موقع متخصص بالشؤون الصينية

وجهة نظر: التحوّلات والتطوّرات العربية والدور الصّيني

0

mounir-china-arabs

موقع الصين بعيون عربية ـ
تشيوى فنغ خه (مُنير)*:

 

تتعرض الدول العربية حالياً الى موجة من التغيّرات البُنيوية والتحولات في مختلف الحقول، وقد أفضت هذه الصيرورات الى تأخّر عدد منها، وتقدم أخرى.

الدول العربية كافة وبضمنها المتقدمة، أو تلك النامية، تواجه العديد من التحديات المصيرية، وقد وجدت بعضها وسائل ناجعة للتغلب على التحديات بمواجهتها بصورة شجاعة، وإيجاد العلاج الناجع لها، بينما اخرى لم تجده للآن.

ملف المشكلات في الدول العربية يشمل كل شيء.. الصناعة والزراعة، المجتمع وأنماط الحياة، وليس أخيراً خلخلة البُنى القديمة، بينما لم يتم للآن ترسيخ الجديدة..

الدول العربية تمتلك مستوى عالياً من التعليم وتستطيع إنتاج طاقات بشرية خلاّقة يتمكن أصحابها من الحفاظ على مجتمعاتهم وإنارتها، والانتقال بها إلى مُنتجة ومُصدرة ومزدهرة، ولدينا في هذا المجال العديد من الأمثلة الناصعة التي تتقدم على غيرها في بلدان غير عربية.

وتعتبر الصين دولة شقيقة للدول العربية، وتستطيع التعاون معها لتسريع عملية التطور الاجتماعي والاقتصادي، ورفع سوية الإنتاج وتوطين التكنولوجيا، ووأد العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، من خلال زيادة رخاء المجتمعات العربية التي تطمح إلى ذلك.

وفي سياقات التطور العربي، من الضروري أن تُرسي الدول العربية تعاوناً عميقاً فيما بينها، وأن تضع جدولاً للتطور، والحدّ من النسب العالية للفقر والفاقة بين سكانها، وللتخلص من العشوائيات، وبهدف رفع مستوى معيشة الشعب. وتستطيع الصين أن تسهم في هذا المجال بكامل قوتها لضمان الأمان الاقتصادي لتلك الدول ونشر وتفعيل السِّلم الاجتماعي.

ومن المهم جداً في هذا المجال، ترسيخ قواعد التعاون العربي – الصيني، والتعاون العربي – العربي، ومواجهة العرب بنجاح لمختلف التحديات الماثلة أمامهم، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، فارتفاع منسوب التجارة البَينية للعواصم العربية وبكين، وإقرار الاهداف التنموية المشتركة بين هذه الاطراف في أسرع وقت، ومؤازرة بعضها بعضاً في السراء والضراء، وارتباطها برباط وثيق وألية للحوار والتواصل، وستعمل هذه كلها بالتأكيد وعندئذ على فتح طُرق جديدة ورئيسية للتعاون الشامل وغير المنقطع.

 

الصين لم تتوقف عن العمل مع الدول العربية في مختلف المناحي، ومِثال على ذلك، أن عدداً كبيراً من العرب يتعلمون اللغة الصينية، ويتحدثون بها، بالاضافة لوجود العديد من المعاهد والجامعات التي تقوم على تدريس اللغتين العربية والصينية في الصين والدول العربية، وهو عامل مهم للغاية في ترسيخ الوِصال الصيني – العربي.

 

الصين والدول العربية ستواصل العمل على ملف تعميق العلاقات الثنائية والارتقاء بها قُدماً نحو فضاءات جديدة، لأن ذلك خيار إستراتيجي، وإلى جانب ذلك، استمرار التعاون مرفقاً بالاتحاد الصيني – العربي الشامل، المُفضي الى مواجهة التحديات بسواعد جماعية.

*دارس للغة العربية وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.