موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزير خارجية الصين: القضية الفلسطينية هي لب قضايا الشرق الأوسط، ولابد من إقامة دولة فلسطينية

0

826

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لاقت تجاوبا إيجابيا ومشاركة نشطة من قبل نحو سبعين دولة مطلة على هذا الخط، وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط الذي يحظى بمكانة خاصة وهامة في السياسة الخارجية الصينية.
وأضاف في حديثه لحلقة (11/5/2016) من برنامج “بلا حدود”، أن طريقي الحرير البحري والبري “في عصرنا اليوم يمران بمنطقة الشرق الأوسط أيضا”، وأن ثمة حصادا مبكرا للمبادرة الصينية يتضمن قرابة الألف مشروع “ستنفّذ بشكل تدريجي بيننا”.
وعن واقع الشراكة العربية الصينية والرغبة في تطويرها، قال وانغ يي إن بلاده أصبحت أكبر شريك تجاري لتسع دول عربية، مع حجم للتبادل التجاري تجاوز مئتي مليار دولار. كما أن الصين تستورد تقريبا نصف النفط الخام من الدول العربية التي بدورها شهدت زيادة في الاستثمارات الصينية بصورة سريعة.
وعن المشروعات الكبيرة التي أنشأتها أو تخطط لها الصين، ذكر الوزير مصفاة ينبع التي بدأ تشغيلها في السعودية، وهي مشروع بتروكيميائي عملاق، وحديقة صناعية في سلطنة عُمان، والتعاون مع الكويت في إنشاء مدينة الحرير وإجراء التطوير المتكامل لبعض الجزر.
وخلص إلى القول إن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يشمل ربط الدول الأوروآسيوية بالسكك الحديدية والطرق العامة والطيران والإنترنت والأنابيب، بما يهيئ ظروفا أساسية للنمو الاقتصادي.
منتدى التعاون الصيني العربي
وعن منتدى التعاون الصيني العربي السابع الذي تستضيفه في العاصمة القطرية الدوحة، قال وانغ يي إن المنتدى تأسس قبل 12 عاما وعزز علاقات الصين العربية حيث وقعت خمس دول عربية اتفاقية التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وانضمت سبع دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأقامت ثماني دول عربية علاقات شراكة إستراتيجية مع الصين.
وأوضح أن بكين ستعلن خلال منتدى التعاون الصيني العربي السابع في الدوحة عن توفير ستة آلاف منحة دراسية خلال العامين المقبلين، وتدريب ستة آلاف موهوب عربي.
القضية الفلسطينية
في مجال السياسة الخارجية وموقف بكين من قضايا الشرق الأوسط، قال إن القضية الفلسطينية هي لب قضايا الشرق الأوسط، ولابد من إقامة دولة فلسطينية.
وأكد الوزير أن الصين منذ بداية خمسينيات القرن الماضي دعمت بكل ثابت قضايا الشعوب العربية للتحرر القومي، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وقال إن بكين لن تسمح باستمرار المماطلة في حل القضية الفلسطينية، وتحدث عن ضرورة انخراط مزيد من الدول في مساعي حل القضية، وأعرب عن استعداد بلاده للمشاركة في هذه المساعي.
وطالب الوزير الصيني بسرعة رفع الحصار عن قطاع غزة وإغاثة سكانه، وقال “نرفض الحصار المفروض على غزة… الأولوية لحل الأزمة الإنسانية في غزة وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة للأهالي هناك لتخفيف معاناتهم”.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد دعا من القاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والعمل على إعمار قطاع غزة الذي تعرض لعدة حروب إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة.
حل سياسي لسوريا
أما بشأن المسألة السورية فبيّن أن بكين صوّتت مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى حلها سياسيا، وأن موقفها ثابت وواضح، ويتمثل في أن الحل السياسي هو وحده الذي يتفق مع المصلحة الأساسية للشعب والدولة السورية.
وحول التدخل الروسي في سوريا، قال وانغ يي إن لدى الصين معيارين لتقييم أي عملية عسكرية في أي بلد، أولهما أن تتم تلك العملية بناء على موافقة البلد صاحب الشأن أو بناء على دعوته، والثاني أن تتفق العملية العسكرية مع مبادئ القانون الدولي.
وحول إيران التي عرفت علاقتها مع جيرانها العرب تدهورا في العلاقات منذ خمس سنوات، قال “سنشجع وندعم إيران لتحسين علاقاتها مع الدول المجاورة والتعاون معها بما يلعب دورا إيجابيا في سلام واستقرار المنطقة”.
أما علاقة الصين وروسيا اللتين تجمعهما حدود طويلة وتاريخ من التحالف والصراع، فقال إن الجانبين استقيا دروسا من الماضي وأقاما العلاقات الثنائية على أساس عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.
وعما إذا كانت الصين على استعداد لملء الفراغ الذي ستتركه أميركا في الشرق الأوسط والتي يبدو أنها بدأت تنسحب منه، قال إن عبارة ملء الفراغ فيها عدم احترام لحق تقرير المصير لشعوب الشرق الأوسط، فلا يوجد فراغ لملئه، وعلينا أن نثق بأن شعوب الشرق الأوسط قادرة على تقرير مصيرها بنفسها.
وردا على سؤال أن القرن العشرين كان قرن أميركا فهل سيكون القرن الحادي والعشرون قرن الصين، قال وانغ يي إن بكين لا تحبذ تسمية قرن ما بقرن بلد معين، وشؤون الدول يجب أن تقرر بواسطة شعوبها، ولا ينبغي احتكارها أو تقريرها من قبل بلد معين.
وعما إذا كانت الصين ستقود العالم إذا تلاشت أميركا، قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على المركز الأول عالميا في الفترة الطويلة المقبلة، لكن هذا لا يعني احتكار القيادة لدولة واحدة، إذ “يستحيل لدولة واحدة أن تقود العالم بمفردها. لذلك، يجب علينا تعزيز التعاون الدولي لجعل كوكبنا أفضل وأجمل”.

 

المصدر: قناة الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.