موقع متخصص بالشؤون الصينية

هل يمكن للصين قيادة جولة جديدة من العولمة الاقتصادية ؟

0

شهد المجتمع الدولي عودة للقوات المناهضة للعولمة منذ العام الماضي ، حتى أن البعض يشك من أن العولمة الاقتصادية لا رجعة فيها. في الواقع، يصعب على الناس دفع العولمة بقوة وتوقيفها، وأنما يمكن تنميتها وتحسينها فقط.

تنمية العولمة غير متوازن حاليا. من جهة، ساهمت العولمة في النمو الاقتصادي العالمي، ومن جهة اخرى، جلبت اختلالات وعدم توازن خطير للعالم: أولا، التنمية و توزيع المنافع غير متوازن ، بما في ذلك عدم التوازن والاخلالات بين البلدان، وبين المناطق داخل البلدان، وعدم التوازن بين الصناعات وفئات المجتمع. ثانيا، استهلاك الموارد و البيئة غير متوازن. والاخطر من ذلك، عدم التوازن في قواعد النظام. وقد لعبت الولايات المتحدة والدول الاوروبية بشكل رئيسي ولفترة طويلة في تاسيس القواعد الدولية الرائدة، تعكس أولوية مصالح واحتياجات الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من البلدان المتقدمة. كما أن هذه القواعد لم تكن مناسبة مع واقع البلدان النامية فقط، وأنما كان بعضها بمثابة القيود المفروضة على البلدان النامية أيضا.

منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، لا يواجه المجتمع الدولي قضية الانتعاش الاقتصادي والتنمية فقط، وأنما هناك اعادة بناء وابتكار القواعد الدولية وآليات الحكم. ونحن بحاجة الى دراسة كيفية أعادة بناء وإبتكار القواعد الدولية، وتحسين آليات الحوكمة الدولية، للتغلب على عيوب العولمة، ودفع بجولة جديدة من العولمة الاقتصادية أكثر توازنا وشاملة وعادلة.

الصين مدعوة اليوم لقيادة جولة جديدة من العولمة. حيث أن قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو ذات الأهمية التاريخية لوضع قواعد ومبادئ الحوكمة والاتجاه الدولي، وفتحت عهدا جديدا تقود فيه الصين جولة جديدة من حقبة جديدة من العولمة الإقتصادية. وينعكس دور الصين في الحقبة الجديدة من العولمة الإقتصادية أساسا في :ـ

أولا، قيادة إعادة بناء القواعد الدولية

حسب القوة الدافعة الرئيسية، تمر تنمية العولمة غير المتوازنة بمرحلتين: يمكن اعتبار ما قبل القرن الـ 19 بالمرحلة الاولى للعولمة، والقوة الدافعة الرئيسية لها التكنولوجيا. وأن العولمة اليوم التي تدفعها التكنولوجيا ورأس المال في المرحلة الثانية. أما العولمة الجديدة التي تدعو الصين لدفعها، ستكون القوة الدافعة الرئيسية التكنولوجيا ، ورأس المال والقواعد.

ثانيا، قيادة مسار مبادرة ” الحزام والطريق”

التقاسم المشترك والترابط والتوافقية والتعاون المربح للجانبين لمبادرة ” الحزام والطريق”، هو مسار وأفكار هامة من أجل تعزيز الجولة الجديدة من العولمة.

ثالثا، قيادة عملية الابتكار العلمي والتكنولوجي

تعمل الصين جاهدة لدراسة اتجاه التنمية العالمية للعلوم والتكنولوجيا، وتعلب دورا أكبر وأكبر في قيادة صياغة المعايير والقواعد المستقبلية في مجال تكنولوجيا عالية. كما تتخذ الصين خطة جذب المواهب من الخارج وزيادة الدعم للخبراء الاجانب للعمل وريادة الاعمال.

رابعا، قيادة تعزيز الاستثمار الدولي

تشهد الصين تنمية النفوذ الدولي للاستثمار الخارجي، وقد بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية في الخارج 120 مليار دولار في عام 2015، وتجاوز إجمالي قيمة الاستثمار الخارجي المباشر تريليون دولار أمريكي للمرة الأولى.

خامسا، قيادة انفتاح السوق المحلي

إعادة الهيكل ونمط نمو الاقتصاد الصيني سيؤثر كثيرا على الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية، والصين ليست اكبر مصدر للسلع في العالم فقط، وأنما واحدة من أكبر مستورد للسلع في العالم ايضا، وبلغت قيمة الواردات السنوية من السلع والخدمات قرابة 3 تريليون دولار أمريكي، ويوفر سوقا واسعا لجولة جديدة من العولمة الاقتصادية.

أخيرا، قيادة تخطيط المواهب العالمية

بدأت جولة جديدة من العولمة في المنظمات الدولية والمنظمات الاقليمية ومنصة وآليات الحوكمة العالمية بهدوء، ويجب اختيار المواهب الراقية الذين يتعرفون على الظروف الوطنية للصين، ويملكون الرؤية الدولية وخبرات اختصاصية ، للمشاركة في اصلاح وإدارة المؤسسات، وتحقيق مقترحات الصين وأفكار تنميتها لقيادة الجولة الجديدة من العولمة الاقتصادية وكسب نتائج ملموسة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.