موقع متخصص بالشؤون الصينية

فلسطين والصين برّاً وبحراً.. تناغم وتماثل المواقف ووحدة مصير

0

ali-mashaal-china-palestine

موقع الصين بعيون عربية ـ
علي مشعل*:

كانت زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة ناجحة ومتميزة واكتسبت إفادات في الاتجاهين.
كانت زيارتي للصين هذه المرة نائباً لرئيس وفد يخص حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح، أي أن ازيارة كانت زيارة حركية بامتياز، وهدفت الى تعزيز العلاقات في مجالها مع قيادة الجمهورية وحزبها الحاكم، لكنها أيضاً مثّلت وجود المجموعة الاولى لدولة فلسطين للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.
جاءت الزيارة عقب زيارتين أخيرتين لا يفصلهما زمنياً سوى بضعة أيام (!) :- الاولى كانت لمنطقة نينغشيا وبكين للمشاركة في مؤتمر الحوار الاول بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب السياسية العربية؛ والثانية كانت زيارة الى جمهورية مصر العربية للمشاركة في مؤتمر السلام بالشرق الاوسط الذي شاركت فيه الصين بفعالية وعملت على إنجاح ترتيبه وتنظيمه – وقد كان الاول من نوعه بجهود صينية في المنطقة العربية.
إلى ذلك، صارت مثل هذه الزيارات وما يتمخّض عنها من مباحثات، فرصة ذهبية لتمتين العلاقات مع الصين، وبحث مختلف القضايا ووضعها على بساط البحث والتشريح واستخلاص النتائج، وبالتالي انعكاساتها على قضية الشعب الفلسطيني و “الاتحاد الدولي” وفاعليته و فعالياته في فلسطين، ومن أجل تطوّر وضعه في الدولة الفلسطينية، بين مختلف شرائح شعب فلسطين، وإبراز مبادئه الداعية بلا توقف ولا وجل إلى علاقات إستراتيجية خالصة وقوية وذات بُعدٍ لا نهاية له مع الصين جزباً وقيادة ودولة وشعباً..
في لقاءاتنا الحزبية والصينية العليا، تطرّقت في خطاباتي وأحاديثي وشروحاتي وآرائي وامام الوفد الفلسطيني المرافق لي، الى ملف وقضية بحر الصين الجنوبي، ووقوفنا بحزم وبلا تردد الى جانب الصين وسيادتها واستقلالها وتبعية الجُزر إليها، وبأننا لا نقبل أبداً تجزئة الصين مرة اخرى، بعد ان كانت سابقاً مقسمة بين دول استعمارية عديدة، ارادت إضعافها وهدفت الى تفتيتها على مدار سنوات طويلة، فقد خسر خلالها شعب الصين عشرات ملايين الشهداء الذين روت دماؤهم ارض الصين في سبيل وحدتها ومن اجل إعلاء مبدأ “صين واحدة” فقطن لا صينان.
نحن في “الاتحاد الدولي الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين في فلسطين”، وأنا شخصياً كمدير عام للدوائر العربية والصين الشعبية في مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية – فلسطين، نرى في قضايا الصين وحدة فعلية جيوسياسية وفكرية، وندعو الى عدم المساس بسيادتها وارضها وبحرها، ونطالب بإعطائها حقوقها كاملة، والتوقف عن إزعاجها في امور قد تتسبب أو تؤثر على مسيرة نهضتها الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي هي بالمناسبة وبالضرورة نهضة العالم أجمع، وبعد ذلك التأثيرات التي سوف تتمخض عن ذلك وتؤثر على سلام المجتمعات البشرية برمتها، وتضعف من أليات واستعدادات الحرص على سلامة العالم، في حين تمارس الصين اليوم دوراً كبيراً وحيوياً ومشكوراً في تجفيف الحروب والنزاعات الدولية، وإشراك مختلف الدول والشعوب في عملية التنمية والتفعيل الاقتصادي السلمي على نحو شامل.
ان دولة الصين حليف إستراتيجي يعتمد عليه، لنا نحن في فلسطين و لنا ايضا في “الاتحاد الدولي”، وهي كذلك سندٌ لكل الشرفاء في العالم واصحاب مختلف المعتقدات ومشارب الفكر والاديان والتوجهات والالوان. والصين بذلك، بعيدة كل البُعد ولا يمكن ان تلتقي مع نوايا الدول المتربولية الاستعمارية، ولا تتقاطع مع اية وقائع تسلطية لها ، وهي تقف موقف الضد من مخططاتها الهيمنية وتفعيلاتها المتوحشة.
لهذا، ولأجل تفعيل القانون الدولي نقف مع الصين من اجل حماية نفسها واراضيها ودولتها وشعبها، وهي فرصتنا لأجل التأكيد على وحدة وتناغم توجهاتنا السياسية بشأن الصين وقضية فلسطين في آن واحد معاً، وبأن مبادئنا في القضية الفلسطينية تتوافق تماماً مع مواقفنا وتوجهاتنا تجاه قضية بحر الصين الجنوبي وكل قضية صينية، ومساندة دولة صينية واحدة، وحكومة صينية واحدة، وارض صينية واحدة، وبحر ومياه صينية واحدة، والاهم الثقة الواحدة بين فلسطين والصين في كل قضايا العصر.
وبإختصار، ان مواقفنا السياسية تتناغم وتتماثل في المواقف والتصريحات والتفعيل على الارض والعلاقات الدولية، وهي تعني بذلك كله وحدة مصير لنا وللصين.. وللحديث بقية تأتي.

*رئيس المجموعة (1) للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين في فلسطين، ومدير عام الدوائر العربية والصين الشعبية في مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية – فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.