لذلك ليس للدار دخل ثابت ومستمر ودائم, والدار بحاجة إلى دعم مستمر من أهل الخير في هذا الوطن الحبيب ومن أصحاب النفوس الكريمة والمواقف الكبيرة لخدمة هذه الفئة ممن هم بحاجة إلى الدعم بكل أنواعه المادية والعينية والنفسية والصحية…. وغيرها، والتي يحتاجون إليها في كل لحظة من حياتهم, وتلك الدار ومثيلاتها لن تستطيع الإستمرار بتقديم تلك الخدمات إذا لم يقم المقتدرون والأغنياء ممن أعطاهم الله من فضله بتقديم الدعم لها والتبرع لموظفيها لدفع رواتبهم حتى يثبتوا في عملهم، ولا يتركونه لأسباب مادية هم بحاجة إليها في حياتهم الشخصية اليومية.

ـ الصين اليوم: هل يوجد مراكز أخرى في المملكة تابعة لهذه الدار أو لجمعية الإسرة البيضاء؟

ـ السيد القضاة: كما يعلم الجميع ، فإن جمعية الإسرة البيضاء لها بصمات إنسانية كثيرة قدمتها للمجتمع الأردني, فبالإضافة إلى هذه الدار أقامت مشاريع كبيرة ومهمة ومنها مركز الصفصاف للتأهيل في مدينة ناعور, وهذا المركز يعالج الناس الذين لديهم مرض التوحد, ويوفر لهم فرصاً كبيرة لتعلم مهنٍ بعينها, إضافة إلى العلاج, كما يضم قسماً داخلياً يستضيف بعضاً منهم حيث تقدم لهم خدمات النوم والأكل والشرب…وما الى ذلك, وبالإضافة لذلك قامت جمعية الأسرة البيضاء بأعمال جبارة تستحق مؤسستها الفاضلة السيدة هيفاء البشير كل الشكر والتقدير والدعم لتبقى رائدة في مسيرتها الإنسانية الكريمة والعظيمة.

china-jordan-magazine-elder2

china-jordan-magazine-elder1

قامت هذه الجمعية بتأسيس منتدى الرواد الكبار وهو عبارة عن نادي يقضي فيه المشاركون ساعات فراغهم خلال النهار ويلتقون مع بعضهم البعض، ويتحدثون فيما بينهم ويمارسون بعض الألعاب المسلية, وبعضهم يمارس رياضة المشي في الحديقة التابعة للنادي وبعضهم يمارس هواية المطالعة, وستكون مجلة الصين اليوم إحدى المجلات التي ستوضع في مكتبة جمعية الأسرة البيضاء وفي مكتبة دار الضيافة للمسنين وفي نادي الكبار ليتم التعرف على الصين وشعبها وحضارتها وننظر إلى ما يعرفوه هم عنا كعرب وكأردنيين.

ـ الصين اليوم: هل يقوم الأهالي بعمل زيارات متكررة إلى آبائهم وأمهاتهم وذويهم المسنين في الدار؟ وفي يوم المُسن العالمي هل تقومون بعمل إحتفالات لهم ودعوة ذويهم للحضور؟

ـ نعم، هناك من يقوم بزيارات متكررة لهم, وهناك من تكون زيارته حسب أيام عطله وفراغه, ولذلك قامت الدار بتنظيم زيارات للمسنين إلى أبنائهم وبناتهم، وذويهم في بيوتهم ولفترة محددة, لأنهم دائما يشتاقون إليهم ويبكون غيابهم, لذلك نعمل نحن والكادر الوظيفي على تعويضهم ذلك الفراق بكل ما نستطيع, والزيارة لبيوت ذويهم كانت للتخفيف عنهم ولملئ شوقهم وعيونهم لرؤية من يحبون, وأيضا نقوم في كل عام بعمل إحتفالات في يوم المسن وندعو أبنائهم وبناتهم وذويهم ومَن يطلبونهم بألسنتهم حتى يشاركوهم فرحتهم ويشاركونا الإحتفال، فمنهم من يحضر ومنهم مَن يعتذر لكن كل ذلك لا يضيع فرحتنا وفرحتهم بذلك اليوم المبارك. وللعلم فقط قمنا بتعيين باحثة إجتماعية تم تكليفها بإعادة بناء جسور التواصل بين المسنين وذويهم ومتابعة ذلك الأمر إلى أن يتم التواصل بينهم.

 

china-jordan-magazine-elder13

china-jordan-magazine-elder12

china-jordan-magazine-elder11

china-jordan-magazine-elder10

china-jordan-magazine-elder9

ـ الصين اليوم: سيد عوده القضاة.. هل زرت الصين يوما لتبادل الخبرات والكفاءات والتطورات الحديثة التي تخص هذه الفئة المباركة من المسنين ويكون هناك تعاون بينكم وبين مثيلاتها في الصين؟

ـ السيد القضاة: للأسف الشديد لم أزرها لإنشغالي بأمور الكتابة والوظيفة وإدارة هذه الدار وغيرها من الأمور, ونتمنى أن يكون هناك زيارات متبادلة بيننا في المستقبل القريب, لأننا بحاجة للتنسيق بيننا وبين المؤسسات الصينية صاحبة الإختصاص لتبادل الخبرات والكفاءات والتطورات الخدمية التي وصلت إليها الصين وتقوم بتقديمها للمسنين وكبار السن.

ـ الصين اليوم: بعد قراءتك لمجلة الصين اليوم نود أن تسمعنا رأيك بمجلتنا؟

ـالسيد القضاة: حقيقة ومن خلال إطلاعي على صفحاتها المتنوعة وجدت بأنها مجلة كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة, وبأنها نموذجاً حضارياً نادراً جداً, لأنها تعطيك المعلومات التي تريد أن تعرفها عن الصين والعرب وبشكل دقيق ومبسط ومتواضع ومفهوم للجميع, وهي لوحة جميلة يتمازج بألوانها كل التاريخ والحضارة والقيم والتجارة والمعرفة والمحبة عبر سنوات طويلة بين الشعب الصيني والشعوب العربية, فكل الشكر والتقدير والإحترام والدعم للقائمين على هذه المجلة بكل كادرها التحريري ولكتابها وفنييها ورساميها ومفكريها كل التحية, لأنهم حقا يستحقون منا رفع القبعات إحتراماً لهم جميعاً على فكرة هذه المجلة الموقرة.

  • الصين اليوم: سيد عودة كلمة أخيرة لأصحاب الضمائر الحية من الأبناء والبنات والأهالي والمجتمع والعالم لعلها تكون صرخة توقظ ضمائرهم من سبات طويل؟

 

china-jordan-magazine-elder7

ـ السيد القضاة: طبعاً هذه الفئة المباركة والطيبة من المسنين من المجتمع الأردني ومن غيره من المجتمعات وفي كل أنحاء العالم أدت ما عليها في يوم من الأيام تجاه أبنائهم وبناتهم وعائلاتهم ومجتمعهم, وضحّوا بشبابهم من أجل ذلك, وقدّموا لعائلاتهم كل ما تمنّوه في الحياة كل حسب قدرته, ولمجتمعهم العمل الكثير والإنتاج الوفير, والذي من خلاله جعل صحتهم في تراجع مستمر مما أوصلهم إلى ما هم عليه الآن, لذلك يجب علينا جميعاً: أهالي ومجتمع ومؤسسات وحكومات وأوطان، أن نرد لهم شيئاً بسيطاًس مما قدموه لنا خلال سنوات أعمارهم الماضية, لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لهم, ولتحقيق العيش الكريم لهم وتعويضهم عن سنوات أعمارهم التي قضوها في بناء أسرهم ومجتمعاتهم وأوطانهم, لذلك هم يستحقون منا كل الدعم وبجميع أشكاله المادية والعينية والمعنوية, ويوم المسن العالمي كان تعبيراً صريحاً من الجميع وفي كل المجتمعات المدنية والمحافل الدولية للإهتمام بهذه الفئة المباركة والطيبة والتي هي بحاجة لمساعدة الجميع.

ـ “الاتحاد الدولي” والصين اليوم: كل الشكر لكم سيد عودة على هذا اللقاء والحوار الإنساني والشكر والتقدير أيضا للسيدة العظيمة والفاضلة هيفاء البشير ولكل القائمين على جمعية الأسرة البيضاء, ودار الضيافة للمسنين على ما تقدمونه لهؤلاء المباركين, والذين أقول فيهم بأن مَن يؤويهم ويساعدهم ويقدم لهم العون والرعاية التي يحتاجونها يبارك الله لهم بصحتهم وبأموالهم وأولادهم في الدنيا, وفي الأخرة أجرهم عند الله عظيم.

ـ السيد القضاة:.. وكل الشكر لك أخي أحمد لإهتمامك الشخصي بالمسنين ولمساهمتك بالكتابة عنهم وعن جمعية الأسرة البيضاء، وعن دار الضيافة للمسنين, وكل الشكر كذلك “للاتحاد الدولي” ولمجلتكم الموقرة، ولكل القائمين عليها وفي كل التخصصات والمجالات وفي كل مكان من العالم.. شكراً لكم وبارك الله فيكم جميعاً.

china-jordan-magazine-elder8

*أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي باحـــــث وكاتـــــــــــب أردنــــــــــــي وعضو ناشط بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.